أخبار العالم

مذابح العثمانيين بحق الأرمن جرائم ضد الإنسانية تنتظر القصاص.. وأردوغان يسير على خطا أسلافه

“أفظع الجرائم ضد الإنسانية” هكذا وصفت جرائم الإبادة التي ارتكبها العثمانيون بحق الأرمن لتكون أبشع المذابح الجماعية التي شهدتها البشرية جمعاء ووصمة عار تلاحق تاريخ تركيا بانتظار تحقيق العدالة والقصاص لأرواح ضحايا مجزرة الإبادة الأبرياء.
عدد ضحايا الإبادة الجماعية التي ارتكبها الاستعماريون العثمانيون يقدر بنحو المليون ونصف المليون أرمني ممن وقعوا ضحية جرائم عنصرية بشعة وعمليات قتل جماعي وإبادة ارتكبها العثمانيون على فترات ما بين عامي 1915 و1923 ومنهم من شهد ظروفاً قاسية دون طعام أو شراب حيث تسابق المجرمون من الميليشيات العثمانية إلى بقر بطون الحوامل من النساء وقتل الأطفال والشيوخ بدم بارد.
ومع حلول الذكرى الـ 106 غداً لهذه الجرائم المروعة ما زالت فظاعتها ماثلة وحية بانتظار تحقيق العدالة من الأنظمة الحاكمة المتعاقبة على تركيا التي أنكرت على مدى عقود هذه المذابح مترافقة بعمليات اعتقال وإعدام وتهجير ومصادرة للممتلكات وحرق للمدن والقرى الأرمنية في إطار نزعة طورانية سعت إلى إقامة إمبراطورية عثمانية.
الحملة المنظمة التي أطلقها العثمانيون لإبادة الأرمن شملت مذبحتين تبعتهما إبادة جماعية حيث استغل العثمانيون انشغال العالم بالحرب العالمية الأولى ليبدؤوا حملات تهجير الأرمن قسراً وأطلقت السلطات العثمانية حينها كل المسجونين القتلة وشكلت منهم ميليشيات لمرافقة الأرمن المهجرين إلى حلب في سورية وخلال تلك الرحلة ارتكبت أفظع الجرائم ضد الإنسانية.
انقضاء مئة وستة أعوام على جرائم إبادة الأرمن لا يعني سقوطها بالتقادم ولا سيما أن ممارسات رئيس النظام التركي الحالي رجب طيب أردوغان تحاكي في بشاعتها وجرائمها ما ارتكبه أسلافه بحق الأرمن بانتهاجه سياسة القتل والإرهاب والعدوان على الأراضي السورية وعلى دول المنطقة في سبيل تحقيق أوهامه العثمانية البائدة.
أكثر من 31 دولة إضافة إلى منظمات عدة أقرت بحقيقة الإبادة الجماعية كما تبنى مجلس الشعب السوري بالإجماع العام الماضي قراراً يقر ويدين جريمة هذه الإبادة كل ذلك دليل على أن وصمة القتل السوداء تلاحق الحكومات التركية المتعاقبة التي حاولت الترويج لفكرة أن جريمة الإبادة عبارة عن أحداث مؤسفة وقعت خارج سيطرة الدولة العثمانية.
جرائم العثمانيين بحق الأرمن لا تزال تعد أكبر مذبحة في التاريخ الحديث وفيما تلاحق أرواح الضحايا من يتعاقب على حكم تركيا بانتظار تحقيق العدالة تبقى هذه الجرائم وصمة عار دائمة تلاحقهم عبر السنوات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى