رياضة

زينب الزدجالية : لا سقف لطموحاتي ونقلة نوعية في حياتي العام القادم

أهم مميزاتها الجدية والإلتزام والاعتماد على الذات, إيمانها بموهبتها وثقتها في قدراتها جعلاها ترفض أن تكون إعلامية عادية،تمتلك طاقة من الإبداع ,أفكارها تعبر عن أحلام وطموحات تسكن في وجدانها وعفويتها مفتاح نجاحها واستمرارها في الإعلام الرياضي, إنها الإعلامية الرياضية في صحيفة الوطن العمانية وعضوة مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية زينب الزدجالي التي فتحت لنا قلبها وعقلها في هذا الحوار..

*- الإعلام مجال مهني صعب .. فلماذا إحترفت زينب الزدجالية الإعلام الرياضي؟ ومن الذي شجعك على دخول المهنة ؟
بدايتي لم تكن صدفة ولم تكن بنفس الوقت رغبة ، رأت بي إدارة جريدة الشبيبة العمانية مقومات الصحفي الميداني النشيط ، وأرادت أن تخلق أول صحفية عمانية – متخصصة -عاملة في القطاع الرياضي ليس فقط على مستوى السلطنة ولكن على مستوى الخليج أجمع ، حيث أنّ الأمر لم يكن سهلاً في البداية ، ولكن مع تعاون رئيس التحرير وكل العاملين في الصحيفة وصلت إلى هذا المستوى ، كما أنني ومع مرور الوقت رأيت نفسي في الصحافة الرياضية أكثر من غيرها ، كما أنّ تعيين صحفية رياضية تزامن مع الإنطلاقة الحديثة لرياضة المرأة في السلطنة والتي وجب عليهم أن يتمّ تسخير صحفية لتغطية المشاركات والمناشط التي تخص المرأة ، وبعد انتقالي إلى جريدة الوطن في العام 2015 ، عملت في هذا القطاع الذي أجد فيه بأنّ رياضة المراة وتمكينها إعلامياً هي رسالتي التي أعمل بشأنها ولله الحمد وبتضافر الجهود استطعت بأن أخلق لنفسي بصمة وقاعدة وجمهور فأنا صاحبة قلم جريء ومتزن ، ومع مرور 17 عاماً في هذا المجال أجد بأنّ ثقافة الإعلام الرياضي بين الإعلاميات بدأت تأخذ منحى إيجابي ، كما أنني أرجع الفضل في بقائي في هذا القطاع واستمراري فيه إلى زوجي الصحفي الرياضي بدر الزدجالي الذي لا يتوان ولا للحظة عن تقديم الدعم والمساعدة كما أنه كثير المناقشة معي في عدد من الأمور المتعلقة بالشؤون الرياضية .
حاصلة على عدة جوائز ذات علاقة بشأن الإعلام الرياضي حيث حصلت على جائزة أفضل إعلامية في العام 2015 و جائزة الإجادة للمرأة الرياضية 2016 كما فزت بالعديد من المسابقات الرياضية والتي كانت على هامش البطولات الدولية و القارية التي نظمها الاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي ، ناهيك عن وسام الاتحاد العربي للصحفيين الشباب في العام 2014.

*- ماسبب قلة الإعلاميات في الرياضة رغم وجود آلاف الخريجات سنوياً من كليات الإعلام العربية؟
أعتقد أنّ الأمر مرتبط بميول الإعلامية لا غير ، فهناك الكثير من الإعلاميات العربيات العاملات في القطاع الرياضي وقد تتفوق الإعلامية الرياضية عن الإعلاميات بمختلف العالم من ناحية العدد ، أما العزوف فلا مبرر له فالمجال مفتوح أمام الجميع ، ولكن لن ننكر بأنّ هناك عزوفاً ، والذي قد يأتي لأسباب اجتماعية وثقافية وغيرها .

*- مارأيك بواقع الإعلام الرياضي العربي حالياً في ظل وجود دخلاء من شبكات التواصل الاجتماعي ..وهل الإعلام الرياضي في فوضى سلبية؟
الاعلام الرياضي له أعلامه ، و المعروف لا يعرّف ، فأصحاب القلم الدخلاء يكشفون من أول حرف ونحن كوسط إعلامي رياضي قد نكون مختلفين عن غيرنا لأن العلاقات التي تجمعنا مع زملاء المهنة بكل الدول هي علاقات قديمة ودخول أي دخيل على المهنة يخرج منها سريعاً لأنه لا يملك الحس أوالشغف الإعلامي للاستمرار .
لا أنكر هناك دخلاء إلى الآن وأصبح الإعلام الرياضي السبيل إلى الشهرة ، وأصبحت مهنة من لا مهنة له ولذلك هم من يخلقون الفوضى التي لا مبرر لها ، أما الاعلامي الناضج فهو متزن يعرف كيف يقيس أبعاد الأمور من كافة الجهات .
أما عن مشاهير التواصل الاجتماعي هناك من خدم القطاع وهناك من أخذته العاطفة في ذلك ، فصعود الجبال يختلف عن صعود الظهور وبالتالي تختلف الظروف باختلاف الأهداف ، ولكن لن أقول أن الإعلام في فوضى سلبية ، ولكنها الحال فاختلاف الآراء ليس بالضرورة أن تتطور إلى فوضى .

*- ما أهمية التخصص في مجال الإعلام الرياضي في كل جوانبه؟ وهل معايير الصحفي الرياضي تطبق لدينا ؟
للأسف لا تنطبق على أغلب الصحفيين الرياضيين معايير الصحفي الرياضي ، والأغلب منهم يمارسها من مبدأ الهواية وبعد ذلك ينطلق لعدد من الأسباب المساعدة لذلك ، ولكن أنا مع التخصص الرياضي لأن الإعلام الرياضي ينطبق عليه نفس مفاهيم الإعلام الاقتصادي ، فالقوانين الرياضية متعددة وحتى تقدم مادة احترافية يجب أن تمتلك المعرفة .

*- هل صحيح أنّ هناك ضعفاً في عملية بناء الإعلامي الرياضي وتثقيفه وتمكينه من الإمساك بأدوات الإبداع والارتقاء لمستواه المهني من قبل المؤسسات الإعلامية التي يعمل بها؟
لست مطلعة كثيراً على هذا الجانب ، ولكن من ناحية تجربتي الشخصية فأنا حظيت باهتمام كبير من كافة المؤسسات الصحفية التي عملت بها ، حيث كانت لي الأولوية دائماً في التمكين وتعزيز القدرات وهذا الأمر أقدره وأثمنه عالياً ، ولذلك وصلت إلى ما أنا عليه الآن ، فأنا تبوأت عدداً من المناصب القيادية في القطاع الإعلامي ، كما أنني حاصلة على شهادة دبلوم الإدارة الرياضية من الأكاديمية الأولمبية الدولية وذلك بدعم من اللجنة الأولمبية العمانية ، كما أنني عضوة لمدة 12 سنة في اللجنة العمانية لرياضة المرأة إضافة إلى أنني وحتى الآن عضوة في لجنة التضامن الأولمبي العماني وهذا الأمر يزيدني شرفاً ومعرفة واطلاعاً بالمجريات التي تتعلق في القطاع المهني حيث أنني أفهم بالكثير من الجوانب القانونية الرياضية .

‎*- بماذا تنصحين خريجات كليات الإعلام؟.. من وجهة نظرك، ماذا يستطعن فعله كي يصبح لهن دور في الساحة الإعلامية الرياضية؟
الاعلام الرياضي من القطاعات الحيوية في كل دول العالم ، فهو ليس مجرد عمل بل إنه شغف يخلق معنا العديد من المبادئ المتعلقة بالعمل والإنسانية ، فليس الإعلام الرياضي مجرد تغطية أو كتابة مقال ولكنه اللغة التي تتخاطب عبرها الشعوب بدون لغة ، فلذلك هناك أبعاد لا يدركها غير من تجرّع من الاعلام الرياضي وعاش فيها .

*- ماهي العضويات التي شغلتيها وتشغلينها حالياً؟
أشغل حالياً عضوية مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية كرئيسة للجنة شؤون الصحفيات ، عضوية لجنة التضامن الأولمبي للسنة السادسة ، الاتحاد العربي للصحافة الرياضية ، عضوية لجنة الجندر بالاتحاد الدولي للصحفيين ، مؤسسة اللجنة النسائية بالاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي ، عضوية اللجنة الإعلامية بجمعية المرأة العمانية بمسقط ,شغلت عدداً من العضويات التي لها صلة بالرياضة وأملك شهادة في دبلوم الإدارة الرياضية من الاكاديمية الأولمبية الدولية و شهادة في امانة سر الاتحادات الرياضية من الاتحاد الدولي .

*- ماشعورك وأنت تشغلين عضوية مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية؟ وكيف تعملين على تشجيع الإعلاميات للإنخراط في العمل النقابي؟وكيف ساهمت الجمعية في تطوير مهاراتك في الإعلام الرياضي ؟
لم يتغير بي الحال لعملي في جمعية الصحفيين العمانية فقد عملت في عضويات عدة، وأملك عضويات دولية هامة ، وحصولي على عضوية مجلس إدارة الجمعية ليس بالأمر الجديد أو المختلف بالنسبة لي ، فقد عملت مع نقابات دولية كبيرة ، وحقيقة لم أدرك يوماً بأنني سأنضم إلى جمعية الصحفيين العمانية كعضوة مجلس إدارة فيها وذلك لعدة أسباب -لازلت مقتنعة بها إلى الآن -، ولكنني عندما التزمت معهم ، فقد كان التزامي أخلاقياً ومسؤولاً إلى يومنا هذا ، ورميت كل اهتمامي في تعزيز قدرات الصحفية العمانية ، والخروج بهن عن طور المالوف ، فالصحافة الرياضية علمتني أن أكون قائدة وأنا في مكاني ,علمتني أن أهتم وأخطط وأدرب وأبني كل الأمور بروية ، فكل مكتسباتي الذاتية اكتبستها من الرياضة ، ولكن حتى أكون صريحة لم يكن للجمعية دور في تطوير مهاراتي الإبداعية في القطاع الإعلامي الرياضي منذ دخولي للمجال ، فعضوية مجلس الإدارة و المسؤولية الأخيرة كرئيسة للجنة شؤون الصحفيات بالجمعية ، مهمة تمّ إعطائي لها في فترة قريبة في العام 2020.
العمل النقابي قبل أن يكون مفخرة أو مصلحة شخصية هو مسؤولية وذمة ، ويجب أن تكون على قدر كبير منها ، كما أنها عهد بينك وبين وطنك الذي تحب ، فلذا أجده محفزاً لتطوير مهارات قيادية وتنظيمية .

*- تقييمك للرياضة الأنثوية العمانية والعربية؟
الرياضة النسوية في سلطنة عمان كانت في أوج طاقتها ، حيث عملت على تطويرها عدد من النساء العمانيات صاحبات الشغف والطموح الكبير بها ، ولن أنسى دور اللجنة العمانية لرياضة المرأة ودائرة الرياضة النسائية والعمل جنباً إلى جنب من أجل رفعتها ، حيث حصلت الرياضيات العمانيات على عدد من المراكز المتقدمة وأصبحن يتنافسن في الميادين العالمية ولله الحمد نحن نمشي على قدم وساق في هذا القطاع الحيوي .

*- ماهي الطريقة التي تحبين التميز بها؟
لا أحب التقليد أو طرح ما هو قديم ، أتميز دائماً بأنني دائمة الإطلاع إلى ما وراء الخبر ، وبناء علاقة متزنة مع كل العاملين في القطاع .

*- ما حكمتك في الحياة؟
واثق الخطوة .. يمشي ملكاً

*- ما هي الرياضة التي تمارسينها يومياً؟
المشي ولكن ليس بشكل يومي

*- من تشجعين محلياً وعالمياً؟
محلياً السيب ، عالمياً ريال مدريد

*- من أين اكتسبت قوتك؟
من وطني

*- فما أبرز نقاط ضعفك ومم تخافين؟
لأول مرة يطرح عليّ هذا السؤال .. نقطة ضعفي بأن يجادلني سفيه فيما أكتب ويحتار الأخرون من هو السفيه بيننا ، ولا أخاف من حكم البشر ، عندي يقين بأن الخير بما يختاره الله لنا .

*- هل وصلتِ إلى ما تطمحين إليه في حياتك العملية؟ وما هو حلمكِ ؟
وصلت إلى مستوى عالي في حياتي المهنية, ولا يختلف اثنان على هذا الكلام بفضل الله والإعلاميين المحيطين بي ، حلمي بأن أحقق المراتب العلمية العليا فالطموح لا سقف له لديّ ، أحب العلم وأرى نفسي في المستويات العلمية العالية والسنة القادمة سأعمل على نقلة نوعية في حياتي.
صفوان الهندي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى