المعابر الحدودية تعج بالوافدين اللبنانيين والسوريين، والمعنيون يقدمون كل التسهيلات اللازمة لهم
لأجلك سورية – هيام طعمة ومنار إسماعيل
تنفيذاً لتوجيهات السيد الرئيس بشار الأسد بتقديم كل التسهيلات اللازمة للوافدين اللبنانيين والسوريين وتأمين احتياجاتهم، وفي ظل تكامل الجهود الحكومية بالشراكة مع المنظمات غير الحكومية والمجتمع الأهلي يستمر العمل على استقبال الوافدين اللبنانيين والسورين القادمين من القطر اللبناني الشقيق إلى سورية وتأمين متطلباتهم واحتياجاتهم اللازمة.
موقع لأجلك سورية الإخباري رصد آراء مجموعة من الوافدين، حيث أكد (سامح) أنه وبسبب القصف الشديد من قبل الكيان الإسرائيلي اضطر إلى ترك مدينته بعلبك والقدوم إلى حمص، لافتاً إلى أن المعاملة على الحدود كانت رائعة والتسهيلات جيدة، أما (أم وائل) فقد وصفت الخدمات التي تم تقديمها من قبل السوريين بالرائعة، وأعربت عن امتنانها من الاهتمام الجيد، وقالت : لم يقصر الأخوة السوريون أبداً، ولم أكن أتوقع أن تكون المعاملة بهذا الشكل المريح، أما (أم محمد) قالت : لقد جئت من بعلبك ولم أحمل معي أي شيء، وكان القصف شديداً على المدينة، و لقيت معاملة جيدة من الجانب السوري واهتموا بعائلتي، وقدموا لنا الخدمات الطبية التي كنا بحاجة إليها، وتم تلقيح الأطفال الذين كانوا معنا، بدوره قال (أبو أحمد): قدمنا إلى سورية بسبب القصف الشديد الذي كان فوق رؤوسنا، والإجراءات على المعابر الحدودية كانت ميسرة والمعاملة رائعة.
“المحمود: تم تجهيز 3 مراكز إيواء بمحافظة ريف دمشق تتسع لآلاف الوافدين “
للوقوف على الإجراءات التي اتخذتها محافظة ريف دمشق لاستقبال الوافدين من لبنان إلى سورية، التقى موقع لأجلك سورية الإخباري مع جاسم المحمود نائب رئيس المكتب التنفيذي في محافظة ريف دمشق، الذي أكد انه ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي الغاشم على لبنان الشقيق، وتنفيذاً لتعليمات وتوجيهات السيد الرئيس بشار الأسد بتقديم كافة التسهيلات والخدمات الضرورية للوافدين، قامت محافظة ريف دمشق باتخاذ العديد من الإجراءات فقد قام محافظ ريف دمشق احمد إبراهيم خليل بتشكيل غرفة عمليات تعمل على مدار الساعة، وتم إعداد فريق عمل مهمته تقديم كافة الخدمات للوافدين إلى سورية، وتسهيل إجراءاتهم في معبر جديدة يابوس المطل على الجانب اللبناني، ونقلهم إلى مراكز الإيواء في ريف دمشق، مشيراً إلى أن هذه الغرفة مكونة من ثلاثة مجموعات، الأولى موزعة على المعبر، والثانية على مراكز الإيواء، والثالثة ضمن المحافظة.
وحول عدد مراكز الإيواء الموجودة في محافظة ريف دمشق وتوزعها الجغرافي أكد المحمود انه تم تجهيز 3 مراكز إيواء مجهزة بكافة المستلزمات من بنية تحتية وماء وكهرباء ، وهي مركز (مركز الحرجلة) ويوجد فيه آلاف الشقق السكنية وقد تم إدخال العديد من العائلات إليه، وتقوم المنظمات والهيئات المحلية والمحافظة بتقديم الرعاية اللازمة لهم وتقديم كافة مستلزماتهم واحتياجاتهم، وهناك (مركز الدوير) وهو مجهز بالكامل ويستوعب ما يقارب الـ 5000 شخص، إضافة إلى (مركز التنمية الريفية) في يبرود وهو أيضا مجهز بالكامل ويستوعب ما بين 500 إلى 1000 شخص.
وفيما يتعلق بتجهيز مراكز إيواء جديدة بمحافظة ريف دمشق في ظل المستجدات الأخيرة في لبنان، أوضح نائب رئيس المكتب التنفيذي في محافظة ريف دمشق بأنه لا نية للمحافظة بتجهيز مراكز إيواء جديدة لأن المراكز الموجودة بالمحافظة كافية لاستقبال آلاف الأسر، مشيراً إلى أنه تم مؤخراً تقديم ما يقارب الـ 200 شقة سكنية مقدمة من المجتمع الأهلي في معربا إلى الوافدين، لافتاً إلى أن هناك الكثير من المناطق في ريف دمشق مستعدة لاستقبال الوافدين، ومؤكداً أن المجتمع الأهلي بمحافظة ريف دمشق صاحب النخوة والشهامة والمروءة قام باستقبال بعض الوافدين اللبنانيين في بيوتهم وقدم لهم الكثير من مستلزماتهم.
وبالنسبة للتعاون ما بين محافظة ريف دمشق وبين الفعاليات الاقتصادية والمجتمع الأهلي والمبادرات المحلية والمنظمات الدولية أشار المحمود لموقع لأجلك سورية الإخباري إلى أن غرفة الصناعة وغرفة التجارة، وبعض أصحاب الأيادي البيضاء والخيرين، إضافة إلى الجمعيات الخيرية الموجودة على جغرافية محافظة دمشق وريفها تعمل بكل طاقتها وتقدم يد العون للوافدين، لافتاً إلى أن هناك العديد من المنظمات الدولية التي قدمت الدعم اللازم للوافدين من لبنان الى سورية، مشيراً إلى أن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قامت بتقديم الكثير من المواد الغذائية والحرامات وغيرها من مستلزمات المطبخ، كما قدم فرع الهلال الأحمر العربي السوري 4 سيارات إسعاف وعيادتين متنقلتين مع طاقم طبي مختص لهذه الغاية، وبدورها قدمت مديرية الصحة 3 سيارات إسعاف موجودة على المعبر وعيادة متنقلة مع طاقم طبي كامل، ويتم نقل الحالات الحرجة مثل الولادة أو الأمراض المستعصية إلى أقرب مشفى في مدينة دمشق، ولفت المحمود إلى أن جمعية تنظيم الأسرة بريف دمشق قدمت عيادة متنقلة مع طاقمها الطبي في المعبر، ومؤسسة الشباب الخيرية قدمت سيارة إسعاف متنقلة والمجتمع المحلي يوميا يقدم وجبات غذائية يتم توزيعها على الوافدين في المراكز الحدودية.
“م. حسن : تم استقبال عشرات الآلاف من الوافدين اللبنانيين عبر معبر العريضة الحدودي بطرطوس”
وفي طرطوس اتخذت المحافظة بالتعاون مع الجهات المعنية والمجتمع المحلي العديد من الإجراءات لاستقبال الوافدين من لبنان إلى سورية، وفي تصريح لموقع لأجلك سورية الإخباري أكد المهندس حسان نديم حسن أمين عام محافظة طرطوس أنه تنفيذاً لتوجيهات قائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد بأن يكون العنوان الأساسي لهذه الأيام وهذه الساعات، هو كيف يمكننا الوقوف في هذه الأيام مع أشقاءنا في لبنان في جميع المجالات والقطاعات دون استثناء أو تردد، تم وضع خطة تدخل استجابة سريعة وطارئة لاستقبال الأخوة اللبنانيين الوافدين بسبب العدوان الغاشم الذي يشنه الكيان الإسرائيلي على القطر اللبناني الشقيق، وبداية تم تشكيل لجنة مركزية برئاسة محافظ طرطوس فراس أحمد الحامد مهمتها متابعة شؤون الأخوة اللبنانيين الوافدين نتيجة هذا العدوان وتأمين كافة متطلباتهم الاغاثية بالتنسيق مع الجهات المعنية، بالتوازي- والكلام للمهندس حسن- تم تشكيل لجان فرعية على مستوى جميع المناطق بالمحافظة تعمل بالتنسيق مع اللجنة المركزية لتأمين متطلباتهم الاغاثية من سكن واستضافة ومراكز إيواء وإطعام وإنارة ورعاية صحية بشكل لائق ومجاني بالتنسيق مع اللجنة المركزية، كما تم تشكيل غرفة عمليات في محافظة طرطوس لتنسيق الجهود الاغاثية والتبرعات من المجتمع الأهلي.
وأضاف أمين عام محافظة طرطوس أنه ومن خلال معبر العريضة الحدودي وهو المعبر الوحيد في المحافظة، تم استقبال الآلاف من الوافدين من الإخوة اللبنانيين، ومن السوريين العائدين إلى وطنهم، لافتاً إلى أنه تم استضافة عدد من الوافدين اللبنانيين في مراكز الاستضافة التي خصصت لهذه الغاية والباقي تم استضافتهم من قبل المجتمع المحلي عند الأهل والأقارب والأصدقاء.
وعن آليات التعاون ما بين محافظة طرطوس والجهات المعنية الأخرى أكد المهندس حسن أنه في اليوم الأول منذ دخول الوافدين اللبنانيين إلى سورية تم عقد اجتماعات مع جميع الجمعيات المعنية لتقديم كل الدعم الممكن لاستقبال الأخوة والأشقاء اللبنانيين وفق مصفوفة أُعدت لهذه الغاية، ويتم تحديثها يومياً وتقسم إلى قسمين مصفوفة استجابة ومصفوفة خدمات صحية، بالنسبة لمصفوفة الاستجابة فقد قامت جميع الجمعيات وعلى رأسها الهلال الأحمر العربي السوري بتقديم عدد كبير من الخدمات الصحية والسلل الغذائية بالإضافة إلى الكراسي والحرامات ووجبات غذائية وكل ما يلزم العجزة والأطفال، هذا بالإضافة إلى مساهمة المجتمع المحلي الذي قدم للإخوة اللبنانيين وبشكل يومي مواد غذائية وصحية وبأعداد كبيرة تغطي كافة الوافدين، مشيراً إلى أن جميع الوحدات الإدارية على مستوى محافظة طرطوس تشارك بهذا العمل الإنساني من خلال تأمين استضافة لدى مجموعة من البلديات الممتدة على مساحة المحافظة.
“ناعسة: بسهولة ويسر تتم تسوية أوضاع السوريين القادمين من لبنان”
بدورها قدمت محافظة حمص العديد من الإجراءات والتسهيلات للوافدين اللبنانيين والسوريين القادمين من لبنان إلى سورية، وللوقوف على هذه الإجراءات التقى موقع لأجلك سورية الإخباري مع عدنان ناعسة أمين سر لجنة الإغاثة الفرعية بحمص الذي أكد أنه ومنذ اللحظات الأولى لقدوم الوافدين من القطر اللبناني الشقيق اتخذت المحافظة مجموعة من الإجراءات، ووجه محافظ حمص المهندس نمير مخلوف في بدايتها بعقد اجتماعات مكثفة على مدار الساعة للجنة الفرعية للإغاثة، واعتبارها بحالة انعقاد دائم لمواجهة كافة التحديات والاحتياجات اللازمة للعمليات الإنسانية، مشيراً إلى أن الاستجابة الإنسانية في محافظة حمص تركزت على عدة محاور أولها كان الاستقبال على المعابر الحدودية الثلاثة التابعة لحمص وهي معبر جوسيه ومعبر الدبوسية ومعبر جسر قمار، وقد تم تقديم كافة الخدمات والمساعدات الإنسانية للوافدين حيث تم تقديم 10 سيارات إسعاف وعيادات متنقلة موجودة على المعابر مقدمة من الهلال الأحمر العربي السوري ومن مديرية صحة حمص ، إضافة إلى بعض الجمعيات الخيرية التي تعنى بالشأن الصحي .
وأضاف ناعسة.. أما المحور الثاني هو موضوع الإيواء، ولأن المجتمع الأهلي بحمص كما كان دائماً مبادراً وسباقاً لعمل الخير، تم استقبال آلاف العائلات اللبنانية في بيوت أقاربهم أو في بيوت تم التبرع بها من قبل المجتمع الأهلي، لافتا إلى أنه يوجد في حمص مركزين للإيواء مأهولين، هما مركز كنيسة السيدة العذراء ومركز دير مار إلياس في منطقة ربلة الحدودية ويضمان 71 عائلة حتى الآن.
وبالنسبة للسوريين القادمين من لبنان والذين هم بحاجة إلى تسوية أوضاعهم، أوضح أمين سر لجنة الإغاثة الفرعية بحمص لموقع لأجلك سورية الإخباري، أنه في هذه الحالات تتم معالجة أمورهم على المعابر الحدودية من قبل الأجهزة المختصة، لافتاً إلى أن ما شوهد على المعابر يشير إلى أن أمورهم كانت تتم بكل سهولة ويسر، ويعزى ذلك إلى مرسوم العفو الأخير الذي أصدره السيد الرئيس بشار الأسد والذي أعطى مرونة أكثر للقائمين على موضوع التسوية، لذلك لاحظنا ارتفاع ملحوظ بإعداد الأخوة السوريين العائدين عبر المعابر، وقد تجاوز عددهم أعداد اللبنانيين، وذلك بسبب الإجراءات الحكومية والتسهيلات التي تتم على الحدود، لافتا إلى أن الأمانة السورية للتنمية عملت أيضا على تقديم الاستشارات القانونية للوافدين اللبنانيين والسوريين.
“د. الطرابيشي: أكثر من ١٥ ألف خدمة صحية تم تقديمها للوافدين السوريين واللبنانيين”
أيضا القطاع الصحي كان حاضراً وبقوة في هذه الاستجابة، فقد قدمت وزارة الصحة العديد من الخدمات الصحية للعائدين السوريين والوافدين اللبنانيين، وأكدت الدكتورة رزان الطرابيشي مديرة الرعاية الصحية الأولية بوزارة الصحة لموقع لأجلك سورية الإخباري أن الوزارة وجهت كل مديرياتها بضرورة توفير الخدمات الصحية للوافدين السوريين واللبنانيين، حيث يستقر قسم كبير منهم لدى ذويهم وأقاربهم وعدد قليل منهم في مراكز الإيواء، مشيرة إلى أنه قد تم تقديم أكثر من ١٥ ألف خدمة على المعابر، وألفي خدمة في مراكز الاستضافة، بينها ٤١٣ حالة اسعافية سواء في المعابر أو مراكز الاستضافة.
وحول الخدمات الصحية المقدمة للوافدين من لبنان، أوضحت الدكتورة الطرابيشي أن الخدمات الصحية كانت شاملة، منها الرعاية الصحية الأولية، الخدمات الاسعافية، الصحة الإنجابية وخدمات صحية نفسية، فحص الأطفال والكبار، مشيرة إلى وجود مجموعة من الحالات الجراحية نقلت إلى المشافي المختصة بها، حيث تم تحديد الحالات بالتعاون مع منظومة الإسعاف الموجودة في المعابر، ومن هذه الحالات حالتي ولادة الأولى في سيارة إسعاف تم تقديم كافة الخدمات الطبية للأم والطفل بما فيها اللقاح قبل وصولهم للمشفى، والثانية داخل مركز صحي في جديدة يابوس وأيضا قدمت لها كل الخدمات الطبية الضرورية.
ونوهت مديرة الرعاية الصحية الأولية بوزارة الصحة إلى الاجتماع الذي عقده وزير الصحة الدكتور أحمد الضميرية مع المعنيين لتأمين كافة الأدوية سواء اسعافية أو باردة، مشيرة إلى وجود احتياطي من الأدوية نسبته ٢٥%، ولافتة إلى أن الأدوية غير المتوفرة تم تأمينها بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية.
“جلب: تأمين كافة الاحتياجات للوافدين السوريين واللبنانيين”
وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل كانت أيضاً من الجهات العامة التي عملت على تأمين الخدمات للوافدين حيث أشارت مديرة الشؤون الاجتماعية بطرطوس ولادة جلب لموقع لأجلك سورية الإخباري إلى الاجتماع الذي عقدته وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتورة سمر السباعي لوضع خطة عاجلة لاستقبال الوافدين من لبنان سوريين كانوا أم لبنانيين، ولفتت إلى أنه تم افتتاح ٣ مراكز إيواء، مجهزة بكافة الخدمات والمواد والإغاثية وغير الإغاثية، وتم التوجيه للمديريات لتكون جاهزة على مدار الساعة لاستقبال الوافدين، موضحة أن عدد المقيمين في المركز ٣٦٣ حالة، فيما توجه الباقي إلى بيوت ذويهم وأقاربهم وتم استئجار منازل لعدد منهم.
وأكدت مديرة الشؤون الاجتماعية بطرطوس أن تقديم الخدمات بدأ منذ وصول الوافدين إلى معبر العريضة، حيث تولت المنظمات غير الحكومية تقديم هذه الخدمات وهي عبارة عن خدمات صحية اسعافية ودعم نفسي اسعافي وتم نقلهم إلى مراكز الاستضافة وتأمين كل احتياجاتهم، مشيرة إلى أن كل الموجودين في مراكز الاستضافة خدماتهم مؤمنة، ومحافظة طرطوس مستعدة لافتتاح مراكز استضافة جديدة عند الحاجة.
إذن .. منذ بدء توافد الإخوة اللبنانيين والسوريين إلى سورية بسبب العدوان الإسرائيلي على القطر اللبناني الشقيق وحتى إعداد هذا التحقيق لاتزال الجهات المعنية والمنظمات الدولية والمجتمع الأهلي يعملون على تقديم يد العون للوافدين وتأمين كل حاجياتهم ومستلزماتهم ، وكلهم أمل بأن تنحسر هذه الموجة العاتية ويعود السلام إلى لبنان الحبيب.