لقاءات

ابتكار فلتر لتنقية المياه يحصد جائزة الباسل للإبداع والاختراع..

موقع لأجلك سورية الإخباري: منار اسماعيل.

“من رحم المعاناة يولد الإبداع” و”الحاجة أم الاختراع” كما يقال، ونظراً لكثرة الملوثات التي توجد في المياه والتي تصيب المواطنين بالتسمم والإسهالات، عملت باحثة سورية على تصميم فلتر يعالج مشاكل الفلاتر السابقة وينقي المياه بنسبة كبيرة، وصاغت هذا الإنجاز في بحث نشرته في  مجلة سول جل للعلوم والتكنولوجيا اسمها باللغة الإنجليزية “Journal of Sol-Gel Science and Technology “، وهي مجلة عالمية عالية التصنيف.

موقع لأجلك سورية الإخباري أجرى حواراً مطولاً مع الباحثة فاتن حسن وهي طالبة دكتوراه في الفيزياء بجامعة دمشق التي أكدت أن البحث تمحور حول تصنيع مواد حبيبية بتقانة النانو تُدرج ضمن وحدات الفلترة لتنقية مياه الشرب، حيث حُضرت في هذا البحث مواد حبيبية من مادتين مختلفتين، الأولى من الزيوليت السوري المُعالج لإزالة عكارة المياه ، والمادة الثانية من بوليمير حيوي(الكيتوزان) المدعّم بالفضة النانوية لتطهير مياه الشرب من البكتريا والفيروسات.

ولفتت الباحثة حسن إلى أنها طورت هذا العمل مع الدكتور إبراهيم الغريبي (وهو باحث ومخترع في مجال علوم وتقانة النانو بجامعة دمشق والمشرف على البحث) بإدراج هذه المواد ضمن وحدة فلترة مصنّعة محلياً،  وقد أضاف الدكتور الغريبي إلى هذه المواد مواد أخرى من تصنيعه كألياف البولي أكريل نتريل النانوية والفلتر السيراميكي المُدعم بمواد نانوية كالسيلكا النانوية والكاولين النانوي، ثم رُتبت هذه الطبقات بشكل مدروس ودُعمت بطبقات أخرى كالفحم المُنشط والذي نُشط في مختبر النانو وحبيبات كبريتيت الكالسيوم للحصول على درجة تنقية عالية لمياه الشرب.

ولم يتوقف العمل هنا، والكلام للباحثة السورية، بل تم توظيف وحدة الفلترة هذه لتُدرج ضمن تصميمين من فلاتر مياه الشرب، الأول يعتمد على الجاذبية الأرضية والآخر يعتمد على ضغط الحنفية وكلاهما موفر للطاقة، مشيرةً إلى أن هذا البحث شاركت به والدكتور الغريبي في معرض الباسل للإبداع والاختراع ضمن محور التكنولوجيا عام 2023 وحصل على المرتبة الأولى والميدالية الذهبية، لافتة إلى أن براءة الاختراع على هذا الإنجاز لا تزال قيد التسجيل.

“الباحثة حسن: وحدة الفلترة المُصممة هي الأولى من نوعها في العالم”..

وحول أهمية هذا الإنجاز أوضحت الباحثة  حسن لموقع لأجلك سورية الإخباري إلى أن هذا العمل يعد الأول من نوعه في سوريا كما أن وحدة الفلترة المُصممة هي الأولى من نوعها في العالم من حيث ترتيب عدد الطبقات وقابلية الفك والتركيب من قبل المُستخدم لسهولة الصيانة وبالتالي تقليل تكلفة شراء وحدة فلترة جديدة.

الباحث والمخترع في مجال علوم وتقانة النانو بجامعة دمشق والمشرف على البحث الدكتور إبراهيم الغريبي أكد لموقع لأجلك سورية الإخباري أن فكرة الفلتر مشتركة بينه وبين الباحثة فاتن حسن، لافتاً إلى أن نشره في مجلة عالمية يساعد على رفع تصنيف الجامعة، ويعود بالنفع ايضا على الباحث معنوياً ومادياً ، وهو بمثابة وثيقة تثبت ملكية البحث له، منوهاً أن حصول البحث على المرتبة الأولى والميدالية الذهبية في معرض الباسل للإبداع والاختراع يحمي البحث تلقائياً لمدة ستة أشهر..

“د. الغريبي : هناك حلقة مفقودة بين الباحثين والصناعيين “..

وحول سبب عدم استثمار الأبحاث وتحويلها لمشاريع منتجة، أكد الدكتور الغريبي وجود حلقة مفقودة بين الباحثين والصناعيين، فرأس المال جبان ولا يثق الصناعي بالباحث، مشيراً إلى ضرورة وجود صلة وصل بين الباحثين والصناعيين، لافتاً إلى أن على الصناعي أن يستثمر في هذه الأفكار، وعلى الجهات المعنية ان تقوم  بدعم الصناعيين الذين يتبنون أفكار الباحثين وتحويلها إلى منتجات، واقترح إدخالهم ضمن قانون إحلال بدائل المستوردات.

الأبحاث التي ينتجها الباحثون في الجامعات السورية تبقى محط اهتمام أساتذتهم وجامعاتهم ونشرها في مجلات عالمية يعطيها قيمة مضافة للباحث وللجامعة التي ينتمي لها هذا الباحث، ولكن يبقى الأهم أن يتلقف القطاع الخاص هذه الأبحاث ويحولها إلى سلع ومنتجات قد تغني سورية عن استيراد مثيلاتها مما يخفف من فاتورة القطع الأجنبي الذي يصرف على الاستيراد وهو ما تحتاجه سورية في هذه المرحلة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى