محليات

كيف نقضي على فوبيا الزلازل؟.

لأجلك سورية – هيام طعمة

أثار الزلزال الذي ضرب ريف حماة قبل أيام معدودة، موجة من الخوف لدى كثير من الناس يطلق عليها اصطلاحا فوبيا الزلازل، وانتشر هذا النوع من الخوف عند الكثيرين وخصوصا في ظل تكرار وقوع هزات أرضية بشدّات متباينة خلال الأيام الماضية، فعادوا بذاكرتهم إلى أحداث وتبعات الزلزال الذي ضرب سورية في السادس من شهر شباط من العام الماضي.
فما هي فوبيا الزلازل وما أسبابها وكيف نتخلص منها ؟..

يُعرّف علماء النفس «فوبيا الزلازل»، أو «رهاب الزلازل» بأنها الخوف المفرط والمستمر الذي لا يمكن السيطرة عليه من الزلازل، والذي يمكن أن يؤدي في بعض الأحيان إلى إعاقة الشخص، والتأثير على أنشطته وقراراته، وحتى الطريقة التي يفكر بها ويدير بها حياته وحياة أسرته.. فكيف نتخلص من هذه الفوبيا؟..

المدرب الدولي بعلم الطاقة الدكتور سمير هادي أوضح لموقع لأجلك سورية أن الزلزال كارثة طبيعية لا يمكن التنبؤ بعواقبها، ومن الطبيعي أن تثير الأحداث الخارجة عن سيطرة الإنسان الشعور بالخوف، ومن هذا المنطلق يرتبط “رهاب الزلازل”، برهاب الموت والخسارة، ويتجلى الخوف من الزلزال بالخوف من أن يتضرر ليس فقط الشخص نفسه، بل أيضاً عائلته ومحيطه القريب والعالم بأسره، مع الإشارة إلى أن الخوف من الزلزال يمكن أن يعاني منه جميع الناس.

وعن أسباب حدوث فوبيا الزلازل أشار الدكتور هادي إلى أن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث هذه الفوبيا، وتتجلى في هذه النقاط:
1: التجارب السابقة : كثير من الناس يمكن أن يكونوا قد عاشوا أحداث مؤلمة مع الزلزال، أو قد سمعوا عنها من بعض الأشخاص القريبين منهم، وهذا الامر يعتبر من أهم أسباب الخوف من الزلزال فالتجارب السابقة تجعل الأنسان يخاف من أي هزة أرضية مهما كانت ضعيفة.
2 : التواصل الاجتماعي : الأخبار المتعلقة بالزلازل والتي تصل إلينا عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي على اختلاف مسمياتها، تكون أحد الأسباب التي تولد الشعور بالخوف من الزلزال، وخصوصا عندما يتم نشر تقارير عن دمار كبير، وتأثيرات سلبية للزلزال، وظهور أشخاص غير أكفاء يحذرون من تكرار وقوع هزات أرضية أكثر شدة من السابقة .
3 : عدم السيطرة: المعروف أن حدوث الزلازل أمر طبيعي خارج عن سيطرة الإنسان وإرادته، وبالتالي لا يستطيع التحكم بهذه الظاهرة الطبيعية، وهذا ما يدفعه للشعور بعدم الأمان، وهنا يزداد شعوره بالخوف من الزلزال.
4 : تاريخ المنطقة : إذا كانت المنطقة التي نعيش فيها معروفة بحدوث الزلازل، فإن هذا الأمر يساهم في زيادة الشعور بالخوف بشكل أكبر، وكلما زادت الزلازل بالمنطقة كلما زاد الخوف لدى الناس.

وحول آليات التعامل مع الأشخاص المصابين بفوبيا الزلازل أوضح المدرب الدولي بعلم الطاقة لموقع لأجلك سورية أن هناك عدة طرق للتعامل مع الزلازل والمخاوف الناجمة عنها وهي :
1: التثقيف: يجب نشر ثقافة الإجراءات التي يجب أن يتبعها الإنسان عند حدوث الزلازل لان ذلك يساهم بحد كبير في الحد من الشعور بالخوف منها لأن المعرفة هي أقوى سلاح ضد الخوف..
2 : التدريب : على الجهات المعنية بين الحين والآخر عمل خطة للطوارئ أثناء حدوث الزلزال، ويجب أن تقوم العائلة بتجربة هذه الخطة مع أفراد العائلة، وهنا عندما يحدث زلزال تكون العائلة جاهزة ومتدربة على طرق النجاة، وهذا الأمر يخفف كثيرا من الشعور بالخوف من الزلزال.
3 : التحدث عن المخاوف: إذا كان الشخص يشعر بخوف شديد من الزلزال عليه أن يتحدث عن مخاوفه هذه إلى أصدقائه أو أقربائه أو أي شخص يثق به، لأن التحدث عن المخاوف مهما كان نوعها يساهم في التخفيف من الضغوط النفسية.
4 : الاسترخاء: تساهم تمارين الاسترخاء مثل التنفس العميق والتأمل في الحد من المخاوف أو التخفيف منها.
5 : استشارة مختص : إذا كان الخوف من الزلزال يؤثر بشكل كبير على حياة الشخص اليومية، وعلى علاقاته مع الناس، هنا يجب عليه استشارة مختص، لأن العلاج يقدم أساليب حديثة ومتنوعة للمساعدة بتخفيف فوبيا الزلازل بشكل كبير.

اذن فوبيا الزلازل حالة مرضية تصيب العديد من الناس، وتتجلى أعراضها بالتململ والاضطراب والدوار والدوخة والرعشة والتعرق وخفقان القلب وتجنب البيئات المظلمة وتجنب الحديث عن الزلازل، وهي من الحالات الشائعة بين الناس، ويمكن للانسان ان يتخطاها بالوعي والتعامل الصحيح معها، وان يكون مستعداً لذلك ويعرف كيف يتعامل مع مخاوفه..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى