15 عاماً على الحصار الإسرائيلي الجائر لقطاع غزة.. ودعوات بتدخل دولي لإنهائه
في الرابع عشر من حزيران 2007 فرض الاحتلال الإسرائيلي حصاره الجائر على قطاع غزة ليحوله إلى سجن كبير يخنق حياة أكثر من مليوني فلسطيني فيه بأزمات إنسانية وصحية وبيئية واقتصادية تتفاقم يومياً جراء اعتداءات الاحتلال البرية والجوية والبحرية والتي تسببت باستشهاد وإصابة آلاف الفلسطينيين ودمار هائل في البنية التحتية.
15 عاماً والمجتمع الدولي يواصل صمته عن انعدام مقومات الحياة وعزل أهل القطاع عن العالم وقتلهم بأسلحة الاحتلال التي تبدأ بالرصاص مروراً بالأسلحة المحرمة دولياً وصولاً إلى الحصار رغم مطالبات الفلسطينيين والأمم المتحدة المستمرة برفع الحصار الظالم الذي يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.
وفي تصريح لمراسل سانا أوضح رئيس شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة محسن أبو رمضان أن الحصار تسبب بكوارث إنسانية خطيرة وانعكس بشكل كبير على كل الأمور الحياتية لسكان القطاع الذين يتجاوز عددهم 2.3 مليون نسمة لافتاً إلى أن 5418 فلسطينياً استشهدوا منذ فرض الحصار فيما أصيب عشرات الآلاف جراء الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على القطاع والتي تخللها تدمير 3118 منشأة تجارية و557 مصنعاً إضافة إلى تدمير هائل في البنى التحتية والمرافق العامة.
وأكد أبو رمضان أن المجتمع الدولي بصمته عن جريمة الحصار الظالم الذي يعد انتهاكاً لكل القوانين الدولية يطيل أمد هذا الحصار بدلاً من الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لرفعه داعياً كل أحرار العالم للعمل من أجل إنهائه.
الباحث الحقوقي حسين حماد كشف عن وفاة 72 مريضاً بينهم 35 طفلاً وسيدة جراء منع الاحتلال سفرهم لتلقي العلاج في مشافي الضفة الغربية إضافة إلى اعتقال 204 مرضى أثناء توجههم للعلاج في الخارج لافتاً إلى أن الحصار الجائر تسبب بنقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية بنسبة تزيد على 55 بالمئة الأمر الذي يتسبب بحرمان آلاف المرضى من العلاج.
وبين حماد أنه منذ فرض الحصار الظالم على القطاع عام 2007 نفذ الاحتلال 872 عملية توغل ما تسبب بتدمير القطاع الزراعي حيث تم تجريف أكثر من 33 ألف دونم من الأراضي كما أن مواصلة الاحتلال منع إدخال المواد الخام اللازمة للصناعات أدى إلى توقف عجلة الإنتاج وارتفاع نسبة البطالة في القطاع إلى 65 بالمئة وانعدام الأمن الغذائي لمعظم الأسر.
من جانبه أشار نقيب الصيادين الفلسطينيين في القطاع نزار عياش إلى أن الاحتلال حرم 4600 صياد من ممارسة عملهم بحرية ويطاردهم بشكل مستمر حيث استشهد منذ فرض الحصار البحري على القطاع 16 صياداً وأصيب 179 واعتقل 750 كما دمرت بحرية الاحتلال خلال مطاردتها للصيادين 131 مركباً واستولت على 237 مركباً آخر ما حرم نحو 50 ألف فلسطيني من عائلات الصيادين من مصدر رزقهم لافتاً إلى أن الاحتلال يشدد بشكل متواصل حلقات حصاره البحري ويقلص مساحات الصيد قبالة شواطئ القطاع لحرمان سكانه من ثروته السمكية التي انخفضت بشكل لافت.
وأكد المختص في مجال البيئة توفيق البنش أن الاحتلال تعمد تلويث البيئة في القطاع بأدوات مختلفة خلال فترة الحصار من بينها استخدام الأسلحة السامة من قنابل وصواريخ وخاصة الفسفورية منها خلال الاعتداءات المتكررة على القطاع ورش المزروعات بالمبيدات السامة لافتاً إلى أن توقف مضخات الصرف الصحي في القطاع بسبب عدم صيانتها نتيجة الحصار وانقطاع الكهرباء بشكل مستمر تسبب في تلوث الخزان الجوفي وباتت نسبة التلوث في المياه تتجاوز 96 بالمئة.
ولفت البنش إلى أن 75 بالمئة من شواطئ القطاع ملوثة ما ألحق أضراراً جسيمة بالثروة السمكية وحرم أهالي القطاع من الشاطئ الذي يشكل متنفسهم الوحيد مشيرا إلى أن الوضع البيئي الكارثي جراء الحصار انعكس بالسلب على الصحة العامة لسكان القطاع ومحذراً من النتائج الخطيرة لاستمرار الحصار على كل المنظومة البيئية في القطاع ما يستدعي تحركاً دولياً جدياً لرفعه.