أخبار سوريةنبض الشارع

قرقعة.. والرقص على لوح توتياء!

لأجلك سورية – غانم محمد
أبشع ما في مشهد حياتنا الدراماتيكي (المحزن) هو أن يعتقد السادة المسؤولون أنّ صمت الناس وعدم (نقّهم) هو نتيجة تحسّن أحوالهم كنتيجة طبيعية لجهودهم الكبيرة، حيث يسهرون على راحته وتأمين احتياجاته، وبكلّ أسف فإنّ بعض هؤلاء المسؤولين يقولون ذلك.
صباح هذا اليوم، وكنوع من (الحشرية) سألتُ عن سعر صحن البيض في محلات الجملة، فكان الردّ (12500) ليرة، وبالمفرق لدى محلات السمانة البيضة بـ (500) ليرة!
موظف من الفئة الأولى وعلى أبواب التقاعد يستطيع أن يشتري (250) بيضة شهرياً، فلماذا النقّ إذاً؟
أتذكّر أنّه في عام 1987 أو 1988، حين كنّا طلاباً في جامعة دمشق، حضرتُ ظهرية شعرية، وكان من بين المشاركين فيها الصديق الدكتور جهاد بكفلوني، ولم يعلق في ذاكرتي إلا بيت من الشعر قاله يكفلوني موجهاً خطابه لـ (بريطانيا) التي كانت تزبد بالتهديد لسورية:
بريطانيا نباحكِ ليس يجدي وخيرٌ من تحركّك السكونُ
سأستعير الشطر الثاني من هذا البيت الشعري، وأقول لبعض المسؤولين: خيرٌ من تصريحاتكم السكوت!
عندما تتفاخرون أنّكم نظمتم في الشهر الأول (25) ضبطاً تموينياً على سبيل المثال، في محافظة ما، وتعودون لتقولوا أنكم نظمتم ولو (26) ضبطاً في الشهر التالي، فعليكم أن تخجلوا لا أن تتباهوا باستمراركم بتنظيم المخالفات.. في مثل هذه الحالة عليكم أن تراجعوا إجراءاتكم، وتسألون أنفسكم لماذا لم تحدث هذه الإجراءات أثرها الإيجابي، لأن الحالة الطبيعية أن تقلّ المخالفات، وأن يقلّ عدد الضبوط، هذا إذا أخذنا عن حسن نيّة إن هذه العملية تتم بنزاهة مطلقة، وبإيجابية كاملة!
لسنا منسلخين عن الواقع، وقبل أن (تطبّ) دورية التموين على أي شارع أو ضيعة، يقوم أحد أفراد الدورية (عميل) بإخبار تجّار المنطقة، فيغلقون محلاتهم، أو يظبّطون أمورهم، ولهذا الفرد (العميل) حصّته المعلومة.
لا نناقش هنا أداء مديريات حماية المستهلك، فقط نطالبها بعدم التصريح بما هو مخالف للواقع.. نعلم أن الوضع صعب، وأن كلّ مراقب بحاجة لمراقب، لكن عندما لا نكون متأكدين من جودة خدمتنا فلماذا نتحدث عنها وكأنها مثالية..
نحن فقط كمواطنين من يحقّ لنا أن نقيّم ذلك لأننا نحن من يكتوي بعكس ذلك، ونحن شهود العيان الذين لا نكذب على الإطلاق، أما مسؤول التموين فقد يفعل ذلك من أجل نيل الرضى!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى