حدث كوني مرتقب يحدث مرة واحدة في العمر ويمكن مراقبته بالعين المجردة ..
موقع لأجلك سورية الإخباري – هيام طعمة..
خلال الايام القادمة سيشهد العالم ظاهرة فلكية نادرة الحدوث تحدث لمرة واحدة وهي مرتبطة بكوكبة صغيرة تدعى التاج الشمالي.. فما هو هذا الحدث الفلكي المرتقب؟..
الدكتور محمد العصيري رئيس الجمعية الفلكية السورية أوضح لموقع لأجلك سورية الإخباري ان انظار العالم وكذلك هواة الفلك في جميع أنحاء العالم ستركز خلال الايام القادمة على كوكبة صغيرة تدعى “التاج الشمالي” لمشاهدة ظاهرة فلكية تحدث لمرة واحدة فقط، وهذا التركيز لن يكون على النجوم السبعة لهذه الكوكبة ، وإنما على المنطقة فيما بينها، حيث من المتوقع أن يحدث مستعر ( nova )شديد السطوع يمكن رؤيته من الأرض بالعين المجردة، مشيرا الى ان هذا الحدث يحدث مرة واحدة في العمر وسيمنحنا حدثاً كونياً يمكن مراقبته بالعين المجردة ويمكن ايضا جمع بيانات استثنائية لهذا الحدث النادر..
وعن ماهية هذا الحدث وعلاقته بمجموعة التاج الشمالي اكد الدكتور العصيري هذا الحدث عبارة عن نجم “T Coronae Borealis” و الملقب بـ “Blaze Star” والمعروف لدى علماء الفلك ببساطة باسم “T CrB”، هو نظام ثنائي يقع في كوكبة التاج الشمالي على بعد حوالي 3000 سنة ضوئية من الأرض ، يتكون هذا النظام من قزم أبيض ( بقايا نجم ميت بحجم الأرض مع كتلة مماثلة لكتلة شمسنا ) وعملاق أحمر قديم يتم تجريده ببطء من الهيدروجين بسبب الجاذبية القوية لجاره ، إذ يتراكم الهيدروجين الناتج عن العملاق الأحمر على سطح القزم الأبيض، مما يتسبب في تراكم الضغط والحرارة، وفي نهاية المطاف، يؤدي إلى انفجار نووي حراري كبير بما يكفي لتفجير تلك المواد المتراكمة، بالنسبة لـ T CrB، فإنّ هذا الحدث يتكرر كل 80 عاماً في المتوسط.
واضاف رئيس الجمعية الفلكية السورية لموقع لأجلك سورية الإخباري قائلا : يجب علينا ان لا نخلط ما بين المستعر nova والمستعر الأعظم supernova( وهو انفجار نهائي عملاق يدمر النجوم المحتضرة) أما في حالة نوفا، يظل النجم القزم سليماً، مما يرسل المواد المتراكمة إلى الفضاء في وميض مبهر، وعادة ما تكرر الدورة نفسها مع مرور الوقت، وهي عملية يمكن أن تستمر لعشرات أو مئات الآلاف من السنين، وعادةً لا نرى انفجاراً متكرراً في حياة الإنسان، ونادراً ما يكون قريباً نسبياً من نظامنا الشمسي .
وعن أول مشاهدة مسجلة لـ T CrB nova اكد الدكتور العصيري ان هذه المشاهدة حصلت منذ أكثر من 800 عام، في خريف عام 1217، عندما لاحظ رجل يُدعى بورشارد -رئيس دير أورسبيرج بألمانيا- مراقبته لـ “نجم خافت أشرق لفترة من الوقت بنور عظيم”.. لافتا الى ان المستعر T CrB قد شوهد آخر مرة من الأرض في عام 1946. ويبدو سلوكه على مدى العقد الماضي مشابهاً بشكل لافت للنظر للسلوك المرصود خلال عقد قبل انفجاره في عام 1946. ويقول بعض الباحثين إنه إذا استمر هذا النمط من السلوك، فمن الممكن أن يحدث المستعر بحلول سبتمبر 2024.
وفيما يتعلق بكيفية رؤية هذا الحدث النادر اوضح رئيس الجمعية الفلكية السورية لموقع لأجلك سورية الإخباري ان التاج الشمالي عبارة عن منحنى من النجوم على شكل حدوة حصان غرب كوكبة هرقل، ويمكن رؤيته بشكل مثالي في الليالي الصافية، ويمكن التعرف عليه من خلال تحديد موقع النجمين الأكثر سطوعاً في نصف الكرة الشمالي (السماك الرامح و النسر الواقع ) و رسم خط مستقيم من أحدهما إلى الآخر، مما سيقود مراقبي السماء إلى هرقل والتاج الشمالي، مبينا ان الانفجار سيكون قصيراً بمجرد أن يثور، وسيشكل مشهدا رائعا ، وسيكون مرئياً بالعين المجردة وسيستمر لمدة أسبوع، وبذلك يمنح هذا الانفجار الباحثين في الفيزياء الفلكية فرصة نادرة لتسليط الضوء على بنية وديناميكيات الانفجارات النجمية المتكررة مثل هذا الانفجار، وخصوصا ان هذا الانفجار سيكون قريباً حقاً وملفتاً للأنظار حيث سيسمح بدراسة الأطوال الموجية المختلفة، كما يمكن أن يقدم البيانات لبدء فتح البنية والعمليات المحددة المعنية ..
اذن العالم على موعد مع انفجار المستعر المرتقب من T CrB ومن المحتمل أن يحدث هذا الانفجار خلال الايام القادمة .. ويمكن ايضا ان ياتي شهر ايلول ويذهب دون ان يحدث هذا الانفجار، ويؤكد الخبراء في علم الفلك أنه لا توجد ضمانات على ذلك فالمستعرات المتكررة لا يمكن التنبؤ بها وهي متناقضة ، ولكن الأمل بحدوث هذه الظاهرة الفلكية النادرة سيبقى قائما باذن الله.