اقتصاد

الكهــربــــاء والغـاز ..أزمة التصريحات والألغاز …فلماذا أخفقت الحكومة في تخليص المواطن من كابوس الشتاء المستمر؟!

على مدى عدة سنوات عانى المواطن السوري من أزمات معيشية كثيرة بسبب الحرب الجائرة على سورية، وقد استطاعت الوزارات أو الهيئات أو المؤسسات المسؤولة تجاوز الكثير من هذه الأزمات وفق آلية عمل معينة كما حدث مثلاً مع أزمة البنزين أو أزمة الخبز في مرحلة سابقة أو حتى أزمة المياه، حيث تم تجاوز جميع هذه الأزمات بصورة مرضية للمواطن وفق الإمكانات المتاحة، لكن أزمة متكررة تفرض نفسها على الواقع المعيشي في كل عام وهي أزمة الكهرباء والغاز رغم الاعتراف بأن توفر المادتين في خط بياني متذبذب حيث تشهد بعض فترات العام وبعض المناطق وفرة في الكهرباء وفي مادة الغاز أيضاً مقابل غياب شبه كلي لفترات أخرى ومناطق مختلفة، الحقيقة فإن أزمة الغاز والكهرباء هي أزمة كل عام ذلك أننا في كل مرة نسمع تصريحات رنانة عن جاهزية قصوى واستعدادات مثالية لفصل الشتاء وتأكيدات من أصحاب الحل والربط تفيد بأن هذا الشتاء مثلاً سيكون دافئاً على السوريين بسبب توفر الكهرباء والغاز والمحروقات قبل أن ( يفاجئ ) الطقس المسؤولين لناحية أن درجات الحرارة كانت منخفضة أكثر مما هو متوقع وبالتالي يتم اعتماد زيادة في ساعات التقنين على الكهرباء ويلحظ الجميع غياب مادة الغاز .

ياسادة : لمَ تتبجحون بتصريحات رنانة وتطلقون وعوداً كثيرة معظمها خلبي طالما أنكم غير قادرين على ترجمة هذه التصريحات إلى وقائع ؟ ! وطالما أنكم لا تستطيعون الإيفاء بتلك الوعود ؟ ثم إن سؤالاً آخر يفرض نفسه ويتعلق بالعذر المكرر وهو عذر ( أقبح من ذنب ) والمتعلق بسوء حالة الطقس فهل كانوا يتوقعون أن تكون درجات الحرارة في الشتاء بحدود ٣٠ درجة ؟ أو هل كانوا يتوقعون أن لا تغيب الشمس يوماً خلال هذا الفصل القارس ؟ من المستغرب حقاً أن يتم تكرار ذات الأسطوانة (التصريحات وليس الغاز ) ومن المضحك اعتقاد أصحاب القرار بأن المواطن البسيط يصدق هذه الأعذار .

باختصار فقد مرت سورية خلال حربها على الإرهاب بأوقات أصعب وفي بعض المراحل كانت جميع مصادر الطاقة تحت سيطرة قوى ظلامية ومع ذلك فقد استطاعت الدولة السورية توفير الكهرباء والغاز بالحد الأدنى على أقل تقدير، أما اليوم فإن ما نشهده من تقنين جائر وغياب كلي لمادة الغاز هو دليل واضح على أننا نعيش مع الجهات المسؤولة عن هذين القطاعين معركة (ألغاز ) ! .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى