نبض الشارع

ثلاثة ملايين رغيف من البقايا تُشكّل حمولة 120 قاطرة ومقطورة من الخبز المهدور يومياً ..ومدير المخابز يحمل المواطنين المسؤولية!!

قدَّر مدير عام المؤسسة السورية للمخابز المهندس جليل إبراهيم أن حوالي 450 طناً من إجمالي إنتاج المخابز في سورية يومياً يذهب هدراً، مفترضاً في هذا أن هناك مليوني أسرة في سورية وكل أسرة تهدر رغيف ونصف الرغيف يومياً (بقايا خبز)، وبالتالي يكون لدينا حوالي 3 ملايين رغيف وهذا يشكل حمولة 120 قاطرة ومقطورة من الخبز المهدور ..!

وعزا مدير المخابز هذا الهدر إلى النمط الاستهلاكي للمواطنين داعياً الجميع لأخذ حاجته فقط من الخبز يومياً دون الحاجة إلى تخزينه أو شراء أكثر من الحاجة، ورأى أن الأمر بات يستدعي حملة توعية واسعة النطاق لتبيان حجم الهدر (غير المقصود) كما أسماه وحجم الخسارة التي تتحملها الدولة جراء دعم الخبز ليصل إلى كل المواطنين بأقل سعر ممكن حيث يصل حجم الدعم اليومي للخبز إلى حوالي مليار ليرة سورية.

هذا الهدر الذي يصل بحسب المهندس إبراهيم إلى ما نسبته 15% من إنتاج سورية من الخبز (حيث يصل إجمالي الإنتاج يومياً إلى 3 آلاف طن خبز)، وهذا ما يمكننا من فهم المشهد الذي يتكرر يومياً في الكثير من الأزقة والحارات وخاصة الشعبية منها، والمتمثل (بجامعي الخبز اليابس) سواء الذي يجدونه ملقى على الطرقات، أو الخبز الذي يشترونه من الأهالي والمواطنين..

بمقابل ذلك وبينما حمّل مدير عام السورية للمخابز مسؤولية الهدر للمواطنين عموماً الذين يتبعون سلوك استهلاكي غير قويم في شراء الخبز، وجد ياسين صهيوني رئيس الاتحاد المهني لنقابات عمال الصناعات الغذائية أن السبب الرئيسي للهدر يكمن في ضعف الخبرة لدى عدد كبير من عمال المخابز، حيث يوجد أعداد ليست بالقليلة تعمل في المخابز وهي عمالة (طارئة) وغير مثبتة ولا تستمر لأكثر من ثلاثة أشهر لكونها عمالة مؤقتة يتم تبديلها بشكل مستمر على مدار العام، وبالتالي المطلوب هو تأمين عمال دائمين للمخابز وتدريبهم لاكتساب الخبرات الضرورية للعمل، مشيراً في هذا إلى أن بيئة العمل الحالية في عدد كبير من المخابز غير مؤاتية لتقديم منتج جيد وبالتالي لا بد من النظر إلى الموضوع من هذه الزاوية لتأمين بيئة عمل مناسبة تخفف من الهدر الحاصل في إنتاج الخبز داخل الأفران..

ويشير صهيوني إلى وجود صعوبة في تأمين عمال للمخابز في بعض المحافظات، بسبب طبيعة العمل الصعبة والشاقة والرواتب في مخابز القطاع العام لا تتناسب مع الجهد المبذول من قبل العمال من هنا لا بد من ايجاد سبل تساهم في جذب اليد العاملة للعمل في المخابز دون الشعور بالغبن أو الظلم من الأجور التي لا تتناسب مع حجم وطبيعة العمل المنجز..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى