علوم

أحد طلاب الطب البشري بجامعة دمشق ينشر بحثين في مجلات عالمية عالية التصنيف..

موقع لأجلك سورية الإخباري – منار إسماعيل

لم يتوقف طموحه عند دخول كلية الطب البشري في جامعة دمشق، ولا عند إتقان مهنة الطب والإبداع فيها عبر سنوات دراسته في الجامعة، بل أحب البحث العلمي فأبدع وأجاد الكتابة فكانت النتيجة الوصول لمجلات عالمية عالية التصنيف.. إنه الدكتور جميل سوقيه طالب الطب البشري في السنة السادسة والباحث بجامعة دمشق الذي يحوي في جعبته ٢٣ بحثاً علمياً محكماً ومنشوراً خارجياً.

البحث الأول: التعليم الطبي في أثناء الأزمة السورية..

يقول الدكتور جميل سوقية لموقع لأجلك سورية الإخباري: نشرت مؤخراً بحثين الأول حمل عنوان:  التعليم الطبي في أثناء الأزمة السورية وعنوانه باللغة الإنجليزية Medical education in Syria at a time of crisis: Analysis of the results of the knowledge-based National Medical Examination، في مجلة Medical Education البريطانية المضنفة بأعلى تضنيف D1 ومعامل تأثير 7.1، موضحاً أن هذه المجلة تعد من أفضل ثلاث مجلات في مجال التعليم الطبي بالعالم، وأشرف على البحث الأستاذ الدكتور محمد بشار عزت من كلية الطب البشري حيث قدم الكثير من الإرشاد والجهد والتخطيط على مدى ثلاثة سنوات ونصف وساعد في كتابة البحث بطريقة علمية بالإضافة إلى تصميم الدراسة وتنفيذها.

وعن النتائج التي توصل إليها البحث أكد د. سوقية أن هذه النتائج هي الأولى من نوعها عالمياً، حيث توصل للعديد من النتائج المهمة مثل قياس التأثير الفعلي للأزمة السورية وما تلاها من أزمة اقتصادية والمقارنة بين تأثير الأزمتين على التعليم الطبي وإثبات التعافي التعليمي بعد الأزمة السورية بالإضافة إلى استنتاج عدم صحة النقل المباشر لموقع الجامعة المهددة بالخطر، حيث تبين أن بقاء بعض الجامعات في مقراتها الأصلية ساهم بشكلٍ أفضل للتكيف مع الأزمة مقارنة بالجامعات التي غيرت مقرها، لافتاً إلى أن هذا البحث قد استغرق نحو ثلاث سنوات ونصف حيث تضمن عينة ضخمة بتعداد 18312 طبيب متخرج من سوريا من عام ٢٠١٤ حتى ٢٠٢١.

وفيما يتعلق بإجراءات النشر في المجلات العالمية والتحكيم أوضح د.  جميل سوقية أن العملية تبدأ عادة بتهيئة نص البحث المكتوب بحسب قواعد المجلة ومن ثم إرساله لها حيث يتم تقييمه من قبل أستاذ محرر أكاديمي ومن ثم  يقرر هذا المحرر أهمية البحث العلمية ثم يرسله إلى المحكمين الدوليين الذين لديهم خبرة في مجال البحث وتبدأ عملية التحكيم حيث يقرر المحكمون مدة جودة إجراء البحث وصحته ودقته ويطلبون عدة تعديلات إن كان البحث ذو جودة عالية أو يتم رفضه إن كان ليس بالجودة المطلوبة، في بحثنا استغرقت عملية التحكيم ثلاثة أشهر، وبعد ذلك الكثير من الأبحاث تخضع لجولة تحكيم أخرى كما الحال في بحثنا ومن ثم ان وافق جميع المحكمون والمحرر يتم قبول البحث. في بحثنا تم تحكيمه من ثلاث محكمين عالميين من جامعات بريطانية وهولندية وامريكية.

البحث الثاني: تأثير الأزمة السورية على قرار التخصص لدى الأطباء المقيمين في المشافي

وحول البحث الثاني أكد طالب الطب البشري في جامعة دمشق لموقع لأجلك سورية الإخباري أن عنوانه تأثير الأزمة السورية على قرار التخصص لدى الاطباء المقيمين في المشافي واختيار هذا التخصص، وعنوانه باللغة الإنجليزية Syrian crises effect on specialty choice and the decision to work in the country among residents of six major hospitals in Syria, Damascus، ونشر في مجلة PLOS ONE  الامريكية الشهيرة والمصنفة بتصنيف Q1 ومعامل تأثير 3.7، لافتاً إلى أن المشرف على البحث كان  الأستاذ الدكتور بيان السيد المبدع، الذي ساهم بشكل مباشر في كتابة البحث وتدقيقه والإشراف على عملية المراسلة وتصميم الدراسة وتنفيذها، حيث يعود له الفضل بسبب جهوده الحثيثة في تطوير واقع البحث العلمي في جامعة دمشق وكلية الطب البشري خصوصاً.

وتوصل البحث بحسب الدكتور جميل سوقية إلى وجود كارثة ضخمة تتعلق باختيار التخصص الطبي بسورية وتحول العديد من الاختصاصات الطبية المهمة لمحطة للسفر للخارج بعد الأزمة، وللأسف هذه الكارثة صامتة وسنلمس آثارها بعد ٥-١٠ سنين من الآن عند حدوث نقص كبير في بعض الاختصاصات الطبية المهمة في سورية ويساعد هذا البحث بفهم عوامل هذه المشكلة وأسبابها والتوجه لحلول فعالة وعلمية.

وفي ختام لقائه مع موقع لأجلك سورية الإخباري أكد الدكتور جميل سوقية طالب طب بشري سنة أخيرة  أهمية النشر العلمي في الخارج، فهو يفيد ببناء سيرة ذاتية قوية على مستوى العالم والمستوى الأكاديمي تمكن صاحبها من التقدم لأية مؤسسة أكاديمية مرموقة. ولكن بالطبع الفائدة الأكبر تعود لجامعة دمشق، فما شهدناه في الفترة الأخيرة من التقدم بالتصنيف العالمي كان بشكل أساسي بسبب الأبحاث العلمية المنشورة خارجياً والتقدم الملحوظ للجامعة بجودة الأوراق وتصنيفها العالي بالإضافة إلى بناء سمعة مرموقة خارجياً في الأوساط الأكاديمية والمساهمة في العلوم المختلفة وتقدمها واثبات بصمتها عالمياً.

جهود كبيرة يقدمها نوابغ العلوم في سورية وأبحاث متميزة ترفع اسم سورية عالياً تنشر في أهم المجلات العلمية على مستوى العالم وهو ما ساهم في تعزيز سمعة الجامعات السورية أكاديمياً وارتفاع تصنيفها عالمياً.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى