مصياف تنفض غبار العدوان، والجهات المعنية تزيل آثاره.
لأجلك سورية- منار اسماعيل
لم يشفع لمدينة مصياف جمالها وهدوئها وطيبة أهلها، كغيرها من المدن والقرى على امتداد مساحة سورية، في منع العدو الإسرائيلي من استهدافها بعدوان غاشم أسفر عن ارتقاء 18 شهيداً و37 جريحاً وفق التصريحات الرسمية، ناهيك عن الأضرار الكبيرة التي أصابت البنى التحتية من مياه وكهرباء وطرق واتصالات.
وفور انتهاء العدوان باشرت الجهات المعنية بمعالجة الأضرار الناتجة عنه، وقد تواصل موقع لأجلك سورية الإخباري مع بعض هذه الجهات لمعرفة تفاصيل الأضرار التي تسبب بها العدوان والجهود التي بذلتها لإزالة آثاره.
“م.نعامة: العدوان تسبب بخروج طريق مصياف- وادي العيون عن الخدمة وأُعيد للعمل خلال 24 ساعة”.
والبداية كانت مع مديرة فرع المواصلات الطرقية في حماه المهندسة صفاء نعامة التي أكدت أن العدوان الإسرائيلي الغاشم تسبب بخروج طريق مصياف- وادي العيون عن الخدمة، وانقطاع حركة السير والمرور عليه، وهذا الطريق حيوي يربط محافظة حماه بمحافظة طرطوس مروراً بمناطق وادي العيون والشيخ بدر، وتجسدت الأضرار بحفر كبيرة بعمق يتراوح بين 6 و7 أمتار وطول يتراوح بين 25 و30 متراً على كامل عرض الطريق.
وأضافت المهندسة نعامة أن فرع المواصلات الطرقية في حماه قام بدايةً بتحويل السير عبر خط سير بديل، يبدأ من قرية الرصافة مروراً بقرية البستان فقرية البيضا وصولاً إلى مدينة مصياف لتأمين حركة السير للعابرين والوصول إلى أماكن عملهم بأمان، فيما باشرت كوادر العمل في المؤسسات الحكومية من المواصلات الطرقية في وزارة النقل، والخدمات الفنية في محافظة حماه، والإنشاءات العسكرية في فرع مصياف، ووحدات الدفاع المدني والإطفاء والمجتمع الأهلي والبلديات، لإعادة فتح الطريق وإعادة تخديم القرى والبلديات والتجمعات السكانية والزراعية بأسرع وقتٍ ممكن، حيث تم ردم الحفر على طبقات لإعادة الطريق إلى ما كان عليه قبل العدوان، كما باشرت الورشات الفنية بمعالجة الأضرار الناجمة عن العدوان الإسرائيلي بشكل إسعافي في موقعين هما دوار الوراقة (بداية مدينة مصياف)، وبداية قرية الرصافة.
ونوّهت مديرة فرع المواصلات الطرقية في حماه المهندسة صفاء نعامة بإعادة فتح طريق مصياف- وادي العيون بعد انتهاء العدوان بأربع وعشرين ساعة، مشيرةً إلى أن ذلك حصل بشكل إسعافي، وقام فرع المواصلات الطرقية في حماه بإعداد دراسة فنية كاملة للمواقع المتضررة بجسم الطريق من طبقات رصف ومجبول إسمنتي وقنوات تصريف جانبية لتصريف الأمطار ضمن المواصفات الفنية للمؤسسة العامة للمواصلات الطرقية، إضافةً إلى دراسة لاستبدال جميع إشارات الدلالة واللوحات التحذيرية التي تعرضت للتخريب أثناء العدوان الإسرائيلي الغاشم.
“خليل: خروج محطة تحويل عن الخدمة بسبب العدوان وإعادة الكهرباء في اليوم ذاته للمناطق المتضررة”
وحول الأضرار التي أصابت قطاع الكهرباء.. أكد مدير عام الشركة العامة لكهرباء حماه الأستاذ حبيب خليل لموقع لأجلك سورية الإخباري أن العدوان تسبب بخروج محطة تحويل كهربائية 66/20 ك.ف من الخدمة، وانقطاع التغذية عن خطوط توتر متوسط 66 ك.ف و20 ك.ف، وانقطاع الكهرباء عن قرى خان جلمدون وعنبورة والمحروسة، وعن مناطق في مدينة سلحب من المطحنة والصوامع وآبار مياه الشرب، إضافة إلى أضرار مادية طالت شبكتي التوتر المتوسط والمنخفض في القسم الجنوبي من مدينة مصياف، وقسم الكهرباء في المدينة والآليات والروافع الخاصة بالورشات، مضيفا أن الورشات بدأت في السابعة صباحاً من يوم العدوان بعزل المناطق المتضررة، وإعادة التيار الكهربائي لباقي المناطق، لافتاً إلى أن الهدف الأهم للشركة كان تأمين تيار كهربائي لمشفى مصياف لمعالجة المصابين، وتأمين الكهرباء لمياه الشرب ومناهل تعبئة سيارات الإطفاء عبر خط بديل من محطة الزارة.
وأضاف خليل أنه تمت إعادة التيار الكهربائي إلى مصياف والمناطق الأخرى في اليوم ذاته بعضها بشكل مبدئي، وفي اليوم التالي عاد الوضع إلى ما كان عليه قبل العدوان، لافتا إلى أن المحطة التي تضررت من العدوان تجاوزت كلفة إصلاحها 20 مليار ليرة سورية، والشركة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء في دمشق تعمل على وضع خطة لتأهليها.
“م.عرابي: إصلاح كل الأضرار المرئية وعودة ضخ المياه إلى مصياف في اليوم التالي للعدوان”.
الأضرار طالت أيضاً القطاع المائي، حيث أكدت مدير عام المؤسسة العامة لمياه حماه المهندسة سوسن عرابي لموقع لأجلك سورية الإخباري أن العدوان الإسرائيلي على منطقة مصياف أدى إلى أضرار بمشاريع المياه في المنطقة تمثلت بتخريب خطوط الضخ والإسالة الرئيسية بأقطار (315مم- 180مم- 160مم) باتجاه خزان مصياف الأرضي وانقطاع خط التغذية الكهربائية لآبار خان جلميدون وآبار مدينة سلحب، مشيرة إلى توجه ورشات المؤسسة إلى الموقع في الساعات الأولى بعد العدوان وبدأت العمل على معالجة الأضرار وفي اليوم ذاته عند الساعة الثامنة مساء تمت إعادة ضخ المياه إلى مدينة مصياف والجريفات وسلحب وجلميدون، منوهة إلى احتمال وجود أضرار غير مرئية سببها العدوان وأبدت الاستعداد لمعالجتها فور ظهورها.
“الأصفر: عودة الاتصالات والانترنت بعد ١٨ ساعة من العمل المتواصل”
آخر محطاتنا كانت مع قطاع الاتصالات فقد أكد مدير اتصالات حماه منيب الأصفر أن العدوان تسبب بتوقف الاتصالات والانترنت عن ما يزيد ٦٠٠٠ هاتف أرضي و٣٠٠٠ بوابة انترنت في ريف مصياف قرى المرحة ووادي العيون وشيحة مصياف، وقرى النقير والمعيصرة و السنديانة وعين الكرم و بيرة الجرد وعين شمس وبشاوي و الرصافة، مشيراً إلى تمكن الورشات الفنية من إصلاح كافة الأضرار وإعادة الاتصالات والانترنت خلال ١٨ ساعة، وقدر قيمة الأضرار بنحو ٢٥٠ مليون ليرة.
في الختام.. تضافر الجهود الرسمية والأهلية ساهمت في إزالة آثار العدوان الإسرائيلي في سرعةٍ قياسية، تعكس أهمية ذلك في تذليل العقبات والصعوبات عسى أن يكون هذا التعاون في كل مناحي الحياة للارتقاء بالواقع الحالي نحو مستقبل مشرق يليق بأبناء هذا الوطن.