علوم

ألوان الطيف السبعة وطرق العلاج بها..

تلعب الالوان دورًا مهمًا في حياتنا وتؤثر بشكل كبير على مشاعرنا وتفاعلاتنا، وتعتبر من النعم التي أنعمها الله سبحانه وتعالى علينا وفيها يكمن سرّ وخفايا الكون الكبير، وهي ليست مجرد ظاهرة طبيعية سحرت البشر بجمالها، وانما تحمل الكثير من المعاني العميقة ولها تأثير كبير على نواحي حياتنا المختلفة، والحديث عن الالوان يأخذ مناحي متعددة، فهناك من يراها شكل من أشكال التزيين، والبعض يعتبرها أهم أدوات الرسام، وآخرون ينظرون لها نظرة مختلفة ويستخدمونها بالعلاج والاستشفاء.. فهل تتأثر اجسامنا بالالوان  ؟.. وهل يمكن ان تكون سببا في علاج الامراض ؟..

المدرب الدولي بعلم الطاقة الدكتور سمير هادي أكد لموقع لأجلك سورية الإخباري أن لكل لون من ألوان الطيف السبعة تردد مختلف، كما لكل خلية من خلايا جسم الانسان ترددات مختلفة، مشيرا الى أن العلاج بالالوان كان موجوداً منذ آلاف السنين، وقد اشتهرت بعض الدول باستخدام الالوان لعلاج العديد من الأمراض، كمصر القديمة واليونان والصين والهند.

وتؤثر الالوان على الجانب النفسي للانسان وقد تكون سبباً في علاجه من بعض الامراض، وقد تمكن علماء النفس من تحديد العلاقة بين اللون المفضل للشخص وبين صفاته وميوله وكذلك حالته الصحية، واكد الدكتور هادي لموقع لأجلك سورية الإخباري ان لكل لون من الوان الطيف السبعة صفات خاصة به وطريقة علاج مختلفة عن أي لون آخر، فاللون البنفسجي الذي يتصف بالهدوء واللطف يستخدم لمعالجة الاضطرابات النفسية والعاطفية ولتسكين الألم، ويساعد ايضا على التركيز والتفكير العميق، فيما يوصف اللون الاحمر بانه لون منشط ومنبه وفاتح للشهية ويساعد بشكل كبير على شفاء الجروح والأكزيما والحروق كما يرفع معدل ضربات القلب ويزيد قوة التنفس، ويمكن الاستفادة منه في حالات الضعف الجنسي .

 اما اللون الازرق فقد رأى الدكتور هادي بانه يقلل من التوتر العصبي، ويعتبر مسكن للالم ويفيد بحالات المغص والروماتيزم ويخفض من ضربات القلب وضغط الدم، في حين يوحي اللون الاصفر بالسعادة والمرح والتفاؤل ويمكن استخدامه لعلاج حالات السكري وعسر الهضم وبعض اضطرابات الحنجرة والعيون كما انه ينشط حركة الاعصاب ويحسن البشرة.. 

وبالنسبة للون الاخضر فقد اعتبره المدرب الدولي بعلم الطاقة بانه لون مهدئ ومضاد للتوتر، ويمكن الاستفادة منه بمعالجة بعض الحالات العصبية ومشاكل القلب والرشح وحتى لتهدئة الالام عند مرضى السرطان، اما اللون البرتقالي فهو لون دافئ ومشرق ويمكن استخدامه بحالات الارهاق والتعب وعلاج مشاكل المرارة والتشنجات العضلية، ويعتبر مقوي للقلب ومنشط عام، في حين يتمتع اللون النيلي – بحسب الدكتور هادي- بالهدوء واللطف ويمكن استخدامه في معالجة الالتهابات بشكل عام بالاضافة لمشاكل الجهاز الهضمي كما يعتبر من الالوان المحفزة للذاكرة والتذكر والخيال والابداع الفكري، ويمكن الاستفادة منه لمعالجة حالات الإدمان المختلفة .

 وفيما يتعلق باللون الابيض فقد وصفه الدكتور هادي بانه رمز الهدوء والنقاء وهو يشمل كافة ألوان الطيف الضوئي، ومن اشهر استخداماته العلاجية علاج مرض اليرقان وخاصة للاطفال حديثي الولادة، كما يستخدم لعلاج مرض الالتهاب الرئوي، وهو من اكثر الالوان التي تبعث الراحة للنفس ولذلك يتم استخدامه بالمستشفيات وملابس الاطباء والممرضين وأغطية الاسرّة وملابس المرضى وستائر الغرف والاجهزة الطبية .

وحذر الدكتور هادي من ان استخدام الالوان في العلاج والاستشفاء يجب ان تكون تحت إشراف اخصائي وهي تأخذ  اشكال وطرق عديدة منها :  النظر للون لمدة معينة، واحيانا يكون العلاج عن طريق تغطية الجسم بقطع قماشية ملونة وغالباً تكون هذه القطعة من الحرير، ومرات يتم العلاج من خلال تسليط أضواء ملونة معينة بشكل مباشر على مناطق معينة من الجسم ولمدة زمنية محددة ، وفي احيان اخرى يكون العلاج بواسطة تدليك الجسم بزيوت ملونة وذلك التدليك يكون بألوان محددة على الاماكن المستهدفة بالعلاج على سطح الجلد،  وفي كثير من الاحيان يكون العلاج عن طريق التأمل بالالوان وهذا النوع من العلاج يكون عادة” عن طريق الجلوس في مكان هادئ ويكون تركيز العقل على لون معين، اما الرسم بالالوان فيعتبر من انواع العلاج التي تناسب الاطفال بشكل كبير حيث يتم فيه استخدام الالوان لإنشاء صور او رسومات تعبيرية بهدف الحصول على العلاج المناسب للحالة، وكل هذه الطرق يجب ان تكون تحت اشراف مختص بهذا النوع من العلوم .

واشار الدكتور هادي الى الدراسة التي اجريت عام 1982 في كلية التمريض في مدينة سان دييغو وتم خلالها تسليط الضوء الازرق ولمدة 15 دقيقة على عشرات النساء اللواتي يعانين من التهاب المفاصل (الروماتيزم)، وقد شهدن تحسنا ملحوظا من ناحية الالم الذي خفت شدته بدرجة كبيرة عن ذي قبل .. ولفت الدكتور هادي الى دراسة اخرى اجريت عام 1990 على مجموعة من المرضى يعانون من الصداع النصفي وتم تسليط أضواء حمراء اللون عليهم وبينت النتيجة ان 93 % منهم تعافوا جزئياً نتيجة هذا العلاج.

اذن .. تعتبر الالوان من العناصر الاساسية في الحياة وهي تدخل بكافة تفاصيل حياتنا اليومية، لذلك علينا ان نهتم بالالوان المفرحة التي تدخل التفاؤل والسعادة لحياتنا، ونبتعد عن ألوان الكآبة والحزن والإحباط ..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى