علوم

كيف يساهم نظام الأيورفيدا في خلق التوازن بين الجسد والعقل والروح؟

لأجلك سورية – خاص

الأيورفيدا هو نظام طبِّي تقليدي قديم نشأ في الهند منذ أكثر من 4000 سنة، ويعتمد على فكرة التوازن بين الجسد والعقل والروح، ويعتبر وسيلة فعالة للحفاظ على الصحة والوقاية من الأمراض.. فكيف يساهم الأيورفيدا في تحقيق الانسجام الداخلي؟ وكيف يعمل على تدفق الطاقة الإيجابية في الجسم؟.

المدرب الدولي بعلم الطاقة الدكتور سمير هادي أوضح لموقع لأجلك سورية الإخباري أن نظام الايورفيدا يشير إلى مفهوم البرانا الذي يُعرف بالطاقة الحيوية أو القوة الحيوية، حيث يُعتبر البرانا العنصر الذي يُغذي كل كائن حي، ويوفر له القوة اللازمة للحياة، وعندما يكون تدفق الطاقة طبيعيًا ومتوازنًا، فإن الجسم يعمل بشكل صحيح، ولكن عندما يتعرض الجسم لاضطرابات تؤثر على تدفق هذه الطاقة، يمكن أن يظهر ذلك في شكل أمراض جسدية أو نفسية، لذلك تعتبر الطاقة من العناصر الأساسية في نظام الأيورفيدا.

وحول الأغذية وعلاقتها بالطاقات في الأيورفيدا، أكد الدكتور هادي أن الطعام يعتبر المصدر الرئيسي للطاقة، لذلك يُصنف الطعام إلى ثلاثة أنواع رئيسية تتناسب مع أنواع الطاقات الثلاثة (الساتفا، الراجاس، والتاماس)، وبالنسبة للساتفا فهو يُعبر عن الطاقة النقية والمتوازنة، والتي تعزز الصفاء والإبداع، أما الراجاس فهو يرتبط بالنشاط والحركة، ولكن يمكن أن يؤدي إلى الاضطراب إذا زاد عن حده، في حين يتعلق التاماس بالطاقة السلبية والخمول، ويجب تجنبه لتحقيق التوازن، لذلك على الممارس أن يختار الأطعمة التي تدعم مستوى الطاقة الخاص به، وبالتالي يساهم في تعزيز الصحة بشكل عام.

وحول طبيعة العلاقة بين الايورفيدا والطاقات الجسمانية اكد المدرب الدولي بعلم الطاقة ان الأيورفيدا يعتمد على ثلاث أنواع من الطاقات الجسمانية تُعرف بـ”دوشا” (Doshas)، وهي: الفاتا : وتعني طاقة الرياح، وهي تمثل الحركة والإبداع، والبيتا: وهي طاقة النار، وتمثل التحول والهضم، أما الكافا: فهي طاقة الأرض والماء، وتمثل الاستقرار والثبات، مشيرا إلى أن كل شخص لديه تركيبة فريدة من هذه الطاقات، لذلك ولتحقيق الصحة المثلى، يجب أن تكون هذه الطاقات متوازنة، فإذا كان هناك اضطراب في أحد الدوشات، يمكن أن يؤدي ذلك إلى مشكلات صحية يُمكن معالجتها من خلال أساليب الأيورفيدا.

وبالنسبة لطرق العلاج بالطاقة حسب نظام الأيورفيدا أشار الدكتور هادي إلى وجود تقنيات متعددة لتعزيز تدفق الطاقة ومعالجة الاضطرابات حسب هذا النظام، منها التأمل: والذي يساعد في تحقيق صفاء العقل وتوازن الطاقة، واليوغا: وتعتبر من الأدوات الفعالة لتحريك الطاقة وتنشيط الجسم، والزيوت العطرية والأعشاب: والتي تُستخدم لتحسين تدفق الطاقة وتحقيق الشفاء.

وفي ختام حديثه لموقع لأجلك سورية الإخباري أكد المدرب الدولي بعلم الطاقة الدكتور سمير هادي أن الأيورفيدا هو نظام شامل يركز على التوازن بين الجسد والعقل والروح، ومن خلال فهم كيفية عمل الطاقة في هذا النظام، يمكننا الوصول إلى حالة من الصحة الجيدة والسعادة والرفاهية، فنظام الأيورفيدا يعزز الوعي الذاتي والقدرة على الاستماع لاحتياجات الجسم، مما يساعد في تحسين نوعية الحياة بشكل عام.

إذن.. نظام الأيورفيدا ليس مجرد نظام طبي، بل هو نمط حياة يهدف لتحقيق التوازن والشمولية، ويدعو الجميع للاستفادة من الطاقة الإيجابية المحيطة بهم، بالتالي يمكن القول أن الأيورفيدا يُشكل جسراً للتواصل بين الجسد والطاقة والروح.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى