ألعاب القوى السورية.. الضامن يقود الانطلاقة الجديدة!
من كان يظن أنّ بضعة أشهر فقط تكفي لإحداث زلزال إيجابي في واحدة من أعرق الألعاب الفردية؟ اتحاد ألعاب القوى، بقيادة رئيسه محمد الضامن، فعلها بالفعل، وحوّل الجمود إلى حراك، والتحديات إلى إنجازات، ليعيد اللعبة إلى الواجهة بكل قوة.
منذ اللحظة الأولى لتسلمه مهامه، انطلق الضامن بخطة واضحة: تنظيم داخلي، بطولات محلية ناجحة، ثم دورتا تدريب وتحكيم رفعت مستوى الكوادر، لتكون النتيجة على الأرض مشاركة سورية مشرّفة في البطولة العربية الـ11 للناشئين والناشئات بتونس.
وهنا جاءت المفاجأة..
سورية التي اكتفت بتحضير محلي بسيط، وبعثة صغيرة العدد، خطفت الأضواء بأدائها، وفرضت حضورها بين كبار العرب، بينما دول أخرى تمتلك إمكانات ضخمة، وبنية تحتية متقدمة، ومعسكرات خارجية مطوّلة، خرجت من البطولة خالية الوفاض!
الرسالة كانت واضحة:
التخطيط، روح التحدي، واستثمار الموارد المتاحة.. أقوى من الأموال والمعسكرات الفاخرة.
الضامن لم يكتفِ بالنتائج الميدانية، بل رسم ملامح مستقبل اللعبة: مدرب عربي أو أجنبي متفرغ قريباً، رعاية أكبر للأبطال والبطلات، وأفق واسع لعودة سورية إلى منصات التتويج العربية والقارية، والأكثر من ذلك، طموح لاستضافة بطولة عربية في دمشق قريباً، مع شرط بسيط: إعادة تأهيل مضمار ملعب تشرين، الذي يشكل موقعاً مثالياً وسط العاصمة وقريباً من كل الخدمات التي تضمن نجاحاً تنظيمياً من الطراز الأول.
إنّ ما تحقق في فترة وجيزة يفتح الباب على مصراعيه لنهضة حقيقية، اتحاد ألعاب القوى اليوم لا يكتفي بالمشاركة، بل يطمح للريادة، ومع قيادة تملك الرؤية والإرادة مثل محمد الضامن، يبدو أنّ العدّ التنازلي قد بدأ لعودة ألعاب القوى السورية إلى الواجهة بقوة.
الملعب جاهز، الأبطال موجودون، والدعم حاضر… والبقية تأتي!
صفوان الهندي