الصحافة مهنة المتاعب.. فما دور اتحاد الصحفيين في تخفيفها؟ وماذا عن قانون الإعلام الجديد؟
لأجلك سورية- منار إسماعيل
عندما تقول “مهنة المتاعب” الكل يعرف أنك تتحدث عن مهنة الصحافة والإعلام سواء المرئي أو المسموع أو المكتوب، حيث يعاني الصحفي أينما عمل كغيره من فئات المجتمع من ظروف صعبة في العمل وفي الحياة اليومية، وبما أن لكل مهنة في سورية تأطير نقابي كان هناك اتحاد الصحفيين التنظيم الخاص بمن يعمل بهذه المهنة.. ولكن الأسئلة تطرح حول إن كان كل الصحافيين منتسبون للاتحاد؟ وهل المنتسبون راضون عن عمله؟ ماذا يقدم اتحاد الصحفيين لمنتسبيه؟ وما دوره في قانون الإعلام الجديد؟
موقع لأجلك سورية الإخباري أجرى استطلاعاً مع عدد من الصحفيين المنتسبين للاتحاد حيث أكد الصحفي سعد الله خليل أن انتسابه لاتحاد الصحفيين قيمة مضافة، لافتاً إلى أن الاتحاد يسعى للحد من الفوضى في العمل الصحفي ووجود العديد من مدعي الصحافة على وسائل التواصل الاجتماعي، متمنياً أن يعطى إمكانيات مادية أكبر.
وعن هموم الصحفيين قال خليل: الهموم المهنية عديدة بدءاً من ضعف الامكانيات الفنية والقدرات التدريبية وضعف المعدات، إضافةً لغياب إمكانيات التطوير المهني، أما مادياً فتتجسد بانخفاض دخل الصحفي وضعف إمكانياته لمواكبة التطور الإعلامي، ويعاني الصحفيون من غياب دورهم الفعال في المجتمع كعين ناقدة، وتحولهم إلى ناقل للخبر وليس صانع له، مشيراً إلى أنه لا يوجد حماية للصحفيين أو قانون واضح يحمي عملهم أمام القضاء.
بدورها أكدت الصحفية فائزة داوود أن انتسابها للاتحاد أمّن لها الحماية القانونية، وضمن لها الاستفادة من الدورات التي يقيمها الاتحاد بشكل دائم ومنها السلامة المهنية والصحافة الاستقصائية وغيرها، معربةً عن رضاها إلى حد ما عن عمل الاتحاد.
وعن هموم الصحفيين أكدت داوود أنها كثيرة فالعمل الصحفي مهنة خطيرة خصوصاً في التغطية أثناء الحرب والكوارث الطبيعية، مطالبة بتوفير الدعم المادي للصحفيين وعدم التعامل معهم على أنهم موظفون إداريون وتوحيد الاستكتاب في جميع المحافظات، وضمان حياة كريمة لهم لكي لا يضطروا للعمل في مكان آخر في هذا الوضع الاقتصادي الصعب، كما طالبت بضرورة الاستفادة من المشاريع الاستثمارية التابعة للاتحاد ليستفيد منها المنتسبين أسوة بباقي الاتحادات والنقابات، ورفع تعويض طبيعة العمل.
الصحفي مالك الجاسم قال من جهته: إنه مثل أي صحفي انتسبت إلى اتحاد الصحفيين وهذا أمر طبيعي وحتى الآن لم يضف لي الانتساب أي شيء ملموس وبخاصة في محافظة دير الزور حيث لا زال الصحفيون لجنة تتبع لفرع حلب رغم المطالبات المتكررة بضرورة افتتاح فرع في دير الزور يضم محافظات دير الزور والرقة والحسكة ولكن هذا الأمر وحتى الآن لم يكتب له النجاح وكأي عضو في اتحاد الصحفيين أحمل بطاقة وهذه الميزة الوحيدة التي أحس بها بأني صحفي.
وأضاف الجاسم أن هموم الصحفيين وبخاصة في دير الزور كثيرة فلا يوجد أي مكتب للصحف الرسمية في المحافظة وجميعها دمرت بسبب الظروف التي مرت بها المحافظة إضافةً إلى أنه لا يوجد مقر للمركز الإذاعي والتلفزيوني في المحافظة ومحطة الإرسال خرجت عن الخدمة ولم يتم تأهيلها حتى الآن، إضافةً لغياب مقومات نجاح العمل من كاميرات وغيرها، ومن الصعوبات أيضاً بأن هناك كتاب من رئيس مجلس الوزراء بتسهيل عمل الصحفي والحصول على المعلومة ولكن على أرض الواقع هناك معاناة واضحة ويفرض الروتين دوره ومدير الدائرة أو الشركة لا يستطيع الإدلاء بأي تصريح إلا بعد التواصل مع الإدارة العامة أو الوزارة وغير ذلك، واليوم في ظل السوشال ميديا عمّت الفوضى وتساوى الصحفي مع كاتب البوست، متمنياً أن تكون هناك زيارة من قبل وزير الإعلام ورئيس اتحاد الصحفيين واللقاء مع الأسرة الإعلامية في المحافظة والاستماع منهم.
ولأن ليس كل الصحافيين منتسبون للاتحاد، أجرى موقع لأجلك سورية الإخباري استطلاعاً مع عدد منهم للوقوف على أسباب عدم الانتساب، وصعوبات العمل الصحفي، حيث أكد الصحفي بسام علي أن سبب عدم انتسابه للاتحاد هو ما سمعه عن الحسميات الكبيرة التي يتم اقتطاعها لصالح اتحاد الصحفيين، بالمقابل المردود أقل بالنسبة للمنتسبين، ولم يحقق الأهداف المرجوة منه، وعن هموم الصحفيين تتجسد بضرورة الخروج من عباءة الموظف إلى الصحفي، وكهموم مادية نتأثر بالمجتمع ولدينا هموم معيشية ويومية بشكل دائم.
من جهتها أكدت الصحفية ميرنا عجيب أنها لم تنتسب للاتحاد لأنها بدأت عملها من عمر الحرب على سورية، ولم تسمع عن دور كبير للاتحاد إن كان في حماية الصحفيين، الشيء الوحيد الذي يجري الحديث عنه الاقتطاع المالي الكبير من المنتسبين في وقت نعاني فيه من عبء مالي كبير وصعوبات مالية بسبب ظروف الحياة، متساءلة عن الفائدة التي سيقدمها لها اتحاد الصحفيين في عملها الميداني؟، متمنية أن يكون دور الاتحاد فاعل أكثر والنهوض بواقع الصحفيين في المرحلة المقبلة لأن الوضع الراهن تطلب ذلك.
“عبد النور: الاتحاد له العديد من المهام ويقدم خدمات عديدة للمنتسبين”
أكد رئيس اتحاد الصحفيين الأستاذ موسى عبد النور لموقع لأجلك سورية الإخباري أن الاتحاد هو التنظيم الوحيد الذي يضم من يعمل في هذه المهنة، ومسؤول عن الدفاع عن الصحفيين في حال تعرضهم للمساءلة القانونية، ويقدم دورات تأهيل للصحفيين، لافتاً إلى أن الاتحاد يضم ثلاثة صناديق: الأول صندوق تعاوني يقدم خدمات طبابة، عمليات، تحاليل، صور، إعانات زواج، ولادة، وهي مساعدات وليس تأمين كامل، والصندوق الثاني صندوق تقاعد يحصل من خلاله الصحفي على راتب تقاعدي، والثالث صندوق معونة الوفاة يقدم إعانة لذوي الصحفي بعد الوفاة.
