رياضة

يوم فقدنا كلّ شيء في كرة القدم السورية!

لأجلك سورية -غانم محمد
حتى لو أحرزنا كأس العالم يوماً ما، فإننا إن بقينا تعلى هذه الثقافة في النظر لكرة القدم، وبقينا على أدوات العمل نفسها، وعلى الحسابات الشخصية التي تقيّدنا، فلن ننتقل خطوة واحدة إلى الأمام، بل على العكس، سيزيد الطين العالق بأرجل كرتنا، وستتحول إلى عجوز شمطاء لا تجد ذكرى حلوة واحدة في عمرها تحدّث أبناءها عنها..
في كرة القدم السورية، ومهما ادعى الأشخاص النزاهة، والغيرية الوطنية، فإن المصلحة الشخصية هي الرقم واحد في حساباتهم، وإلا لن يُسمح لهم أن يستمروا، ولدينا أساليب إبداعية في تطفيش من يريد (الشغل)، من تهديده بـ (تعليمات عليا)، إلى تجريده ممن حوله (استقالات)، لدفعه إلى الاستقالة، إلى الترهيب والترغيب، إلى محاولات فرض المشيئة عليه.. إلخ.
خلال أكثر من ثلاثة عقود غرقتُ فيها في تفاصيل كرة القدم، تعاقب على قيادة كرتنا العشرات، وكلهم لاقوا المصير نفسه، وبقيت كرتنا تتدحرج إلى الخلف!
إذاً، أين المشكلة؟
المشكلة أيّها السادة في القرار، أن يُتخذ قرار واضح جليّ، قرار ينشد مصلحة كرة القدم السورية، قرار ليس ارتجالياً، ويبتعد عن المصلحة الضيّقة، وعن التجاذبات، ويمتلك القدرة على التنفيذ وإلا لن نتحرّك…
كلما أردنا تسمية مدرب منتخب على سبيل المثال تقوم الدنيا ولا تقعد، ويبدأ تقاذف الاتهامات، وتهطل اللغة المناطقية والناديوية، ومصلحة اللعبة آخر همّ الجميع..
من المعيب أن نقاتل من أجل أن تكون الثانوية العامة شرطاً للترشّح لرئاسة الاتحاد، وكان هناك توجّه لإلغاء هذا الشرط أيضاً، (وهناك بعض الاستثناءات، ويمكن أن يكون هناك من هم دون الثانوية العامة) وكأن كلّ من مارس كرة القدم أو عمل في إدارتها لا يستطيع أن يحصل على شهادات عليا!
عندما نبقى متعلقين بهذه التفاصيل الصغيرة، ولا نقدّم مشروعاً واضحاً لتطوير كرة القدم السورية، وعندما لا يشترط النظام الداخلي أن يمتلك المرشح برنامج عمل، ولا توافق اللجنة المكلفة بتسيير اتحاد كرة القدم على دخول الانتخابات بنظام القوائم، فهذا يعني أننا خسرنا كلّ شيء بكل أسف، ولن تكون هناك أي إضافة جديدة في العمل الكروي.
كلّ شخص كان يشدّ الحبل نحو مصلحته الشخصية، ولاحقاً سيتفرّغ الاتحاد الجديد لتصفية الحسابات الانتخابية كما كان يحدث سابقاً، وسيتكرر أيضاً، طالما لا توجد محاسبة، وإن وجدت، فإن من سيحاسب مرتبط بمصالح معينة مع الآخرين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى