تنكة زيت الزيتون أغلى من غرام الذهب.. ماأسباب الارتفاع؟. وماهي توقعات الإنتاج للموسم الحالي؟.
لأجلك سورية _ منار إسماعيل
الذهب الأخضر أقبل.. إنه موسم الزيتون الذي ينتظره السوريون فلاحون ومستهلكون بفارغ الصبر، كيف لا وهو مصدر للزيت وزيتون المائدة.
موقع لأجلك سورية الإخباري أجرى استطلاعاً للرأي لبعض المواطنين حول موضوع زيت الزيتون وأسعاره حيث أكد (أبو عزام) أن أسعار الزيت عالية جدا وتفوق قدرته الشرائية، حيث يضطر لشراء عبوات لتر أو أقل لتأمين حاجته الآنية، في حين رأت (أم سمعان) أن ارتفاع سعر زيت الزيتون غير مبرر لأنه متوفر في الأسواق وهو منتج محلي، فيما أكد (أبو سعيد) أنه اضطر لاستبداله بزيت دوار الشمس باعتباره أقل سعراً.
رأي الفلاح بموسم الزيتون للعام الحالي كان ضمن اهتمام موقع لأجلك سورية الإخباري فقام بزيارة الفلاحين في حقولهم وهم يقطفون المحصول، وسألهم عن إنتاجهم وهمومهم، فأكد (أبو عفراء) أن الموسم بالنسبة لأرضه جيد، متحدثا عن معاناته من ارتفاع مستلزمات الإنتاج، لاسيما أجرة العامل التي تصل إلى ١٠٠ ألف ليرة سورية، بدورها قالت (أم عزام) إن الأرض هذا العام إنتاجها ضعيف، بسبب تغير الأحوال الجوية، مشيرة إلى اضطرارها للعمل في قطاف الموسم نظرا لارتفاع أجرة العمال وارتفاع أجور النقل، بينما أكد (محمود) أن الموسم جيد قياسا بضعف الإمكانيات لتأمين مستلزمات الإنتاج من فلاحة وأسمدة.
“جوهر: حجم الإنتاج المتوقع من الزيتون أكثر من العام الماضي بنحو ٦%”
وللإضاءة حول موضوع الزيتون في سورية ونسب إنتاجه التقى موقع لأجلك سورية الإخباري بمديرة مكتب الزيتون بوزارة الزراعة والإصلاح الزراعي المهندسة عبير جوهر التي أكدت أن الموسم هذا العام متوسط بالمقارنة مع سنوات سابقة قبل الأزمة، ولكن بالنسبة للسنوات الأخيرة فهو جيد نوعا ما، مشيرة إلى أن حجم الإنتاج المتوقع على مستوى سورية زاد بنسبة ٦% عن العام الماضي، و١١% عن العام الماضي بالنسبة للمناطق الآمنة.
وأضافت المهندسة جوهر أن حجم الإنتاج المتوقع من الزيتون للموسم الحالي على مستوى سورية بلغ ٧٤٠ ألف طن، منها ٤٠% منها خارج السيطرة، وبالنسبة لزيت الزيتون اوضحت جوهر انه من المتوقع ان يكون انتاجه ٩٤ ألف طن، منها ٥٥ ألف طن في المناطق الآمنة، مشيرة إلى أن ٢٠% من الإنتاج هو عبارة عن زيتون للمائدة، و٨٠% زيت، مبينة أن الإنتاج هذا العام هو أقل من سنوات ما قبل الأزمة والأسباب عديدة أبرزها التغيرات المناخية التي أصابت كل الدول المنتجة، والسبب الثاني ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج من أسمدة ومحروقات ولم يعد الفلاح يستطيع تأمينها لأشجار الزيتون مما أدى إلى تراجع إنتاجيتها.
“جوهر: توقعات الفائض من الإنتاج ٧٠٠٠ طن، وهناك فائض في مخازن التجار من الموسم الماضي”
وحول موضوع استهلاك زيت الزيتون، أكدت مديرة مكتب الزيتون عدم وجود دراسات حقيقية لحجم الاستهلاك المحلي من زيت الزيتون، لافتة الى انه يقدر الاستهلاك بنحو ٤٨ ألف طن، بالتالي هناك فائض نحو ٧٠٠٠ طن للتصدير، يضاف إليها ما بقي في مخازن التجار من الزيت، نتيجة انخفاض بالطلب لضعف القوة الشرائية.
وتابعت المهندسة جوهر أن التصدير خلال السنوات الماضية لم يتوقف، وكان بالحد الأدنى، مشيرة إلى أهمية وجود زيت الزيتون السوري في الأسواق العالمية ضمن ضوابط محددة لا تؤثر على السوق المحلية، معتبرة أنه من حق الفلاح الاستفادة من سعر يغطي تكاليف الإنتاج بسبب التصدير، وكذلك الأمر بالنسبة لمعامل الزيت كي يستمروا في عملهم.
وفي ختام اللقاء مع موقع لأجلك سورية الإخباري أشارت مديرة مكتب الزيتون المهندسة عبير جوهر إلى أن مواعيد قطاف الموسم تختلف من منطقة إلى أخرى، فيما الرأي الأخير يعود للفلاح، مشيرة إلى أن المناطق الساحلية ينضج فيها الموسم في الأول من تشرين الأول والمعاصر تفتح قبل أسبوع كي تتحضر لاستقبال الزيتون.
“الأزعط: المونة والتصدير أسباب ارتفاع أسعار زيت الزيتون”
وخلال لقاء مع موقع لأجلك سورية الإخباري أكد نائب رئيس مجلس جمعية حماية المستهلك في دمشق وريفها ماهر الأزعط أن هناك عدة أسباب لارتفاع زيت الزيتون مؤخراً أولها مونة المكدوس، واحتكار المادة لاسيما أن حجم إنتاج الزيتون العام الماضي كان قليل، اما العامل الثاني – بحسب الازعط- فهو تصدير زيت الزيتون للخارج والطلب الخارجي عليه، حيث كان يفترض من وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي ووزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية وقف تصدير زيت الزيتون حتى يلبي حاجة السوق الداخلي، والعامل الثالث عدم التدخل الإيجابي للسورية للتجارة في موضوع زيت الزيتون فخضعت الأسعار للعرض والطلب من المادة.
وأضاف نائب رئيس مجلس جمعية حماية المستهلك في دمشق وريفها أن الجمعية طلبت من وزارة الزراعة إحصاء الموسم وأن يكون التصدير فقط للفائض، وفتح باب التصدير للمواد المصنعة التي يدخل فيها الزيت لا أن يصدر زيت الزيتون الخام، منوهاً إلى أن سعر زيت الزيتون السوري في الخارج أرخص من السوق المحلية متسائلاً عن السبب؟.
وتمنى نائب رئيس مجلس جمعية حماية المستهلك في دمشق وريفها ماهر الأزعط من وزيري الزراعة والاقتصاد في الحكومة الجديدة أن تكون عينهما على توجيهات الرئيس الأسد بالتنسيق بين الوزارات وألا يكون العمل فردياً، لأنه في حال تشاركت الوزارات مع بعضها في اتخاذ القرارات نصل إلى شيء يفيد المواطن السوري، مبدياً تفاؤله بالحكومة الجديدة، متوقعاً أن ينخفض سعر زيت الزيتون بعد بدء الموسم الحالي رغم ارتفاع تكاليف إنتاجه.
موسم الزيتون استراتيجي للفلاح يعينه على قسوة الحياة وصعوبة العيش في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، فهل التكاليف المرتفعة لمستلزمات الإنتاج لا تزال تسمح للفلاح بتأمين مردود جيد؟