الألعاب الالكترونية والمراهنات بين الربح السريع والخسارة الكارثية.. المغامرون هم الضحية؟

لأجلك سورية- منار اسماعيل
إذا كنت في جلسة مع الأصدقاء فأول سؤال يخطر لهم بعد الاطمئنان على صحتك هو هل جربت الألعاب الالكترونية؟ سيقول لك الأول: لقد ربحت مليون ليرة بها، والثاني يقول لك: أما أنا فخسرت مبالغ كبيرة ولم أربح إلا مرتين، ليجيب الثالث: الربح حظ في هذه الألعاب، وهنا تحتار هل تجرب هذه الألعاب وتربح كما يربح صديقك الأول أو تتجنبها كي لا تخسر كما حصل مع صديقك الثاني؟
موقع لأجلك سورية سيحاول أن يساعدك في اتخاذ القرار الصحيح بعيداً عن مغريات الربح وفوبيا الخسارة، فقد ازدادت مؤخراً الرغبة لدى عدد من المواطنين لتجربة هذه الألعاب التي تعتمد على الشحن بمبالغ مالية والمراهنة لتكون النتيجة إما الربح أو الخسارة، ونتيجة غياب قواعد واضحة يصبح المراهن ضحية خسائر متتالية لا يعرف أسبابها أو ربح مبالغ كبيرة لا يعرف كيف حصل عليها وهذا ما يدفعه لتكرار الشحن واللعب من جديد وبالتالي زيادة احتمالات الربح والخسارة.
“الألعاب الالكترونية هل هي “الطريق لحل الضائقة المالية؟
موقع لأجلك سورية الإخباري أجرى لقاء مع عدد من المواطنين حول هذه الظاهرة حيث تفاوتت الآراء بين مؤيد ومعارض لهذا النوع من الألعاب، فقد أكد السيد (علاء. أ) وهو طالب جامعي أن هذه الألعاب جيدة وتحقق ربح سريع فهو يلعبها لأنها تعينه على مصاريف الجامعة في ظل ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة، مشيراً إلى أنه يحاول ألا يجازف بمبالغ كبيرة كي لا تكون خسارته كارثية، في حين رأت (نور .ع) وهي ربة منزل أنها ضد ممارسة هذه الألعاب، فهي تعطي الربح لجذب المراهن ومن ثم تسحب رصيده كله في حال أدمن عليها، مشيرةً إلى أن أحد أقربائها اضطر لبيع منزله وسيارته بسبب ألعاب المراهنات، أما السيد (حسام. ر) وهو متطوع فهو يؤيد هذه الألعاب لأنها تحقق أرباحاً يصعب الحصول عليها بهذه السرعة من أي مصدر عمل آخر، إضافةً إلى أنها غير إلزامية من وجهة نظره، ويمكن ترك اللعبة في أي لحظة، مشيراً إلى أنه ربح مبالغ كبيرة بالملايين نتيجة هذه الألعاب، مع أنه خسر في بعض المرات ولم يحالفه الحظ.
وبعد أخذ هذه العينة من آراء المواطنين توجهنا لأخذ رأي علم النفس بهذه الظاهرة وآثارها النفسية والاجتماعية، والتقينا بالدكتور خالد حميدي الأخصائي في العلاج النفسي والسلوكي، حيث أكد أن القائمين على هذه الألعاب يفكرون باستثمار طويل الأمد ولا يفكرون بتحقيق الربح للمراهن أو للآثار السلبية التي قد يسببونها له، بل يعملون على استجرار النفس البشرية ويلعبون على وتر الحاجة، وقد يكون هناك بعض الأرباح لمرة أو مرتين، وعندما يراهن الشخص على مبالغ أكبر يصبح الأمر مرتبط عنده بالعادة، واصفاً الألعاب الالكترونية بأنها فخ مرتبط بشركات عالمية وباقتصاديات مخيفة.
“د. حميدي: لا إيجابيات للألعاب الالكترونية وآثارها النفسية “والاجتماعية كبيرة
ونفي الدكتور خالد حميدي الأخصائي في العلاج النفسي والسلوكي لموقع لأجلك سورية الإخباري وجود أي إيجابية لهذه الألعاب، لافتاً إلى أن بعض المراهنين يستدينون المال من أجل الاستمرار باللعب، وعندما يربح هؤلاء المراهنون يصبح اللعب لديهم عادة ويشجعون الآخرين على الانخراط بهذه الألعاب وهنا الطامة الكبرى، فبعض الألعاب تعتمد النظام الهرمي أو الشجري، بمعنى كلما كثر الأشخاص من طرف هذا الشخص يأخذ ربحية معينة، لافتاً إلى أن أسوء الآثار الاجتماعية التفكك الأسري وحصول حالات انفصال، كما تسبب هذه الألعاب الإجهاد العقلي والنفسي للمراهنين الذين يبقون لساعات طويلة أمام الشاشة الذكية مما يؤدي إلى تخريب الخلايا العقلية لديهم مشيراً إلى أن الوضع في سورية لا يزال تحت السيطرة حتى الآن.
موقع لأجلك سورية الإخباري تواصل مع إحدى الجهات المعنية بهذا الموضوع وأكدت أن هذه التطبيقات ذات مصدر خارجي، ويصعب التعامل معها باعتبارها تعمل عبر منصات تواصل اجتماعي يصعب الاستغناء عنها، وأوضحت المصادر أن مواقع التواصل الاجتماعي تعتبر سيف ذو حدين، فهي تقدم المحتوى المفيد للمواطن السوري وغيره من مستخدمي تطبيقات التواصل الاجتماعي، لكنها في الوقت ذاته تحتوي على محتوى هابط ولا يتوافق مع أعراف وتقاليد المجتمع السوري، مؤكدة دور الإعلام الفاعل في توعية المواطنين لعدم الانجرار خلف هذه التطبيقات.
قد تكون الألعاب الالكترونية وسيلة ربحٍ سريعة وقد يقنعوك بتجربتها إذا كنت في وضع اقتصادي صعب أو تحتاج لمبلغ نقدي كبير لعملية جراحية أو أي سبب آخر، وقد يكون كلامهم بريئاً ولكن بكل تأكيد عليك أن تفكر بأن الربح السريع يقابله خسائر أسرع، وما قد تحققه في ساعة قد تخسره بدقائق معدودة وتذكر بأن صحتك النفسية واستقرار حياتك الأسرية في خطر إذا قررت الإدمان على هذه الألعاب.



