إمارات الخير والشارقة الباسمة.. بقلم: صفوان الهندي
عندما وصلنا إلى الشارقة بدعوة كريمة من اللجنة المنظمة لحضور وتغطية فعاليات دورة الألعاب السابعة للأندية العربية للسيدات, كنّا ندرك أننا انتقلنا من الدفء إلى الدفء, ومن بيتنا إلى بيتنا, لكن الحجم الهائل من الود الذي أحاطنا في كل مكان وجدنا فيه, في هذه الإمارة العربية الجميلة, جعلنا نشعر أن الود سمة عربية منذ القدم, تظهر أحياناً وقد تختفي حيناً, لكنها تظل دائماً إحدى اللوازم المكونة للإنسان العربي, حيثما وجد, وحينما وجدت فطرته وطيبته وحرارة استقباله للقادمين إليه.
في الطريق من المطار إلى مكان إقامة الوفد الإعلامي في فندق “كورنيش الشارقة” تعيش الأجواء الرياضية من خلال ما تمّ الاستعداد له لاستضافة الدورة ، فمنذ خروجك من المطار وصولاً إلى مقر الإقامة, تشاهد تلك الشاشات العملاقة التي تعرض جانباً من الاستعدادات لإقامة الدورة ,ولقطات من منافسات سابقة تحمل في طابعها الإثارة والحماس والدعوة لعشاق الرياضة للاستمتاع على مدى عشرة أيام بمتابعة نخبة فرق السيدات العرب اللواتي حضرن للمنافسة في ثماني ألعاب، وكذلك الصور تزين العديد من المباني والخاصة بالحدث النسوي العربي, وحسناً ما قامت به اللجنة المنظمة للحدث من خلال الترويج للدورة في جميع الطرق والشوارع ضمن مدينة الشارقة ليعيش الجمهور الحدث ويتفاعل معه قبيل انطلاقه.
بموقعها المتميز على الخليج العربي، تزدهر مدينة الشارقة عاصمة الإمارة، فتجمع بين ثناياها التراث العريق والثقافة الغنية والترفيه العائلي, وهي كما أعرفها ومازالت مدينة نابضة بالحياة وغنية بثقافتها وكنوزها الفنية، ومتميزة بموقعها بين بحيرتين, تحافظ على تراثها الإسلامي العريق، وتقاليدها الأصيلة في الكرم والضيافة, حتى أنّ اليونسكو أعلنتها عاصمة الثقافة في العالم العربي لجهودها في الحفاظ على التقاليد العربية وتعزيزها.
أن تقام في الشارقة الجميلة دورة رياضية نوعية للسيدات وبرعاية ودعم واهتمام كبير من قرينة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة وبهذه المشاركة الوفيرة التي وصلت إلى560 لاعبة و63 فريقاً رياضياً يمثلون 15 دولة عربية, فهذا يؤكد أنّ أحداً لايستطيع أن ينال أو يشكك بقدرة أبناء الإمارات, وعزيمتهم من أجل تقديم كل الوسائل والسبل لإنجاح هذه الفعالية الرياضية الكبيرة, لنقف بكل الاحترام لنحيي إرادة القائمين على هذه الدورة لاسيما مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة التي أضافت إلى الحياة الرياضية العربية, بل وإلى مناسباتنا القادمة حراكاً وردياً, أنعشت به الرياضة العربية بشكل عام ورياضة السيدات على وجه الخصوص.
كعادتها, مدت إمارات الخير ذراعيها, وفتحت صدرها للقاء السيدات والإخوة والأصدقاء في مدينة الشارقة الباسمة ,حيث وجودهم معها يمنحها طاقة ومقدرة من المحبة والشعور بالسعادة بأن تكون الساحة الرياضية على الدوام , ساحة محبة ولقاء يسوده تنافس رياضي شريف .
إن استضافة النسخة السابعة, في شارقة التراث والحضارة,هو تعبير صادق عن محبة هذه المدينة للرياضة وأبطالها, وأنها ستبقى على الدوام حاضنة لأدوارها ومسؤولياتها وقناعاتها بأهمية التواصل والتقارب, واستمرار لقاءات الرياضيين العرب ومن كافة أنحاء العالم على أرضها, وفي ساحاتها وملاعبها.
لا يشكر الله من لا يشكر الناس, وعندما نبحث عن كلمات شكر وتقدير للآخرين، فإن أجمل عبارات الشكر والتقدير لابد أن تسبق حروفنا وتنهي سطورنا معبرةً عن صدق المعاني النابعة من قلوبنا , كل الشكر للجنة المنظمة واللجنة الإعلامية الرئيسية للدورة والزميلة المتألقة هبة الصباغ دعوتنا لنكون ضمن فريق إعلامي يجمع نخبة الزميلات والزملاء العرب لتغطية منافسات وفعاليات الدورة في جميع وسائل الإعلام.
حقيقة الشعب الإماراتي شعب طيب وكريم كغيره من المجتمعات العربية,ولعل العامل الأهم في مقومات السياحة وعامل الجذب للكثير من الجنسيات للعيش في دولة الإمارات هي تلك الإنسانية التي يتمتع بها هذا الشعب ، وهي تلفت أي زائر، حتى إنك لا تشعر بأية غربة ولو كانت تلك هي المرة الأولى التي تطأ فيها قدماك هذا البلد الخيّر والجميل.. حفظ الله دولة الإمارات وشعبها من كل مكروه.
مع كل الأمنيات الطيبة للدورة والقائمين عليها بمزيد من التميز والنجاح..