رياضة

“الشارقة” تسلب العقول والقلوب.. بقلم: صفوان الهندي

تحدثني نفسي أين المسير وما المصير، فمع كل يوم يولد صديق ومع كل فترة نزور وطن شقيق، ويتنقل القلب بين معشوق ومعشوق ويختلف في الشوق إليها، فعَشق قلبي عواصم ومدن الشرق والغرب العربي، وتذكرتها في مخيلتي ببهائها وجمالها وروعة أهلها وطيبة قلوبهم التي تغني بلاد العرب أوطاني ونحن أهل المكان، وكلنا يجمعنا دين ولغة وتاريخ وفرح وأحزان، لأذهب لإمارة الألوان الأزرق والأخضر والأبيض حيث السحر لا ينتهي.
أخذني حظي السعيد للشارقة ثالث أكبر إمارة في دولة الإمارات العربية المتحدة وأكبر مدنها وأكثر وجهاتها صديقة للأسرة، لأشاهد جمالها وسحر مكانها وسكون زمانها وهدوء سُكانها، فزرقة البحر تمتد على محياها زارعة البسمة على وجوه زوارها، ليخطفوا لحظات الفرح ويزرعونها في وجدانهم قبل قلوبهم، فهنا حُلم لا ينتهي وقلب سيبقى واثباً صوب عشقه واقفاً في حضرتها صامتاً لا يتكلم، فالصمت في حضرة الجمال جمال.
وتمنح زرقة الخليج أهلها قوة وصلابة التحدي، صانعة لهم عزماً كالحديد لا يلين، وهمة تنهض بالمكان والإنسان فتحوله لجوهرة في دُرر الإمارات، فالبحر له فعل السحر حين يحتضن السماء ويندمجان في المدى البعيد، لتشعر حينها أنّ البحر يصعد للسماء وان بركات السماء تتنزل للبحر, فيندمج اللونان الأزرق والأخضر صانعان جوهرة المكان، ولحظة نمو وازدهار ، فالجانب الآخر بساط أخضر يكسو أرضها ويرسم الغزل في تضاريسها، فتبدو كفتاة مراهقة ترتدي فستان العيد ليداعب ماء الخليج نهديها، فيلثم شواطئها تارةً ويقسو تارة أخرى وهي تصبر على فعل المحبوب المهيوب ، فتنشر الفرح في كل القلوب وتفتح ذراعيها للولهان المغترب في شتى الأوطان فهنا وهنا فقط يجد الأمان.
وينبض قلب سكانها الأبيض فرحاً ومحبة، منادياً بالإنسانية والرقي، لتصل النبضات للعالم فهنا أرض الحب والخير والعطاء، حيث الصبر والمودة والرضا، فتهتف الحناجر رضينا بحكم سيدة القلوب، فقلبها الأبيض كالزهر راغب مرغوب، ونسيم خليجها سالب مسلوب وشذى أنفاسها نداً وعطور.
دروس عديدة أفرزتها تنظيم النسخة السابعة من دورة الألعاب للأندية العربية للسيدات في إمارة الشارقة,لعل أبرزها هو ذلك التفاعل الإيجابي من كافة المؤسسات والجهات والشركات وكوادر مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة الذين جندوا كل طاقاتهم من أجل نجاح هذا الحدث الرياضي الكبير الذي أبرز صورة دولة الإمارات العربية المتحدة الحضارية وأظهر حب وإخلاص وولاء هذا الشعب لبلده ولقيادته.
الشارقة, مدينة السحر والجمال,أنحني أمامك لأقول: هنيئاً لك هذا النجاح الباهر..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى