شوارع دمشق تودع بسطاتها والبديل عودتها ليوم واحد أسبوعيا بكل منطقة..
موقع لأجلك سورية الإخباري- جمعة الجاسم
أرصفة وساحات كثيرة في أحياء مدينة دمشق كانت تعج بالبسطات، لكنها اليوم باتت شبه خالية منها، بعد أن أزالت المحافظة معظم هذه البسطات، بهدف إعادة الألق لمدينة دمشق وشوارعها، رغم مطالبة أصحاب البسطات بالنظر إلى حالهم بعين الرأفة.
الآراء تباينت حول خطوة محافظة دمشق بين من يرى أنها تأخرت كثيرا، نظرا للإزعاج الذي تسببه البسطات للمارة، وإشغالها مساحات من أرصفة الشوارع ومن الساحات، وبين من يعتبر القرار مجحفا بحق أصحاب هذه البسطات الذين يواجهون صعوبات كبيرة في تأمين لقمة عيشهم.
مراسل موقع لأجلك سورية الإخباري جال في عدد من الأماكن التي كانت تتموضع فيها هذه البسطات وخاصة البرامكة وجسر الثورة والحميدية، وسأل عددا من أصحاب البسطات حول إزالتها، حيث أجمعوا على أن قرار المحافظة لم يأخذ بالاعتبار الأبعاد الاقتصادية الاجتماعية لهذه الظاهرة، وما سيترتب على هذا الإجراء لجهة قطع أرزاق آلاف الأسر التي ضاق بها العيش، فوجد معيلوها في البسطات ملاذاً لكسب لقمة عيشهم.
محمود المطلق يبلغ من العمر 36 عاما يقول: قدمت من الحسكة منذ أكثر من عشرة أعوام، وأعمل من الصباح حتى المساء في بيع حاجيات الطلاب من دفاتر وأقلام وغيرها أمام كلية الحقوق، لتأمين قوت أطفالي الأربعة، فهل تعلم المحافظة أنه لا مصدر آخر لتوفير متطلبات عائلتي سوى هذه البسطة، علما أن زوجتي ربة منزل.
أما علي سليمان الموظف في إحدى مؤسسات الدولة فقد لجأ إلى البسطة، عله يستطيع توفير مبلغ يمكنه من الزواج، حيث تجاوز عمره الـ 30 عاما، وما زال يسكن مع أصدقائه، متسائلا: ما الذي يضير المحافظة من هذه البسطات، وإذا كانت فعلا تريد الحفاظ على نظافة المدينة وشوارعها فلماذا لا تؤمن لنا بديلا يناسب الطرفين.
في حين يؤيد جودت حمادي قرار الإزالة لأن الأكشاك المخالفة والبسطات تشوه المنظر الجمالي للمدينة، مطالبا محافظة دمشق بالمضي في تنفيذ قراراها الذي كان ينتظره الكثيرون، بعد أن بات انتشار البسطات مزعجاً للمارة، ويشوه نظافة أحياء المدينة وشوارعها.
وعلى خطا جودت اعتبر يحيى سويدان أن هذه البسطات والإشغالات غير النظامية تسبب التلوث البصري، وتعيق حركة المشاة، ولابد من وضع حد لهذه الظاهرة بهدف إعادة جمالية مدينة دمشق.
حملنا هذه الآراء المتباينة والتساؤلات إلى مديرة دوائر الخدمات في محافظة دمشق ريما جورية التي أوضحت أنه تمت إزالة البسطات بعد أن تحولت إلى مراكز بيع ثابتة، تحتل الرصيف والشارع وتعيق حركة المشاة، مبينة أنه كانت ترد الكثير من الشكاوي على هذه الإشغالات الثابتة المخالفة بشكل يومي من المواطنين وعبر وسائل الإعلام، أما البسطات الطيارة فهي عبارة عن بضائع بسيطة محمولة على اليد لا تزال موجودة، وتتم معالجتها بين الحين والآخر، عدا عن أن الإشغالات والبسطات منظر غير لائق ضمن المدينة.
وبالنسبة للأكشاك ضمن المدينة أشارت جورية إلى إزالة المخالف منها سابقا، في حين أن الأكشاك الموجودة حاليا مرخصة لذوي الشهداء ولجرحى الحرب، وقد انتهت مدة ترخيصها، وتم تمديد ترخيصها ستة أشهر إضافية حتى نهاية العام، ليستطيع أصحابها تأسيس عمل بديل.
وفيما يتعلق بخطط المحافظة بإنشاء بدائل لهذه البسطات عبر إنشاء اسواق شعبية مسقوفة في بعض الأماكن، وخصوصا بعدما تم طرح ذلك سابقاً دون أن ترى هذا الأسواق النور، أوضحت مديرة دائرة الخدمات بالمحافظة لموقع لأجلك سورية الإخباري بأنه تتم حاليا مناقشة فتح سوق للبسطات بكل أنواعها ليوم واحد في الأسبوع في كل منطقة، مثلا سوق الأحد في المزة، وسوق الاثنين في القنوات، وسوق الثلاثاء في ساروجة، وهكذا في جميع مناطق المدينة، حيث يتم في هذا اليوم السماح للبسطات بالتواجد في أحد الشوارع التي يمكن قطع السير عنها، وتوضع البسطات بشكل منظم، مع المحافظة على النظافة العامة، من الصباح الباكر حتى المساء ضمن توقيت محدد.
لا شك أن ازالة البسطات من الأرصفة والساحات سيساهم في إعادة الالق الى مدينة دمشق، ولكن كان لابد من النظر إلى حال أصحاب البسطات المتعيشين من ورائها وإيجاد اسواق بديلة لهم..