دعاء جركس: مهمة الإعلام عكس صورة الواقع كما هي وليس تزييفها
دعاء جركس هي الأكثر تميزاً من بنات جيلها على شاشة القنوات السورية ,وربما من أجل ذلك اختارتها صحيفة الوطن الأكثر انتشاراً ومتابعة لتطل معها في البرنامج الرمضاني الناجح “فطورك علينا” ,كيف لا ! وهي ذات ثقافة واسعة, لباقة آسرة , إطلالة دافئة ومميزة, هي كالفراشة حين تحاور ضيوفها وكالعصفورة تنتقل برشاقة بين الأسئلة والكلمات, فأهلاً بها في هذا الحوار..تابعوا معنا:
*- هل توقعت النجاح والمتابعة الذي حققه “فطورك علينا”؟
فوجئت حقيقة, لم أتوقع هذه المتابعة والانتشار العربي الضخم والكبير , خاصة في الموسم الأول, كل تركيزي وجهدي كان يصب في البداية على التصوير وإخراج الحلقات ، لكن بعد مرور ما يقارب ١٠ أيام من رمضان بدأت التركيز في الأصداء وبدأت أصادف أشخاصاً في الشارع يتجهون نحوي بكل حب وطيب ويتناقشون معي بمجريات الحلقات ويلتقطون الصور التذكارية ,برنامج فطورك علينا كان العلامة الفارقة في مسيرتي المهنية ,دفعني إلى الأمام عشر خطوات وحقق لي انتشاراً واسعاً.
*- الإعلام العربي أشاد بحضورك وأنك دخلت القلوب بدون استئذان من خلال هذا البرنامج.. فما سر ذلك؟
أعتقد بأنّ السر يكمن في حقيقة العمل والعفوية والبساطة في التقديم, بعيداً عن التكّلف والتصنّع وتجميل الوقائع ,وهذه الأدوات نادرة التواجد في الإعلام بالوقت الحالي.
*- هل حقق البرنامج غايته المطلوبة.؟وكيف ستعملين على تطوير فكرته؟
طبعاً, من بدايته حقق الغاية المنشودة وهي مراقبة الأسعار في الأسواق وتسليط الضوء على التفاوت والتلاعب بسعر المواد والاحتكار ,البرنامج كان حديث الشارع مما ساعد في وصوله للأشخاص المعنيين والمسؤولين في الحكومة ,إضافة إلى أنّ السوري المغترب المعيل لعائلته أصبح على دراية أكبر بواقع الأسعار والأسواق ووسطي تكلفة المعيشة في البلد, أما في الحديث عن تطوير الفكرة ، ما زلنا نتباحث و ندرس إمكانية اقتراح أفكار جديدة دون التخلي طبعاً عن هوية وهدف البرنامج الأساسي.
*- سبق وأن تعرضت لبعض الهجوم.. فهل تقبلت النقد أم لم تلتفتي إليه؟
لم نلتفت إليه إطلاقاً ,تكمن مهمة الإعلام في عكس صورة الواقع كما هي وليس تزييفها ومنتجتها ,لذلك لم نلتفت إلى هذه الحملة التي في تقديري كانت ممنهجة ,بدليل أنّ اليوم هنالك ما يقارب ٧ برامج بنفس فكرة “فطورك علينا” في سورية و من دون أي تطوير, إنما نسخ فقط للفكرة كما هي حتى بمقدمة البرنامج وخواتمه و أدائي أنا أيضاً واستخدام نفس الطريقة والأسلوب بالتقديم
*- عملت مع الإعلام الحكومي والخاص، كيف تصفين كلاً منهما؟
لكل تجربة رونقها الخاص, انطلقت من الإعلام الحكومي، وكلا التجربتين أغنياني مهنياً وتعلمت من خلالهما الكثير ,لكن بعد سنوات من العمل أرى من المفترض أن تكون السلطة الرابعة وسيلة مرنة وأكثر جرأة.
في الاعلام الحكومي هناك كوادر أكثر من ممتازة ومهنية جداً وإمكانيات فنية وتقنية عالية المستوى, لكن يفتقد هذا الإعلام إلى المرونة في التعامل ,وقد يكون مكبلاً بكثير من البيروقراطية التي تمنعه من ممارسة دوره كما يجب، في حين أنّ الإعلام الخاص محرر من الكثير من القيود ما يؤهله لتقديم فرص أفضل للصحفيين.
*- هل سرق العمل الإعلامي شيئاً من حياتك الخاصة؟
ربما الشهرة المتواضعة التي اكتسبتها نتيجة الظهور والعمل الإعلامي هي التي سرقت شيئاً من حياتي الخاصة ,حيث تشعر في بعض الأوقات كأنك لم تعد ملك نفسك, وانما بتّ ملك الجمهور المحب والمتابع لك ، فالنجاح عموماً هو مسؤولية ، والحفاظ عليه أمر ليس بالسهل ويحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد والاعداد الجيد لأحافظ على محبة واحترام المتابعين, وبات عندي حرص كبير لأكون مستمعة لكل الملاحظات, وأمضي وقت كبير في النقاش مع ناس وأشخاص لا أعرفهم شخصياً.