وحول الانتساب للاتحاد أكد الأستاذ عبد النور أن كل إعلامي يمتهن الإعلام يحق له الانتساب للاتحاد ووفق شروط محددة: كأن يكون غير محكوم، صورة عن الشهادة، رأي المؤسسة التي يعمل بها، استمارة خاصة يمليها الإعلامي وفيها رأي فرع الاتحاد واللجنة المهنية المعنية، كاشفاً عن شرط جديد للقبول في الاتحاد ألا وهو المقابلة وتكون شفهية، وفيها جانب كتابي كأن يطلب من الصحفي كتابة خبر أو تقرير، مشدداً على أن كل خريجي الإعلام يحق لهم الانتساب للاتحاد سواء عملوا أم لا، إذا لم يعملوا ينتسبون بصفة مشارك، وإذا عملوا بصفة عضو متمرن ثم يكتسب صفة العضو عامل.
“عبد النور: لست راضياً عن المبالغ المقدمة للصحفيين ونسعى لزيادتها”
وأبدى رئيس اتحاد الصحفيين عدم رضاه عن الأرقام التي تقدم للصحفيين لاسيما الراتب التقاعدي الذي لا يتعدى سقفه الـ 37500 ليرة سورية ويعد من أدنى الرواتب التقاعدية التي تقدمها النقابات، لكنها تتعلق بالميزانيات، لافتاً إلى بذل الجهود لزيادتها من خلال الاستثمارات، وأشار إلى قرار مجلس الوزراء بالموافقة على أن تكون حصة اتحاد الصحفيين من الإعلانات من 2% إلى 4%، والتي ستصدر بصك تشريعي خلال الفترة القادمة، إضافةً لاستثمار مقر في ساحة القصور، وهذا سيساهم في رفع الرواتب التقاعدية للصحفيين بحيث تصل إلى 70 أو 80 ألف خلال الفترة القليلة القادمة، وكشف الأستاذ عبد النور عن مسعى لاستثمار منتجع في خان العسل تضرر من الإرهاب ويجري العمل على إعادة تأهيله وسيتم نقل ملكيته للاتحاد وعندما يتم ذلك سيكون هناك تحسن ملحوظ في رواتب المتقاعدين من الصحفيين.
وعن دور اتحاد الصحفيين في قانون الإعلام أكد الأستاذ عبد النور أن دور الاتحاد أساسي في جميع مراحل إعداد القانون، لافتاً إلى أن التسريبات التي ظهرت عن القانون لم تكن النسخة التي عرضت على لجنة الإعلام والاتصالات في مجلس الشعب، موضحاً أن النسخة المعروضة فيها حذف لبعض مواد القانون الحالي أو إعادة صياغتها بحيث تكون أفقدتها مضمونها، وطالب الاتحاد بالحفاظ على المواد الموجودة في القانون الحالي والإضافة عليها، لافتاً إلى أن الأهم أن تكون حرية الرأي والتعبير مصانة، ولا رقابة سابقة على الإعلام، كما يجب حماية مصادر المعلومات، وحق الصحفي في الحصول عليها، إضافةً لموضوع التدريب والتأهيل فيما يتعلق بمراكز التدريب وترخيصها.
وختم رئيس اتحاد الصحفيين الأستاذ موسى عبد النور أن الإعلامي معرف بقانون الاتحاد وقانون الإعلام بأنه كل من يمتهن الإعلام ويقوم بإعداد وتأليف لأخبار ونشرها عبر وسائل إعلام معتمدة ومرخصة في وزارة الإعلام، وتضمن القانون الجديد للإعلام تعديلاً بإضافة جملة للتعريف بأن يكون منتسباً لاتحاد الصحفيين أو وزارة الإعلام، وهذا من شأنه الحد ممن يدعون صفة الإعلامي ويتحدثون على وسائل التواصل الاجتماعي، مطالباً الحكومة بأن تتعامل مع الصحفيين كإعلاميين وليس كموظفين، وأن يكون هناك نظام خاص للمؤسسات الإعلامية يختلف عن النظام المتبع في المؤسسات الأخرى.
هموم الصحفيين منتسبين للاتحاد كانوا أم غير منتسبين واحدة، ولكن تبقى الآمال المعلقة عن قانون الإعلام الجديد الذي ينتظر أن يبصر النور قريباً بأن يلبي طموحات الإعلاميين، وأن يتمكن اتحاد الصحفيين أن يقوم بدور أكبر ويتمكن من تحسين واقع منتسبيه.