ثقافة وفن

المذيعة ولاء شما ل#لأجلك_سورية: مشواري الإعلامي بدأ في تحرير الأخبار ..والشاشة كانت هدفي

المذيعة السورية المتألقة ولاء شما , روح مليئة بالحب والشفافية، قريبة من الناس، عنوانها الاحترام والحب المتبادل، حضورها طاغ وحديثها يشهد على سعة إطلاعها وثقافتها.. صريحة إلى حد المواجهة وأجمل مافيها قلبها النابض بالحياة وإحساسها الصادق , رغم ضيق جدران الاستوديو إلا أنها تشعر بأن العالم كله معها، تفكر في الناس وتحل مشاكلهم، وتفرح معهم، وتسعى لأن تنسج خيوط الثقة والمودة من خلال الصدق الممتلك روحها.. معها كان هذا الحوار:

*- في أي عام دخلتِ مجال الإعلام المرئي، وكيف؟
بدأت كمحررة للأخبار السياسية والأخبار المتنوعة في عام ٢٠١٣ ,لكن دخولي للإعلام المرئي جاء بعد نجاحي الاختبار الذي أجراه المركز الإذاعي والتلفزيوني في طرطوس عام ٢٠١٥…لتأتي بعدها مسابقة أعلنت عنها الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون لانتقاء مذيعات على مستوى سورية ضمت من داخل الهيئة وخارجها… وكنت الوحيدة التي نجحت من مركز طرطوس , ولاحقاً خضعت لدورة تدريبية مع الناجحين على مستوى القطر لصقل خبراتنا في جميع فنون التقديم والأداء التلفزيوني , لتكون أول إطلالة تلفزيونية لي عبر الشاشة الوطنية في شهر أيار ٢٠١٦ , رغم أنه قد سبق وكنت من عام ٢٠١٥ أقدّم فقرات متنوعة عبر فترة البث المحلي من طرطوس.

*- ما الذي كان يشدّك في التلفزيون كطفلة، أو حتّى في المراحل التالية قبيل دخولك حقل الإعلام؟
للإعلام أدوار عدة أبرزها نقل الواقع للمتلقي كما هو , إضافة إلى دوره التوعوي وخاصة في مثل الظروف الحالية التي يشهدها العالم مع انتشار جائحة كورونا, ناهيك عن الدور الترفيهي والتثقيفي في المجتمع.
انطلاقاً من ذلك كانت الشاشة محور اهتمامي وحلمت منذ الصغر أن ألعب هذا الدور الهام فعملت بجد واجتهاد لأسجل حضوري عبر الشاشات السورية وتمّ ذلك عبر العديد من البرامج التي قدمتها خلال الدورات البرامجية السابقة.. وأستطيع القول عن نفسي أنني أعشق الكاميرا وأشعر أن شاشة التلفزيون بيتي الثاني.

*- هل واجهتكِ عقبات في بداية مشوارك الإعلامي؟
بالطبع لا يخلو أي مشوار مهني من العقبات , وعلينا تحويل تلك العقبات الى فرص للتعلم واكتساب الخبرات الحياتية والمهنية , وفي المجال الاعلامي هناك العديد من الصعوبات أبرزها تلك التي تتعلق بطبيعة المهنة , فالإعلام يتطلب المتابعة الدائمة للحدث المحلي والدولي , وهذا بدوره يحتاج لتفرغ شبه كامل واستعداد دائم لمواكبة الحدث ونقله للمتلقي ,الأمر الذي يستحوذ جزءاً كبيراً من حياتنا اليومية ,وبالتالي غالباً لا نجد الوقت الكافي لحياتنا الخاصة ,يضاف إلى ذلك طبيعة العمل الإعلامي التي تتطلب التطوير المستمر ومواكبة الجديد وصقل الخبرات في ظل الثورة الرقمية التي نشهدها , أيضاً يواجه الإعلامي صعوبات مجتمعية تتمثل في عدم الخصوصية , إضافة إلى ما تطلبه المهنة من شبكة علاقات عامة وهذا بحد ذاته متعب جداً.

