تحقيقات

حوادث السير تحصد الأرواح  وتسبب العاهات .. فمن يتحمل مسؤوليتها؟

موقع لأجلك سورية الإخباري- منار اسماعيل..

طغت أخبار حوادث السير على غيرها من الأخبار خلال الآونة الأخيرة، وهناك من يرجع اسبابها إلى رعونة السائقين، فيما رأى البعض ان ردائة الطرقات هي السبب، ومن أكثر الحوادث إيلاما هي التي تحدث على طرقات السفر، فهذه سيارة انقلبت بسبب حفرة في الطريق، وذاك البولمان تدهور بسبب رعونة السائق، وهنا صهريج اصطدم بسيارة أو بمنصف الطريق .. والنتيجة العديد من الضحايا لا ذنب لهم سوى أنهم قرروا السفر إما لزيارة الأهل او بغرض  السياحة والاستجمام.. فماهي اسباب الحوادث على الطرقات؟.

موقع لأجلك سورية الاخباري وقبل أن يقف عند الأسباب الحقيقة لحوادث السير أجرى استطلاع لآراء مجموعة من  الناس حول هذه الأسباب، حيث أكد (علاء . أ) أن حوادث السير سببها في الغالب المطبات الموجودة على الطرقات، وكثرة الحفر فيها، وعدم إنارة الشوارع ليلاً، فيما حملت (رؤى .م) السبب الرئيسي لحوادث السير إلى السائق  باعتباره هو من يسير بسرعات عالية، ويتهور في القيادة متجاهلاً أن معه أرواح أناس أبرياء، في حين رأى (سومر .ب) أن سبب حوادث السير يعود إلى  السيارات المتهاكة وعدم قدرة أصحابها على إجراء الصيانة اللازمة لها..

“العميد خلف : قلة الوعي لدى مستخدمي الطريق هو السبب الأول لحوادث السير”

وللوقوف على الأسباب الرئيسية لحوادث السيارات أجرى موقع لأجلك سورية الإخباري لقاءاً مع رئيس فرع الإحصاء بإدارة المرور العميد عبد الله خلف الذي أكد  أن قلة الوعي لدى المواطنين سواء سائقين أو مستخدمي طريق أو ركاب هي السبب الأول لازدياد حوادث السير، فالسائق لا يلتزم بقوانين السير، كما أن الراكب غالباً لا ينبه السائق عندما يتجاوز السرعة المحددة له قانونياً على الطريق، ولم ينفِ الدور السلبي للسيارة أو البولمان الذي لا تجرى له الصيانة اللازمة بحجة ارتفاع الأسعار ما يعرض حياة الركاب للخطر، مشيراً إلى أنه لكل سيارة أو بولمان سجل صيانة يذكر فيه كل تفاصيل الإصلاح والصيانة التي جرت وتواريخها.

وعن عدد حوادث السير التي وقعت في الآونة الأخيرة أكد العميد خلف انه ومنذ مطلع العام الحالي وحتى نهاية شهر أيار الماضي،  بلغت حوادث السير 3279 حادثاً، بينها 1748 حادث تسبب بأضرار جسدية، و1531 تسبب بخسائر مادية كبيرة، متسببة بوفاة 130 شخصاً، و2180 جريح بينهم عاهات دائمة، معتبراً أن وصول حوادث السير إلى البولمانات وحصول أضرار جسدية كبيرة يعكس حجم الحوادث بالنسبة لوسائل النقل حتى الخاصة، لافتاً أن السائق يتحمل 85% من المسؤولية عن الحادث فيما يتحمل الطريق مسؤولية 10 %، مشيراً أنه وخلال الشهرين الفائتين وقعت 3 حوادث سير لبولمانات السفر اسفرت عن وقع عشرات الضحايا..

وبالنسبة لحادثة البولمان الأخيرة التي وقعت على تحويلة حمص وتسببت بمصرع ١٤ شخصا بينهم نساء وأطفال وجرح العشرات، كشف رئيس فرع الإحصاء بإدارة المرور عن معلومات جديدة متعلقة بهذا الحادث قائلا:  وفقا لشهادة الشهود ومرافق الباص كان سائق البولمان يسير بسرعة عالية جداً، وقام بدهس عدد من الحيوانات الشاردة في الطريق قبيل انقلابه، والغريب بالموضوع ان ركاب البولمان لم يطلبوا من السائق تخفيف سرعته، وعندما وصل إلى تحويلة حمص كانت هناك شاحنتين تقدمت الثانية على الأولى فانحجبت الرؤية عن سائق البولمان ولأنه يسير بسرعة عالية فقد السيطرة على البولمان وانقلب وانشطر إلى نصفين مصطدماً بالكتل الاسمنتية على جانب الطريق، واضاف العميد خلف أن السائق الآن بخير، وهو يتحمل المسؤولية الكاملة عن الحادث تبعاً لإفادات الشهود، كاشفاً أنه السائق سيسجن وسيحال إلى النيابة العامة، حيث تشكل لجنة خبرة لتحديد حجم مسؤوليته ، ثم يحال إلى المحكمة تمهيداً لمعاقبته وفق القوانين والأنظمة النافذة.

“العميد خلف : السائق هو الذي يتحمل مسؤولية حوادث البولمانات.. “

وفي رده على سؤال من يتحمل مسؤولية حوادث البولمانات عادة، أكد العميد خلف أن السائق هو من يتحمل المسؤولية وليست شركة البولمان، مقترحاً أن تمتنع شركات التأمين عن دفع تعويضات الحوادث عن شركات النقل إذا كان السائق هو السبب، كي تحرص الشركة على اختيار السائقين الاكفاء والمتلزمين بقواعد السير وقوانينه.

وحول إجراءات الوقاية من حوادث السير اوضح رئيس فرع الإحصاء بإدارة المرور لموقع لأجلك سورية الإخباري  أن الطريق الدولي مغطى بمراكز الطرق ويبلغ عددها 37، وهي مجهزة بسيارات إسعاف ودفاع مدني وحتى مقصات لقص الحديد، إضافةً إلى روافع ضاغطة لسحب السيارات والبولمانات في حال وقوع حادث، مشيراً إلى أن الدوريات متواجدة على الطريق الدولي ونسبة استجابتها للحوادث 100%، لذا في حال تعطل البولمان يمكن للسائق طلب المساعدة من مراكز الطرق.

إضافةً لذلك، والكلام لرئيس فرع الإحصاء بإدارة المرور، فإن المواصلات الطرقية تعمل على تجهيز الطرق الدولية من حيث التخطيط ووضع الشاخصات المرورية وكل ما من شأنه الحد من حوادث السير، كما تقوم مراكز الطرق بتغيير أماكن الرادارات على الطريق الدولي لضبط السرعة الزائدة للسائقين، كذلك قامت إدارة المرور بتعزيز الوعي المروري في كل مكان المدرسة والجامعة والحدائق، وأقامت 500 حديقة مرورية في كل المحافظات وواحدة مركزية في باب مصلى تقدم معلومات عن إشارات المرور والشاخصات والتعرف على الطرق داخل وخارج المدينة، وهناك مركبات للأطفال لتدريبهم على القيادة.

“د.حسن: الضغوط النفسية تلعب دوراً رئيسياً في حوادث السير ولكنها ليست السبب الوحيد.”

ونظراً لأهمية الحالة النفسية للسائق أثناء القيادة، التقى موقع لأجلك سورية الإخباري مع الاخصائية في العلاج النفسي التحليلي الدكتورة مارسلينا شعبان حسن، التي أكدت على دور العامل النفسي والضغوط التي يتعرض لها السائق في زيادة وقوع حوادث السير، حيث تختلف هذه الضغوط بحسب المرحلة العمرية والبيئة التي يعيش فيها، موضحة أن السائق يفكر بموضوع الطرق هل هي جاهزة أم لا، والازدحام المروري، والدخل الذي يتوخى تحقيقه من عمله، وكذلك قلة النوم وعدم انتظامه تساهم في وقوع الحوادث، وايضا القيادة لمسافات طويلة، وانشغال السائق بأمور جانبية أثناء القيادة كالرد على الهاتف، كل هذه العوامل تزيد من الضغط على الجهاز العصبي ويسبب له قلة الانتباه والتركيز، إضافةً لهذه الأسباب في سورية أسباب أخرى لزيادة الحوادث ألا وهي انتهاء العمر الافتراضي للسيارات الموجودة فيها، ولكن أصحابها يقودونها حتى الآن بسبب قلة الدخل، بالتالي تكون هذه السيارات غير مؤهلة للعمل وتجعل السائق يفقد السيطرة عليها في أي لحظة.

“د. حسن: حوادث السير في السيارات العامة أكثر من السيارات الخاصة”..

ونوّهت الدكتورة حسن بأن حوادث السير تزداد في السيارات العامة أكثر من الخاصة لأن صاحب السيارة الخاصة يقود سيارته لوحده أو عدد قليل من يتناوب عليها، على عكس السيارة العامة التي يقودها الكثير من الأشخاص، كما أن الشخص صاحب السيارة الخاصة يحرص على عوامل الأمان في سيارته ويحرص على عدم المجازفة حرصاً على عائلته التي تكون معه خلال السفر لمسافات طويلة، ويأخذ احتياطاته ليقود بشكل جيد كالنوم الجيد وتناول الإفطار قبل السفر، وهذا غير متوفر في السيارات العامة التي يصعب ضبطها، وغالباً يقوم سائقو السيارات العامة على طرق السفر بإهمال الاستراحة اثناء السفر لأنهم يسابقون الزمن للوصول باسرع وقت ممكن مما يعرضهم للإرهاق وقلة التركيز.

ولفتت الدكتورة حسن في ختام لقائها مع موقع لأجلك سورية الاخباري إلى أن القيادة تتطلب الكثير من الانتباه واللياقة البدنية والقدرة على ضبط الانفعالات والقدرة على مقاومة الجوع لمن يقود لساعات طويلة، وطالبت بفرض عقوبات وغرامات رادعة على السائقين الذين لا تكون سياراتهم جاهزة فنياً للعمل، ونصحت السائقين بالامتناع عن شرب الخمر والتدخين قبل السفر، وناشدت الجهات المعنية بنشر التوعية وإعطاء المعلومات عن أي مطبات جديدة توضع على الطرق الدولية.

لاشك أن حوادث السير كانت ولا تزال أحد الأسباب الرئيسية للموت ليس في سورية فحسب بل في العالم أيضاً، ولكن يمكن الحد من هذه الحوادث من خلال نشر التوعية والأهم أن يتمتع السائق بحس المسؤولية ويحرص على عدم التهور بالقيادة واحترام قوانين السير التي وضعت لحمايته وحماية مستخدمي الطريق بالدرجة الأولى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى