المذيع يزن فويتي: الشهرة حلوة لكنها سيف ذو حدين
“تعددت الخبرات والشخص واحد”، مقولة وجدتها تنطبق كثيراً على المذيع الشاب بقناة الفضائية السورية “يزن فويتي” الذي أدرك منذ البداية ماهي حقيقة أبعاد دوره الإعلامي، ولكن من يعرفه عن قرب يجده شعلة من الحماس والنشاط والتفاني في العمل، فهو لا يمل الحديث عن عمله بشغف منقطع النظير، تعددت خبراته في مجال الإعلام، لاقى النجاح منذ خطواته الإعلامية الأولى فنال استحسان ورضا الجمهور , لنترك يزن يروي لنا التفاصيل من بداياتها..
*- كيف تأسس الحافز لديك لتكون مذيعاً؟
الحافز الذي جعلني أصبح مذيعاً, هي القوة التي يعطينا إياها العمل في الإعلام ومساهمته في بناء الشخصية وتغذية الفكر, أحب الإعلام منذ الصغر ، وكان حلمي دائماً,عملت على تقديم الحفلات والمناسبات المدرسية ,وفي إحدى السنوات الدراسية أقيمت مسابقة على مستوى المحافظات السورية, شاركت فيها بالفصاحة والخطابة ونلت درجة عالية ,ودائماً كنت أقرأ كل الجمل والمواضيع وحتى لافتات المحلات على أنها نص من برنامج تلفزيوني ,وكل من يراني كان يقول “لك مستقبل في التلفزيون يايزن”
*- ماذا عن بداياتك وأهم المحطات التي يمكن أن نتوقف عندها؟
كانت صعبة للغاية, فبعد أن أنهيت الشهادة الثانوية, قررت الانتقال إلى العاصمة دمشق لأدرس “العلوم السياسية” وأبحث عن حلمي هناك , وفي أول أسبوع من إقامتي في دمشق أخبرت أهلي في اللاذقية أنني بحاجة لمبلغ مادي لدورة تعلم اللغة الإنكليزية ,وحقيقة كان المبلغ لنيل دبلوم الإعلام الذي كان أول خطواتي في هذا المجال , وكنت أصغر الدارسين ١٩ عاماً , لكنني حصلت على المركز الأول وهنا كانت الشعلة الأولى للعمل على أرض الواقع, فقد تمّ ترشيحي للعمل في إذاعة سورية وعملت بها رغم صغر سني, والصعوبات التي كانت تواجهني كوني بعيد عن أهلي, والإذاعة كانت في منطقه قريبة جداً من العمليات العسكرية التي كانت تحدث في ذلك الوقت.
بعد مرور شهور قليلة تقدمت إلكترونياً لمسابقة مذيع العرب ,وفعلاً تمّ اختياري ضمن العشرة من الوطن العربي الذين سيتم تأهيل متسابق واحد منهم للعروض المباشرة ,لكن لم يحالفني الحظ بسبب التصويت,وفي تلك الفترة أصبح هناك عبء مادي كبير عليّ, وراتب الإذاعة لا يكفيني حتى مواصلات فقررت أن أتقدم لوظيفة في إحدى شركات الاتصالات في سورية , حيث تمّ قبولي في قسم خدمة الزبائن فحاولت توظيف قدراتي الإذاعية في العمل فحصلت على المركز الأول على مستوى مراكز سورية في التسويق لإحدى الخدمات, طوال فترة عملي في هذا القسم, وبعد انتهاء الخدمة العسكرية قمت بتقديم برامج على إذاعة القدس كمتدرب,وأصبح الشغف لديّ يكبر أكثر وأصبحت أبحث عن فرصة لخطوة أفضل, فتقدمت للقناة السورية كمذيع أخبار وقمت باختبار أداء, وتمّ قبولي فقدمت المواجيز الإخبارية والتقارير الخارجية والبرامج المنوعة, إضافة إلى عملي في إذاعة وقناة سوريانا أف أم وإذاعة امواج وقناة أوغاريت ووكالة الأخبار السورية الروسية وشبكة أخبار “إعلاميون من بلدي”
*- هل تعتبر التخصص ضرورياً للمذيع؟
التخصص ليس ضرورياً,على العكس التنوع هو الضروري, خاصة في مجال الإعلام, كل يوم تتعلم شيئاً جديداً, وهذا التنوع يعطينا خبرة ,ويجعلنا نكتسب أدوات جديدة لم تكن موجودة لدينا.
*- ما البرنامج الذي تطمح إلى تقديمه؟
أحب برامج المسابقات الفريدة غير التقليدية بسؤال وجواب ,وأطمح لتقديم برنامج يحمل أفكاراً غريبة في التحديات
*- الكل يقول سأقدم برنامجاً مختلفاً ولكن كلها تتشابه، ما المختلف والجديد بالنسبة إليك؟
ليس خطأ أن نتشابه بشيء جيد ,دائماً نفكر أنّ هناك ابتكارات خارقة وأنّ هناك أناس يجب أن يظهروا في برامج لم يسبق أن طرحت أبداً, وكأنه يوجد ستة ألاف قالب في العالم, وتستطيع أن تتحكم بها كما تريد, قوالب البرامج أو أشكالها درسناها في جامعاتنا وشاهدناها في قنوات أوروبية وأمريكية , النتيجة عندما تقول هذا البرنامج اجتماعي فهو اجتماعي , قالبه حواري فهو حواري, يمكن أن تُبدع بابتكار اسم مُلفت ومختلف, أما الاختلاف الحقيقي والأهم هو بالمذيع بحد ذاته من خلال أسلوبه وحواره وثقافته وصوته وطريقة التقديم وطرح الأفكار
*- هل تميل أكثر لتقديم البرامج أم الأخبار؟
الأخبار مهمة جداً تضيف لك الكثير,لكن تقديم البرامج توجد فيها متعة لا توصف
*- لماذا اتجهت نحو تقديم الأخبار وهي التي تتطلب متابعة ومطالعة دائمة؟
الإعلام مدرسة, والأخبار هي عاموده ,لهذا بدأت بها ,وتقديم الأخبار فيه متعة لا أحد يشعر بها إلا من يقدمها, كما أنّ تحرير وتقديم الأخبار تتطلب الدقة والمتابعة الدائمة والمهنية والمقدرة الصحفية على كتابة القصة الإخبارية والبراعة في صياغتها وتقديمها وتناول زواياها المختلفة لما لها من دور مؤثر.
*- ما المواصفات التي يجب توافرها في مذيع الأخبار دون غيره من المذيعين؟
يجب أن يكون طليقاً في الكلام, ويمتلك لغة عربية سليمة ونبرة صوت مريحة, وإيصال الجمل للمتلقي بالنغمة الصحيحة والتقطيع الجيد , ولاننسى الثقافة والمتابعة والإصغاء الجيد وتقبل النقد وأن يكون محايداً.
*- ما أول شيء تحرص عليه أمام الكاميرا؟
الثقة بالنفس وأن أكون عفوياً بعيداً عن التصنع
*- لماذا يهرب أغلب المذيعين والمذيعات من برامج الهواء؟
برامج البث المباشر وخاصة بالنسبة للتلفزيون من أصعب البرامج, وهي تشعرك بالرهبة لأنك تخاطب آلاف المشاهدين, والخطأ غير مسموح, ويجب على المذيع أن يكون قوي الشخصية وسريع البديهة, لتدارك أي موقف وقادر على الارتجال بعكس البرامج التي تعتمد على التسجيل, ولذلك كنت أحرص دائماً في بداية مسيرتي المهنية على أن تكون نشراتي وبرامجي مباشرة كي أتعلم من أخطائي
*- ماهي الطريقة التي تحب التميز بها؟
بالعمل والحضور وطريقة التعامل مع الآخرين, لا أحب التقليد أو طرح ما هو قديم ، أتميز دائماً بأنني دائم الإطلاع إلى ما وراء الخبر
*- أين تكمن نجومية المذيع؟ وماهى المواصفات التي تجعل المذيع ناجحاً؟
نجومية المذيع تكمن في تطوره المستمر, وقدرته على اختيار أمور يحبها الناس, فالمذيع الناجح ببساطة هو صاحب الأدوات الصحيحة والأفكار المبدعة
*- ماذا تريد من الإعلام ؟ وماذا تعني لك الشهرة؟
الوصول إلى حلمي الذي يكبر معي , من يحب عمله ينجح به وأنا أحب عملي الإعلامي الذي اخترته, والشهرة حلوة وهي أجمل شيء تتوج فيه بعد كل عمل أو تعب, لكنها سيف ذو حدين ويجب أن توظف بصورة صحيحة
*- هل لاحظت أن أسلوبك يتشابه مع أسلوب مذيع أخر؟
لا .. فأنا أحب أن أظهر بشخصيتي وحضوري ,ولا أحب أن أقلد أي مذيع أخر بدءاً من طريقة فهمي لما أقدّمه وأعده مروراً بالحوار والتعبير, وكيف أحب أن أظهر وكلها عوامل متضافرة تجعل أسلوبي مختلف عن الآخرين وبكل الأحوال أسعى لأن أقدّم بأسلوبي وشخصيتي أنا فقط.
*- ما رسالتك التي تحاول إيصالها من خلال عملك؟
الإعلام ليس مهنة أو وظيفة ,هو حب وشغف وأسلوب حياة
*- فيما لو عرض عليك العمل في قناة عربية أخرى هل توافق؟
أوافق على أية فرصة سواء أكانت قناة محلية أو عربية , شرط أن تضيف لي واكتسب منها خبرات
*- هل تمارس الرياضة؟
أحب الرياضة وأمارسها يومياً, لأنها تعطيني قدراً كبيراً من السعادة والرضا
*- إلى أين تتجه أحلامك؟
لا حدود لأحلامي وطموحاتي, دائماً أسعى إلى المزيد من التطور والتعلم , وأتجه نحو فرص جديدة تصقل تجربتي وتغنيها , فبمجرد تحقيقي مجموعة من الأهداف أبدأ بوضع أهداف جديدة أخرى .
صفوان الهندي