النفاق الاجتماعي.. أفة العصر
نعيش في وسط لا يعرف للصدق مكان، كل من حولك يعانون من متلازمة بالكاد تقارن بالحرباء.. إنه النفاق يا صاح! إنه أسوء الأزمنة على الإطلاق ولا ندري لعلّ القادم أشد وزراً.
لقد شقّ النفاق طريقه إلينا في كل مناحي حياتنا حتى وصل إلى الرياضة .. في يومياتنا لا نتقدم ولا نرتقي ولا نحظى بمنصب أو سفرة إلا إذا نافقنا زملائنا ورؤسائنا واتبعنا سياسة (( بوس اللحى )) و (( تمسيح الجوخ )).
ربما يصدم كلامنا كثيرين فيسارعون للاحتجاج ومن أنتم حتى تتهمونا بالنفاق ؟ من نصبكم حراساً للحقيقة حتى تلقوا الاتهامات جزافاً .
ولذا نسارع بدورنا إلى توضيح أن النفاق درجات بعضه (( حميد )) وبعضه الآخر (( خبيث )) ومستنكر فعندما يخرج كل منا إلى المجتمع فإنه يسعى إلى إظهار أفضل ما لديه بحيث يقدم للآخر صورة نموذجية هي غالباً ليست صورته على الدوام وإذا شئتم ليست صورته الكاملة وهذا يعد من ((النفاق الحميد)) الاجتماعي الذي لا غنى عنه والبعض ربما يكونون محقين لا يعتبرونه نفاقاً بل تجملاً تستوجبه الحياة الاجتماعية وهذا نفاق لا اعتراض عليه لكن المهم ألا يتحول النفاق إلى سلوك وألا ينفلت خارج حدود التجمل وألا يطال الأشياء المبدئية والأساسية في حياتنا الرياضية وعلاقاتنا مع الآخرين لأنه يتحول عندئذ إلى سلوك مؤذ لنا ولغيرنا.
وليس كلامنا على وصف بعض النفاق بأنه حميد تشجيعاً على النفاق بل هو إقرار بواقع نعيشه ليس إلا.
فالج لا تعالج
للأسف فإن الجانب الأسود في (كوميديا) النفاق الكلامي بالوسط الرياضي مازال متصاعداً على صفحات (صفراء) من أجل الدس والنميمة والخروج عن المألوف وللأسف أيضاً.. نقول فالج لا تعالج.
انتبهوا
يلعب بعض الدخلاء على الرياضة دوراً تشويشياً ويمارسون النفاق، وهم للأسف يكثرون كالطحالب في كواليس رياضتنا وعدد من مفاصلها، والغريب أن بعضهم قد اقترب كثيراً من موضع أصحاب القرار الرياضي ويحاولون أن يفصلوا الأمور على مقاسات أحوالهم ومصالحهم الشخصية.. فانتبهوا لهم يا سادة.
قالوا
*- النفاق موهبة، نعم موهبة، فليس كل من أراد أن يكون منافقاً طبالاً يستطيع.
*- كل المسؤولين إلا باستثناءات نادرة يحبون المنافقين أكثر من الناصحين.
*- في السابق من يولد أديباً يضمن المجد.. اليوم من يولد منافقاً يضمن المجــد.
*- المنافق لا يخلص لشيء إخلاصه لنفاقه، لذلك هو يكذب بصدق وأمانة.
*- لأن النصيحة رغم إخلاصها ستكون ثقيلة كالزوجة، أما التطبيل فبرغم العلم بخيانته محبوب كالعشيقة.
*- المنافق شخص فشل عملياً في الحياة ونجح قولياً.
فليحيا عصر النفاق والتطبيل ..
صفوان الهندي