لقاءات

أطفالنا تحت رحمة التكنولوجيا، كيف نستطيع إنقاذهم منها؟. 

موقع لأجلك سورية الإخباري- هيام طعمة.

بعد انتهاء العام الدراسي، وفي ظل انشغال الأبوين بالركض وراء لقمة العيش وتأمين متطلبات الحياة  الضرورية، لم يعد أمام الأطفال إلا التكنولوجيا كملاذ وحيد للتسلية وتمضية الوقت.. فما هي الآثار السلبية والايجابية للتكنولوجيا على الأطفال ؟..

وللوقوف على تأثير التكنولوجيا على الأطفال التقى موقع لأجلك سورية الإخباري مع خبيرة التنمية البشرية الدكتورة ولاء لحلح التي أكدت انه طالما أننا في عصر الانترنيت والتكنولوجيا فمن الطبيعي ان يكون لها تأثير على حياتنا بشكل عام وستؤثر حتماً على أطفالنا بشكل خاص، مشيرة الى ان تأثير التكنولوجيا على الأطفال قد يكون سلبياً وقد يكون إيجابياً بحسب طريقة استخدامها، فعلى الرغم من أن التكنولوجيا توفر العديد من الفوائد والفرص التعليمية، إلا أنها يمكن أن تؤثر أيضًا على النمو الاجتماعي والعاطفي للأطفال، وخصوصا انهم لا يمتلكون الوعي الكافي ليحسنوا التعامل مع هذه التقنية..

وعن الآثار السلبية للتكنولوجيا على الأطفال رأت الدكتورة لحلح  ان من أبرز هذه الآثار انعدام النشاط البدني للطفل وخصوصا أنه يقضي ساعات طويلة أمام شاشة الكمبيوتر او الموبايل أو الاي باد مما يقلل من وقته المخصص للنشاط البدني والحركي، ويمكن ان يؤدي ذلك إلى زيادة مخاطر السمنة وقلة اللياقة البدنية، وإضافة إلى ذلك تعتبر قلة التواصل الاجتماعي من الآثار السلبية للتكنولوجيا على الطفل فالاعتماد المفرط عليها يؤدي إلى صعوبة تواصل الطفل مع الآخرين وبهذه الحالة يفضل الطفل التواصل عبر الشبكات الاجتماعية أو اللعب على أجهزة الكمبيوتر بدلاً من التواصل المباشر مع الأصدقاء والعائلة، و بحسب خبيرة التنمية البشرية يمكن ان تؤثر التكنولوجيا أيضا على القدرة التركيزية للطفل فالاستخدام المفرط لها قد يؤدي إلى ضعف القدرة التركيزية والابداعية للطفل، وقد يكون من الصعب عليه التركيز في الدراسة والقيام بمهام أخرى بعيداً عن الأجهزة الإلكترونية.

وحول الآثار الإيجابية للتكنولوجيا على الأطفال أكدت خبيرة التنمية البشرية الدكتورة لحلح لموقع لأجلك سورية الإخباري أن استخدام الطفل للتكنولوجيا يساهم في تحسين التعلم والتطوير العقلي، ويمكن ايضا ان توفر فرصاً تعليمية مثيرة وتساعد الطفل على تحسين مهاراته العقلية والتفكير الإبداعي، من خلال تطبيقات التعلم والألعاب التعليمية، ويمكن للطفل ايضا تعلم المفاهيم المعقدة بطرق مشوقة وممتعة، وإضافة إلى ذلك تعمل التكنولوجيا على توسيع المعرفة والوصول إلى المعلومات:  فبإمكان الطفل الوصول إلى مصادر متنوعة من المعلومات والموارد عبر الإنترنت.. كما يمكنه استخدام الأجهزة الذكية للبحث عن معلومات وتعزيز معرفته في مجالات مختلفة… وايضا تعمل التكنولوجيا على تعزيز المهارات الاجتماعية والابتكار: فمن خلال الانترنيت يمكن  للطفل ان يتواصل مع اقاربه وأصدقاء ومشاركتهم بعض النشاطات او الالعاب التي تحفز العقل والذاكرة كلعبة الشطرنج مثلاً ..  ومن خلال الانترنيت يستطيع الطفل ان يشاهد الفيديوهات التعليمية التربوية التي تعزز قدراته الابداعية وتساعده على ابتكار واكتشاف معلومات جديدة ومفيدة .

وختاما التكنولوجيا سلاح ذو حدين .. لذلك ننصح ان يكون استخدامها للاطفال بساعات معينة وكأسلوب مكافأة وتحفيز من الاهل ..  وعند استخدام الاطفال للانترنيت والتكنولوجيا يجب ان يكون هناك مراقبة مستمرة من قبل الاهل ليتم توجيه الاطفال التوجيه الصحيح والمفيد الذي يهدف الى رفع قدراتهم العقلية والتعليمية.. والأهم من ذلك كله على الأهل أن يطوروا نشاطات أطفالهم عبر التسجيل في النوادي الرياضية أو تنمية مهاراتهم ومواهبهم عبر اتباع دورات خاصة بها، ونأمل أن تقوم الجهات المعنية والمجتمع الاهلي بتنظيم دورات بأجور رمزية لتنمية مهارات الأطفال خلال فصل الصيف..

وكل عطلة وأطفالنا بألف خير ..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى