خزام : الدعم النقدي لن يساهم في زيادة التضخم، والمتضررون هم حلقات الفساد ..
موقع لأجلك سورية الإخباري – هيام طعمة..
في ظل التوجه الحكومي لتحويل الدعم السلعي إلى دعم نقدي، وبعد الطلب من جميع حاملي البطاقة الذكية المبادرة إلى فتح حسابات مصرفية لهم إذا لم يكن لديهم أي حساب مصرفي ليتم تحويل قيم الدعم إليها، خرجت الآراء ما بين مؤيد ومعارض لهذه الخطوة التي ستكون محفوفة بالمصاعب والعراقيل وخصوصا أن هدفها إرساء سياسة دعم شاملة وعصرية تلبي متطلبات المواطنين، وتقوم على تحييد أي حلقات وسيطة قد تكون سبباً للهدر أو الفساد بحسب البيان الحكومي… فهل تحويل الدعم العيني إلى دعم نقدي سيساهم في زيادة التضخم النقدي؟ وهل من مقترحات أخرى غير فتح حسابات مصرفية لجميع حاملي البطاقات الذكية؟..
” خزام: الدعم النقدي لن يساهم في زيادة التضخم النقدي”
الباحث والخبير الاقتصادي جورج خزام أوضح لموقع لأجلك سورية الإخباري بأنه لا يمكن أن يساهم الدعم النقدي في زيادة التضخم النقدي لأن مبلغ الدعم وبكل الأحوال في الموازنة العامة سيتم دفعه بالليرة السورية في السوق الداخلية لتمويل مشتريات المواد المدعومة التي يتم توزيعها على البطاقة الذكية، وعندما يتم تحويل الدعم من دعم السلعة إلى الدعم النقدي للمواطن فإن كتلة الأموال المدفوعة والمخصصة للدعم سوف تبقى نفسها بالنهاية لتستقر في السوق الداخلية، والخلاف الوحيد هو الطريق الذي تتحرك فيه لجهة الوصول، اذاً يمكننا القول بأن كل أموال الدعم بأشكالها المختلفة سوف تصب بالنهاية في السوق الداخلية..
وحول الفئات التي ترفض فكرة تحويل الدعم من عيني إلى نقدي قال الباحث والخبير الاقتصادي : على ما يبدو أن هناك مجموعة من الاشخاص الذين يرفضون هذه الفكرة جملة وتفصيلا ، وأغلبهم موجودون ضمن حلقات الفساد المحيطة بتوزيع الدعم، فمن خلال تحويل الدعم إلى نقدي سوف يتضررون كثيراً لأنه من خلال هذه الالية سيتم حرمانهم من المكاسب التي كانوا يحصلون عليهم سابقا وبالتالي الدفع النقدي للدعم سوف يلغي هذا الأمر..
“خزام: من الخطأ الكبير أن يتم توزيع الدعم نقداً على الحسابات المصرفية”
وحول عملية تحويل قيمة الدعم السلعي إلى مبالغ نقدية تحول لأصحاب البطاقات الذكية عبر حساباتهم المصرفية، أوضح الباحث والخبير الاقتصادي جورج خزام لموقع لأجلك سورية الإخباري أن هناك خيارات أو آليات أخرى لتحويل قيم الدعم السلعي إلى نقدي بعيداً عن الحسابات المصرفية، لافتا إلى انه كان أول من اقترح هذه الاليات بالشهر السابع لعام 2021 ونشرها على صفحته الاقتصادية، وهي تتجلى بأن يتم توزيع الدعم برصيد نقدي على البطاقة الذكية لشراء الغاز والمازوت والبنزين والسكر والرز وكل البضائع من صالات السورية للتجارة، وثاني هذه الخيارات أن يتم توزيع كمية مجانية من الخبز أو الغاز أو غيره تساوي لمبلغ الدعم النقدي بدلاً من الدفع الكاش النقدي للمواطنين لعدم جدوى تلك الطريقة، أما ثالث هذه الخيارات- والكلام للباحث والخبير الاقتصادي- فيكون من خلال توزيع الدعم النقدي برصيد مالي على الموبايل على شكل وحدات يستطيع المواطن إعادة تحويله وبيعه لأي محل موبايلات، ورابع هذه الخيارات يتجلى بأن يتم تحويل قيم الدعم على شكل رصيد مالي على أحد برامج الدفع الإلكتروني الموجودة على الموبايل..
وفي ختام حديثه رأى خزام أنه من الخطأ الكبير أن يتم توزيع الدعم نقداً على الحسابات المصرفية لما تسببه هذه الطريقة من ازدحام شديد على المصارف والصرافات الآلية التي تغص بالموظفين مطلع كل شهر، ناهيك عن خصم عمولات الإيداع والسحب من المصرف التي ستكون بدون وجه حق لأن المواطن لن يحصل مقابلها على أي خدمات مصرفية، وبالإضافة إلى ذلك بعض المواطنين قد يتأخرون في سحب قيمة الدعم المادي من المصرف ويضطرون إلى تأجيل عمليات السحب كل عدة شهور لتجنب ضياع الوقت من شدة الازدحام على المصارف و الصرافات مما يؤدي لتراكم مليارات الليرات لتستفيد منها المصارف..
وهكذا يبقى السؤال مطروحا حول إمكانية تطبيق عملية التحول إلى الدعم النقدي في ظل الصعوبات التي ستعترض هذا الاجراء الذي يحتاج إلى بنى تحتية كبيرة وانتشار واسع النطاق للمؤسسات المصرفية على امتداد الجغرافية السورية ..