محليات

ماهي حالات الرجوع عن عقد الهبة في القانون السوري؟.

لأجلك سورية – خاص

ورد إلى بريد موقع لأجلك سورية الإخباري وضمن زاوية الناس والقانون تساؤل من احد المواطنين حول إمكانية التراجع عن عقد الهبة، مشيراً إلى انه قام منذ فترة بمنح ابنه البيت الذي يسكنه بموجب عقد هبة، واستجدت أمور في حياته جعلته يرغب بالتراجع عن هذه الهبة، فهل يحق له ذلك بموجب القانون السوري؟..

للإجابة على هذا التساؤل التقى موقع  لأجلك سورية الإخباري  مع المحامي ملهم حسن قاسم  الذي أكد ان عقد الهبة وحسب القانون المدني السوري هو عقد بمقتضاه يقوم الواهب بالتنازل عن شيء يملكه لصالح شخص أخر دون عوض،  فإذا كان هذا الشيء منقولاً يمكن أن يتم بالتسليم أو بموجب ورقه بين الطرفين ، أما إذا كان عقار فيجب ان يتم بعقد رسمي.

 وعن الحالات التي يحق للواهب الرجوع فيها عن الهبة لفت المحامي قاسم إلى أن هناك العديد من الحالات التي يمكن خلالها التراجع عن الهبة، وبحسب الفقرة /1/ من المادة 468 من القانون المدني السوري يمكن الرجوع عن الهبة إذا قبل الموهوب له ذلك، وفي حال لم يقبل الموهوب له، يجوز للواهب وبموجب الفقرة /2/ أن يطلب من القضاء الترخيص له في الرجوع متى كان يستند في ذلك إلى عذر مقبول، ولم يوجد مانع من الرجوع ، موضحا أن المادة 469  نصت على أنه يعتبر بنوع خاص عذراً مقبولاً للرجوع في الهبة في الحالات التالية:

أ‌- أن يخل الموهوب له بما يجب عليه نحو الواهب، أو نحو أحد أقاربه، بحيث يكون هذا الإخلال جحوداً كبيراً من جانبه.

ب‌- أن يصبح الواهب عاجزاً عن أن يوفر لنفسه أسباب المعيشة، بما يتفق مع مكانته الاجتماعية، أو أن يصبح غير قادر على الوفاء بما يفرضه عليه القانون من النفقة على الغير.

ج- أن يرزق الواهب بعد الهبة ولداً يظل حياً إلى وقت الرجوع،  أو أن يكون للواهب ولد يظنه ميتاً وقت الهبة، ولكن اكتشف بانه حي يرزق..

وبموجب القانون هناك حالات عدة  يُرفض فيها طلب الرجوع في الهبة، ولفت  المحامي ملهم أن المشرِّع نص في المادة /470/ من القانون المدني على أنه يرفض طلب الرجوع في الهبة إذا وجد مانع من الموانع الآتية:

1 – إذا حصل للشيء الموهوب زيادة متَّصلة موجبة لزيادة قيمته، فإذا زال المانع عاد حق الرجوع.

2 – إذا مات أحد طرفي عقد الهبة.

3 – إذا تصرَّف الموهوب له في الشيء الموهوب تصرُّفاً نهائياً، فإذا اقتصر التصرُّف على بعض الموهوب جاز للواهب أن يرجع في الباقي.

4 – إذا كانت الهبة من أحد الزوجين للآخر، و لو أراد الواهب الرجوع بعد انقضاء الزوجية.

5 – إذا كانت الهبة لذي رحم محرم.

6 – إذا هلك الشيء الموهوب في يد الموهوب له، سواء كان الهلاك بفعله أم بحادث أجنبي لا يد له فيه أم بسبب الاستعمال، فإذا لم يهلك إلا بعض الشيء جاز الرجوع في الباقي.

7 – إذا قدم الموهوب له بدلا من الهبة.

8 – إذا كانت الهبة صدقة أو عملا من أعمال البر.

بالنسبة للهدايا والهبات التي يتم تبادلها خلال فترة الخطوبة، أكد المحامي قاسم ان قانون الأحوال الشخصية السوري قد نظم هذه الحالات بشكل مفصل، حيث  نصَّ في المادة /2/ منه على أنَّ الخطبة والوعد بالزواج وقراءة الفاتحة وقبض المهر وقبول الهدية، لا تكون زواجاً، وأعطى لكلٍّ من الطرفين الحق في العدول عن الخطبة دون شروط- مادة /3/.

وفيما يتعلق بالمهر والهدايا، فقد نصَّ على ما يلي:

1 – إذا دفع الخاطب المهر نقداً واشترت المرأة به جهازها, ثم عدل الخاطب, فللمرأة الخيار بين إعادة مثل النقد أو تسليم الجهاز.

2 – إذا عدلت المرأة فعليها إعادة مثل المهر أو قيمته.

3 – تجري على الهدايا أحكام الهبة.

بالمجمل ومما تقدَّم آنفاً يمكن القول أنَّ عقد الهبة يحتلُّ مكان الصدارة بين سائر العقود، لما يتجلَّى فيه من نزعات إنسانية، والقانون السوري سدَّ كلَّ الثغرات التي يمكن أن تنشأ عن هذا العقد حفاظاً على حقوق الواهب والموهوب له.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى