إنهاء قيود «كورونا» وإعادة الموظفين إلى المكاتب
لطالما كانت الشركات التجارية والاستثمارية ناقداً للعمل من المنزل، حيث تم وصف التحول المرتبط بالجائحة ذات مرة بأنه “انحراف”. ومؤخراً قامت الكثير من الشركات بإنهاء هذه الممارسة، وألغت معظم قيود «كوفيد – 19» المتبقية في محاولة لإعادة أكبر عدد ممكن إلى المكتب.
لأكثر من عامين، تبنت الشركات حول العالم العمل عن بُعد وترتيبات العمل الهجين بين المكتب والمنزل مع زيادة الإصابات وارتفاع عدد الوفيات.
لكن مع اقتراب نهاية الصيف تبذل بعض الشركات الكبرى جهوداً متضافرة من أجل العودة إلى المكاتب حيث إنها ليست المرة الأولى التي تحاول فيها الشركات الكبرى عكس التحول إلى العمل من المنزل، ففي خريف 2021 حتى في 2020، طورت الشركات خططاً لبدء عودة واسعة النطاق إلى مباني المكاتب المهجورة، فقط لانتشار موجات جديدة من الإصابات التي تركت المديرين حذرين من الاختلاف مع الموظفين في وقت حساس جداً.
لكن هذا العام مختلف.. نظراً لأن الناس عموماً أقل خوفاً من انتشار الفيروس، ويعتقد كثير من الرؤساء أن الظروف أصبحت الآن أقرب ما تكون إلى فترة ما قبل الجائحة. ووفقاً لمدير إحدى وكالات التوظيف التنفيذيين، يعاني قادة الشركات “إجهاد عمل الخير”، كرد فعل على التركيز الكبير على رفاهية الموظفين أثناء الجائحة. “الشعور السائد هو أننا بحاجة للعودة إلى العمل».
مع ذلك، يمكن أن يؤدي هذا إلى مواجهات مع الموظفين الذين اعتادوا العمل عن بُعد، ولديهم توقعات مختلفة حول التوازن بين العمل والحياة، والآن يزنون تكاليف العودة إلى المكتب مع ارتفاع التضخم.
ويعتقد البعض أن الناس يرغبون في القدوم إلى المدن الكبرى لمخالطة المجتمع ورؤية الأصدقاء والذهاب إلى المناسبات الثقافية. أما عندما يتعلق الأمر بالعمل، فسيقول كثير من الناس إنه يمكنهم العمل بشكل أفضل في المنزل. لقد أجبرت الجائحة الناس على التساؤل (…) هل نحتاج حقاً إلى تنظيم العمل بهذه الطريقة؟ وهذا يزعج الرؤساء التنفيذيين”.
وهذا أيضاً يجعل الأسابيع المقبلة لحظة حاسمة بالنسبة إلى مستقبل المكتب، وكذلك لجميع الصناعات التي تتمحور حول موظفي المكاتب، من قطاع العقارات التجارية إلى محال السندويشات وصالات اللياقة البدنية.