الوضع المعيشي يزداد سوءاً… ثلاثة مخارج قد تأتي ثمارها!
لأجلك_سورية -غانم محمد
يبدو أننا لا ننتظر أكثر من قذف الأمل إلى الأمام مزيداً من الوقت، وأننا مضطرون لمضغ المعاناة في كلّ لحظة..
حمّلوا الصيف الماضي وعداً جميلاً لم يتحقق، بل على العكس، تفاقمت مشاكل المواطنين، وبدأ الخطّ البياني للفقر صعوداً، وتحوّل الكثيرون إلى متفرجين سلبيين، حتى من ننتظر منهم تنفيذ الوعد سبقونا إلى الشكوى!
الحلول، إن لم نصنعها بأيدينا كمواطنين لن تكون، وهذا ما نحفّز عليه، من خلال طرح العديد من الأفكار، ليست جديدة، ولكنها بحاجة إلى إعادة إحياء..
الاستثمار الأمثل للأرض
العقلانية تقتضي ذلك، والإمكانية متوفرة ضمن شروط معينة، وليس شرطاً أن يكون الإنتاج اقتصاداً ربحياً، وإنما مساهمة ولو جزئية بتحقيق الاكتفاء الذاتي لكلّ أسرة، ما يخفف من وطأة المعاناة على الصعيد الشخصي، وهذا بدوره يخفف من تزاحم المعاناة العامة.
100 متر مربع قد تكفي لإنتاج الكثير من احتياجات كلّ بيت ريفيّ، هذا يقلل الطلب مثلاً على منتجات زراعية معينة..
عندما يتحوّل ابن الريف إلى مكتفٍ زراعياً، فإنّ الطلب على المنتجات الزراعية في أسواق المدينة سيقلّ، وبالتالي سينخفض سعرها، وهنا الفائدة عمّت للجميع..
عندما تكون جرزة البقدونس في فصل الربيع بـ 500 ليرة، و(الخسّة) بألف ليرة، فهذا عنوان مخيف لأزمة إنتاجية، وعندما نأخذ بالأسباب، ونقتنع أن (عبوة فلينية) قد تكفينا لإنتاج حاجتنا من هذا المنتج نكون قد شاركنا بإعادة إعمار بلدنا، من خلال إعادة إعمار ذواتنا..
نضع في هذا الميزان كلّ مشاكلنا، وبالقياس على الجزئية السابقة نبدأ بالحلول الحقيقية..
إعادة تدوير ما هو متاح
وتحت هذا العنوان، يمكن أن ننبش (السقيفة) أو المستودع، ونعيد تأهيل ما يمكن تأهيله من أثاث وأدوات وحتى ألبسة..
السيدة السورية سيدّة مدبّرة، ولن تصعب عليها هذه المعادلة، وقد بدأت في تطبيقها، والمطلوب أن نتوسّع بهذا الأمر، ففي النهاية نحن في واقع صعب جداً، ولا يمكننا أن بقى على انتظار زيادة الرواتب والحلول التي قد لا تأتي..
إطلاق العملية الإنتاجية
ما تقدّم، يصنّف ضمن الحلول الفردية، والتي قد لا تقنع كثيرين، خاصة ممن اعتادوا سلوكاً استهلاكياً، استسهلوا من خلاله تدبّر أمورهم، فوجدوا أنفسهم فجأة أمام تحديات كبيرة لم يفكروا بأي عمل حقيقي للتغلّب عليها..
الدولة هي الأم التي عليها أن تطعم أبناءها.. بكل أسف، أسرفنا في استلقاء بحضن هذه المقولة، ولا يحقّ للأم أن تعاقب أبناءها على كسلهم، فهي ستطعمهم مهما كانوا أشقياء!
لا يهمّ إن تأخّرت معامل تصنيع السيارات بالعودة إلى العمل، فيمكن أن نركن اهتمامنا بالسيارة جانباً، لكن بالتأكيد لا نستطيع أن نستغنى عن ثلاث: الأكل واللباس والدواء، وعلى هذه المحاور يجب أن يعود الإنتاج بكامل طاقته، ليبقى المواطن قادراً على إكمال عمره دون معاناة..
دعم هذه المحاور أهمّ ألف مرّة من أي توجّه آخر، وهذا ما نأمله خلال الفترة الحالية ودون أي إبطاء.