من جهة أخرى أصبحت أكثر حرصاً, وحذراً وشديدة الانتباه تفادياً للمتصيدين وأعداء النجاح و” ما أكثرهم “.
*- تتميزين عن غيرك من المذيعات بالمحافظة على جمالك وأناقتك التي تلفت النظر إليك، ما سرّ ذلك؟
شكراً جزيلاً على هذا الإطراء ، في الواقع أميل بشكل عام في حياتي اليومية إلى العفوية والبساطة دائماً في انتقاء الملابس وحتى في المكياج .. وقد يكون هذا ما يفتقده البعض نتيجة عدة عوامل, وأعتقد أهمها انتشار السوشال الميديا والفلاتر التي باتت تتطلب الظهور المصطنع والصور والفيديوهات المزيفة وربما الناس باتت تفتقد للبساطة والمظهر الطبيعي.
*- ظهرت في أكثر من جلسة تصوير ترتدين فساتين من تصميم العالمية منال عجاج؟ فما دلالة هذه الخطوة؟
لا توجد أية دلالة ,منال عجاج مصممة أزياء عربية وسورية وتنافس المصممين عالمياً, كنت سعيدة جداً بهذه التجربة مع سيدة مبدعة ومهنية، وكل فستان ارتديته من تصاميمها كان بمثابة لوحة فنية متقنة التفاصيل، وكانت تجربتي الأولى في عرض الأزياء لكبار المصممين، ولو أتيحت لي فرصة ثانية لن أتردد لأني أعشق الإبداع في كل المجالات.
*- من مِن الشخصيات الإعلامية التي تعجبك أو يستوقفك حضورها؟
عرابي في الصحافة الاستاذ وضاح عبد ربه، لكن بشكل عام يستوقفني حضور ريّا أبي راشد ، وفاء الكيلاني والعنود بدر
*- أي أنواع “السوشيال ميديا” تستخدمين؟ وكم عدد متابعيك؟ وهل تستفيدين من مواقع التواصل الاجتماعي؟
لست نشطة بشكل كبير على منصات التواصل ، أحاول المتابعة قدر الأمكان ، أستخدم الانستغرام اكثر من غيره, عدد متابعيني 79.2 الف , ولا أستفيد أبداً من هذه المواقع, ولم أستخدم السوشل ميديا حتى الآن للاستفادة مادياً من خلال إعلانات أو ما شابه ذلك ,إنما أستخدمها فقط لأكون أقرب إلى المتابعين ولأحافظ على صلة الوصل فيما بيننا واستمع الى ملاحظاتهم ومقترحاتهم.
*- من أين اكتسبت قوتك؟
أتمنى أن أكون كذلك, لكن صراحة أعتقد أنّ القوة إن وجدت لا تكتسب, انما تكون فطرية ,وربما ورثت الكثير من الصلابة وتعلمت الصبر والإرادة من والدتي.
*- ما أفضل قرارات في حياتك؟
إصراري على مكاني في هذا الوسط ,وعدم التخلي والاستسلام للعقبات والصعوبات والتأجيل
*- ما هو مفتاح شخصيتك؟
الوضوح والذكاء , أعشق الشفافية والصراحة وأحترم من يمتلك هذه الصفة
*- كيف تواجهين أعداء النجاح؟
بالنجاح والاستمرار ,أنا بخيلة وأنانية جداً في وقتي, لا أضيع ثانية واحدة بالتركيز في تفاصيل لا تعود عليّ بالتطور أو التحسن أو حتى في القيل والقال, والأشخاص السلبيين و الأعداء كما ذكرت ,كل هذا غير مرئي بالنسبة لي ولا وجود له سوى عند أصحابه
*- متى تصبحين غير متسامحة؟
أي شيء يمس عائلتي بالدرجة الأولى, لا أسامح فيه إطلاقاً, بالدرجة الثانية عملي , بالدرجة الثالثة لا أسامح في الكذب والخداع…
*- ما أهمية ممارسة الرياضة بالنسبة لك ؟
من أساسيات الحياة بكل تأكيد ,مهمة للمحافظة على الصحة بشكل عام ,على الرغم من انقطاعي عنها أثناء التصوير, إلا أنني دائماً أحرص على ممارستها قدر الإمكان, وحالياً أتعلم رياضة جديدة وهي كرة المضرب
*- ما هو طموحك على الصعيدين الشخصي والمهني؟
أمنياتي في الدرجة الأولى أن يعود الأمن والأمان إلى سورية الحبيبة, وترفع العقوبات عن السوريين وتعود سورية أفضل مما كانت ,طموحاتي على الصعيد الشخصي تقوم على تطوير المعرفة الشخصية لديّ في مختلف الجوانب ، أما المهني فهو أن أستمر في تقديم مادة تنال إعجاب كل من يتابعني, وأن أطور نفسي بحيث أكون قادرة على تقديم أي مادة إن كانت سياسية أو اقتصادية أو ترفيهية بأسلوبي الخاص البسيط الذي رأيتموني فيه..
صفوان الهندي