الحرائق.. هل باتت موسماً تقليدياً؟
غانم محمد
وصولاً إلى اليوم الذي يقف فيه الوعي أمام اندلاع الحرائق إلا ما يحدث لعوامل خارجة عن الإرادة، فإنّ الجهات الرسمية مطالبة باتخاذ كلّ ما من شأنه تخفيف لهيبها في الصيف الذي بتنا نخشى قدومه بسبب هذه الحرائق كل سنة في المنطقتين الوسطى والساحلية بالدرجة الأكبر.
مدير الحراج في وزارة الزراعة وفي تصريحات له عبر وكالة (سانا) تحدث عن الإجراءات التي اتخذتها الوزارة استعداداً للصيف القادم، والذي توقّع أن يبدأ فيه موسم الحرائق مبكراً بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
مسؤولية مشتركة
لا تتوقف مسؤولية أي جهة على محاولات إخماد الحرائق عند نشوبها، على أهمية ذلك، لكن الأهمّ هو أن نمنع نشوب الحرائق، وهنا يأتي دور الإجراءات المتخذة رسمياً، ودور الوعي الشعبي من جهة أخرى، وأهمية أن يكون هناك تنسيق بين الجهات الرسمية وبين المواطنين..
ما يحترق يصيب الكلّ بالخسارة، فالغابة ليست لوزارة الزراعة وحسب، وإنما هي ثروة وطنية والجميع يستفيد منها، أضف إلى ذلك إن احتراق الغابة ينقل ألسنة اللهب إلى الأملاك الخاصة أيضاً، وكنّا قريبين دائماً من الخسائر الفادحة التي حصلت وخاصة في آخر سنتين.
- الطرق الزراعية والحراجية وخطوط النار أثبتت عدم كفايتها وخاصة في الجبال الساحلية الوعرة، والمطلوب قدر الإمكان زيادتها، وجعلها أسهل للاستخدام، إلى جانب توفير مناهل المياه القريبة، وجاهزية وسائط التصدّي للحرائق، واعتبار كل الأراضي متاحة أمام الإطفائيات والصهاريج وأيضاً لشقّ خطوط النار وهذا يحتاج قراراً مبرماً.
- كفاءة العناصر التي تعمل في الإطفاء، وتعويضهم بما يستحقون مقابل الأعمال الخطرة التي يقومون بها، وعلى مدار أيام متواصلة دون راحة كما حدث العام الماضي على سبيل المثال.
- زيادة تدريب العاملين على الإطفائيات وطواقمها، وتوفير كل مستلزمات نجاح عملهم، وسهولة وصولهم من منازلهم أو مديرياتهم إلى مكان الحريق.
- تسيير دوريات حراجية بمساعدة قوى الأمن الداخلي من الآن وحتى نهاية الصيف والتشدد بعقوبة كل من يُضبط وهو يستخدم النار للتخلّص من الأعشاب وبقايا تقليم الأشجار أو تعزيل الأراضي.
- الفصل بين المساحات الحراجية بمناطق فارغة واسعة بعض الشيء تمكنها من حصر النيران ضمن مربعات تسهل السيطرة عليها.
- الاستعاضة عن الأشجار الحراجية بأشجار ثمرية في المناطق التي تتعرض للحريق.
نأمل ألا يكون الصيف القادم (ملتهباً) وأن ننعم بخضرة جبالنا ومساحاتنا المثمرة والحراجية، لأن ما يكلفنا (موسم الحرائق) سنوياً كبير جداً ليس على صعيد الشجرة المحروقة فقط وإنما على صعيد إخماد الحريق.