*- الموهبة والدراسة مرتبطتان ببعضهما.. هل أثبتت الحياة العملية لك ذلك؟
نعم مرتبطتان ومكلمتان لبعضهما الأخر ,خاصة في المجال الإعلامي , محمد حسنين هيكل من أهم رجالات الإعلام في العصر الحديث بالرغم من أنه لم يدرس الإعلام ,بل جاء إلى هذا المجال بعدما درس الحقوق وحصل على الدكتوراه فيها, وهناك الكثير من الأسماء الأخرى مثله لذلك يمكننا القول أنّ الموهبة هي الأساس ولكنها غير كافية بدون صقل وتطوير وهنا يأتي دور الدراسة , في العمل الإعلامي لا يمكن للموهبة أن تحقق النجاح بدون صقل وتدريب وأيضاً الدراسة لا تصنع إعلامياً بدون مواهبة, لذلك أحرص دائماً على صقل موهبتي بالدورات التدريبية المتواصلة ومتابعة أحدث ما يستجد في هذا المجال.

*-هل هناك مواصفات خاصة بمذيعة المنوعات؟
تختلف مواصفات ومقومات المذيعة الواجب توفرها، باختلاف مجال اختصاصها، وهناك فرق نوعي بين المواصفات المطلوبة لدى المذيعة التلفزيونية عن المواصفات الواجب توافرها لدى المذيعة الإذاعية، كما أنّ هناك اختلافاً شاسعاً في مواصفات كلٍّ من مذيعة البرامج السياسية أو الاقتصادية، وتختلفان عن مواصفات المذيع الرياضي أو الفني على سبيل المثال.. لكن هناك بعض المواصفات العامة، والمشتركة في المجالين (التلفزيوني والإذاعي)، والتي يشترط وجودها لدى المذيع مهما اختلفت الوسيلة الإعلامية التي يعمل بها، وذلك حتّى يضمن نجاحه وتميزه بين الكم الكبير من المذيعين والمذيعات الموجودين حالياً في الوسط الإعلامي.
وبشكل عام على المذيعة أن تتقن قواعد اللغة العربية إتقاناً تاماً، وامتلاك الموهبة والخبرة العملية ومخارج الحروف الواضحة وأن يمتلك ثقافةً واسعة، واطلاعاً تاماً على المستجدات، وأن يكون صبوراً، واسع الصدر، كذلك أن يكون مختصاً في مجالٍ معين، ويكرّس وقته وجهده في هذا المجال حتّى يبرز اسمه فيه، لتكون له بصمته الخاصة، والابتعاد عن القوالب الجاهزة والتقليد الأعمى لمذيعين مشهورين وأن يتحلى بأخلاقيات الصحافة من مصداقية وشفافية، ومرونة.

*- شاركت في تقديم عدة برامج منوعة فهل تستمرين في هذا الاتجاه؟
العمل الإعلامي متنوع ويجب على المذيعة التعود وتدريب نفسها على تقديم مختلف أنواع البرامج ,وخلال مشواري الإعلامي… قدمت برامج عدة حيث كانت البداية مع إعداد وتقديم برنامج فني متخصص في ” الزجل ” حمل عنوان “عزيف الريف” حيث استضفت خلاله أهم الزجالين في سورية ولاقى نجاحاً كبيراً… بعد ذلك قدمت برنامجاً قانونياً بعنوان (قضايا قانونية)… ثم انتقلت إلى تقديم البرامج السياسية عبر برنامج (البوصلة) والأن أقدم برنامجاً خدمياً بعنوان (مراسلون) يعرض على شاشة الفضائية السورية…إضافة الى برنامج المصداقية ضمن البث المحلي للمركز, لكنني وجدت نفسي في البرامج الخدمية التي تحاكي هموم المواطن ومعيشته….بالدرجة الأولى… رغم أن تجربه تقديم البرامج السياسة تشدني من وقت لآخر.

*- ما هو الفرق بين البرنامج المباشر والمسجل .. وأين تجدين نفسك ؟
في البرامج المباشرة لا مجال للتردد أو الخطأ.. كل ما يقال يصل مباشرة إلى الجمهور ,لذلك على مذيعة البرامج المباشرة أن تتمتع بالخبرة والمرونة وسرعة البديهة وسعة الصدر والمقدرة على التعامل بهدوء مع مختلف المواقف , إضافة إلى التحضير المسبق والإطلاع والمعرفة الواسعة والمقدرة على مساعدة الضيف على إكمال فكرته أو بلورتها في حال تعذر عليه ذلك ,لأن مسؤولية ” الهوا”… مرعبة لمن ليس لديه الخبرة وقوة الشخصية ومعرفة واسعة في صلب الحدث , أما البرامج المسجلة فتتيح فرصة الإعادة وتصحيح الأخطاء إن حدثت والحذف عبر المونتاج.
شخصياً البرامج المباشرة هي الأحب إلى قلبي لأنها أكثر تفاعلاً سواء مع الضيف أو الجمهور وتتيح لي تلقي ردود الأفعال مباشرة ,الأمر الذي يزيد حماستي وحبي لهذا النوع من البرامج ,وهذا ما ألمسه خلال عملي اليومي عبر البرنامج الخدمي “مراسلون”.

  • – إلى ماذا يحتاج العمل الإعلامي؟ وما الذي يجب أن يركز عليه الإعلامي الناجح؟
    يحتاج العمل الإعلامي إلى المتابعة والبحث والتقصي في كل مضامين الحياة لأن ذلك يشكل ثقافة معرفية للإعلامي وللمادة الإعلامية التي ستولد من بين ورقه وقلم وفكر إعلامي ,أما صفات الإعلامي الناجح… فهي كثيرة… من حضور لائق , نختصره بكاريزما , جذبه للمشاهد , يتقن فيها لغة الجسد , مع تناغم صوت يوصل معاني الكلمة للمادة التي يؤديها , وكل ذلك لن يكون إلا من خلال صقل الشخص لنفسه عبر دورات ومهارات كثيرة تتعلق بالصوت والأداء… ناهيك عن حضور أقوى شيء للإعلامي وهي الكلمة المعبرة… والصياغة اللغوية المتميزة والتي لها الدور الاقوى في تميز الإعلامي… فكم من إعلاميين شدتنا طبقة أصواتهم وجمالية حواراتهم…دون أن نراهم.

*- ماهي الطريقة التي تحبين التميز بها؟
صراحه أنا لا أحب التقليد… أو أن أكون صورة مستنسخة عن شخصية أحد لإيماني بأن لكل شخص بصمته الخاصة…حاولت أن أميز نفسي عبر المواضيع التي كنت اختارها والتي تقربني من هموم الناس ومطالبهم… لأنني أؤمن بأن إيصال أصوات من لا يستطيعون حلّ مشاكلهم… ولا يعرفون طريق الوصول للمسؤولين عن تقديم الخدمات والتي هي واجب على المسؤولين… أعتقد أنه أجمل ما يقوم به الإعلامي… ولاسيما الإعلام صله وصل… وصوت يصدح ليصحح بعض مواقع الخلل عبر التعريف بمكانه…حاولت أن أتابع في هذا الخط وإن لم أجني نتيجة عن كل الإضاءات والمطالب , ولكن يوماً ما سأقول حاولت وسعيت قدر الإمكان.

*- هل وصلتِ إلى ما تطمحين إليه في حياتك العملية؟ وما هو حلمكِ ؟
بالتأكيد لا… فأنا طموحة جداً وأسعى لتطوير نفسي وتحقيق المزيد من الإنجازات المهنية , أما حلمي فأتمنى أن أجد نفسي على إحدى الشاشات العربية أقدم برنامجاً رئيسياً خاصة وأنني أمتلك الموهبة التي تؤهلني لذلك.

*- ما هي الرياضة التي تمارسينها يومياً؟
الرياضة نشاط يومي يلازمني سواء كانت رياضة روحية كالتأمل أو جسدية كما هو الحال مع المشي والأيروبيك, ولكن مؤخراً ونتيجة لانتشار فيروس كورونا بدأت بممارسة رياضة المشي في المنزل كونها المتنفس للروح والجسد ولا أخفيك أنا من عشاق… الوحدة (أن أكون وحيدة) حتى أثناء ممارسة الرياضة.

*- من أين اكتسبت قوتك؟
والدتي هي المحفز الأول لي في الحياة..صقلت شخصيتي منذ الصغر وأمدتني بالقوة

*- فما أبرز نقاط ضعفك ومم تخافين؟
هي ليست نقاط ضعف ولكن صفات جيدة قد يستغلها البعض كالطيبة والتسامح وحب الخير للجميع ..وأخاف من غدر المقربين .

*- أصعب موقف مرّرت به في حياتك؟
فقدان أحبة قلبي… أبي وأمي وزوجي… خلال فترة متقاربة من بعضهم.

*- ماذا عن أحلامك؟
أحلامي لن أبوح بها , ولكن كل ما أود قوله , أنني أتمنى الخير للجميع , وعجزي عن تحقيق بعض الأماني والأحلام , سأحملها بعناية الله لطفلي الوحيد.
صفوان الهندي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى