السفير آلا: سورية تتطلع إلى قرار عربي يرقى إلى مستوى الوضع الخطير في لبنان جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل عليه
لأجلك سورية – متابعة
أعرب مندوب سورية الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير حسام الدين آلا عن تطلع سورية إلى الخروج بقرار عربي يرقى إلى مستوى الوضع الخطير في لبنان جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل عليه، ويدعم هذا البلد الشقيق في الدفاع عن أرضه وشعبه ومقاومة العدوان، مجددا التأكيد على تضامن سورية الكامل مع الشعب اللبناني، واستعدادها لتقديم الدعم والمساعدة رغم التحديات والأعباء الجسيمة التي تواجهها.
وفي بيان اليوم أمام الدورة غير العادية لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين للتضامن وتقديم الدعم العاجل إلى لبنان في مواجهة العدوان الإسرائيلي المتمادي وتداعياته قال السفير آلا: نجتمع اليوم والمنطقة على شفير حرب مفتوحة في ظل استمرار الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وبقية الأرض الفلسطينية المحتلة، بالتزامن مع تصعيد اعتداءاته على دول المنطقة، بما في ذلك الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية التي أودت بحياة عشرات الشهداء المدنيين وأصابت المئات، وأوقعت خسائر بالمباني السكنية والمنشآت المدنية، وآخرها عدوان جوي استهدف أمس بناء سكنياً في حي المزة بدمشق وأسفر عن استشهاد ثلاثة مدنيين وإصابة آخرين.
وأوضح السفير آلا أنه في سياق هذا التصعيد الخطير الذي يهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي، يواجه لبنان الشقيق عدواناً همجياً غادراً ومستمراً تسبب باستشهاد وإصابة آلاف المدنيين، وبنزوح أكثر من مليون شخص نتيجة قصف جوي وبري إسرائيلي ممنهج دمر آلاف المنازل وحول تجمعات سكنية وقرى بأكملها إلى ركام، في انتهاك سافر لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، لافتاً إلى أنه في سياق عدوانه الوحشي المتفلت من المعايير والضوابط القانونية المتعارف عليها دولياً، أمعن كيان الاحتلال بارتكاب جرائم حرب موصوفة عبر شن هجمات إرهابية سيبرانية باستخدام وسائل اتصال مدنية كأدوات لقتل وجرح آلاف اللبنانيين، وعبر استهداف تجمعات سكنية بالصواريخ والقنابل المتفجرة لارتكاب جريمة اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، مستفيداً في ذلك من الدعم الأمريكي والعجز الدولي عن وقف تلك الجرائم ومحاسبته عنها بسبب التشجيع ومظلة الحماية التي توفرها له الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الغربيون.
وأشار مندوب سورية لدى جامعة الدول العربية إلى أن سورية أيدت الدعوة لعقد هذه الدورة الطارئة لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين للتضامن مع الجمهورية اللبنانية الشقيقة في مواجهة العدوان الإسرائيلي المتمادي، وهي تتطلع إلى الخروج بقرار يرقى إلى مستوى الوضع الخطير على الأرض، ويبلور موقفاً عربياً داعماً للبنان في مقاومة العدوان ومستعداً لتبني إجراءات للضغط من أجل وقفه، ويدعم لبنان في الدفاع عن أرضه وشعبه وتوفير متطلبات التعامل مع تداعياته، ويحث الدول المانحة والمنظمات الدولية والإقليمية على الإسراع بتقديم المساعدات العاجلة للاستجابة للاحتياجات الإغاثية والطبية الملحة الناجمة عن تداعيات العدوان الإسرائيلي الهمجي.
وأكد السفير آلا تضامن سورية الكامل مع الشعب اللبناني، واستعدادها لتقديم الدعم والمساعدة رغم التحديات والأعباء الجسيمة التي تواجهها، مبيناً أنه تم بتوجيهات من السيد الرئيس بشار الأسد حشد الجهود الحكومية والأهلية لتوفير الاحتياجات الإنسانية وأماكن الإيواء والرعاية الطبية المجانية للوافدين من لبنان الشقيق والنازحين منها بسبب الظروف الطارئة الناجمة عن العدوان الإسرائيلي، وجرى اتخاذ جملة إجراءات وإعفاءات تسهيلاً لدخولهم إلى الأراضي السورية، كما تم تسهيل وصول الوكالات الإنسانية الدولية التي أبدت استعدادها للتعاون مع سورية في تحمل تلك الأعباء إلى المعابر الحدودية، حيث بلغ عدد الوافدين إلى سورية في الفترة بين الـ 24 والـ 30 من أيلول الماضي نحو 227 ألفاً، منهم 161 ألف وافد سوري و66 ألف لبناني و219 وافداً من جنسيات أخرى.
وشدد السفير آلا على إدانة سورية الكاملة للعدوان الإسرائيلي على لبنان الشقيق ومحاولاته اجتياح أو إعادة احتلال أجزاء من الأراضي اللبنانية، ومطالبتها بالوقف الفوري لهذا العدوان الذي يؤكد استهتار الكيان الإسرائيلي بميثاق الأمم المتحدة وبقواعد القانون الدولي، وإصراره على توسيع رقعة حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على الشعب الفلسطيني لتشمل الأراضي اللبنانية، وتصعيد اعتداءاته الممنهجة والمتكررة على الأراضي السورية بما يشكل تهديداً للأمن القومي العربي.
ولفت مندوب سورية لدى جامعة الدول العربية إلى وجوب تحمل مجلس الأمن الدولي للمسؤوليات التي أناطها به ميثاق الأمم المتحدة في صون السلم والأمن الدوليين، والمبادرة للتحرك الفوري لردع آلة القتل الإسرائيلية العمياء ووقف العدوان الإسرائيلي متعدد الأوجه ولجمه عن إشعال حرب شاملة في المنطقة عبر توسيع رقعة العدوان، وإنهاء حالة الشلل التي تسيطر على عمله نتيجة الفيتو الأمريكي المكرس لحماية كيان الاحتلال.
وبين السفير آلا أن استمرار الاحتلال في عدوانه على فلسطين ولبنان وسورية ما كان ليحدث لولا الدعم العسكري والمادي والسياسي الذي تقدمه الولايات المتحدة لهذا الكيان المارق على الشرعية الدولية وحمايته من العقاب عن جرائم الإبادة الجماعية والعدوان وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها، ما يجعلها شريكة في تلك الجرائم، مجدداً التأكيد على أن المنطقة لن تنعم بالاستقرار ما لم يتم إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لجميع الأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية المحتلة وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي، وفي مقدمتها القرارات 242 و338 و497 وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.