تحقيقات

بعد مرور سبع سنوات على تحرير دير الزور، كيف أصبح الواقع الخدمي فيها؟

لأجلك سورية- منار إسماعيل

في الخامس من شهر أيلول الجاري طوت مدينة دير الزور السنة السابعة من ذكرى تحريرها من رجس الإرهاب، بعد حصارها من قبل الإرهابيين على مدى أكثر من ١٠٠٠ يوم، والأضرار الكبيرة والدمار الواسع الذي تركته خلفها المجموعات الإرهابية، ليكون العبء ثقيلاً على الدولة ومؤسساتها لإعادة الحياة إلى هذه المدينة.

“م.قطان: مصفوفة عمل للتعافي بعد تحرير دير الزور والأولوية للزراعة”

للوقوف على ما تم إنجازه على الصعيد الخدمي بمحافظة دير الزور، والمشاريع التي يجري العمل عليها في المرحلة المقبلة، تواصل موقع لأجلك سورية الإخباري مع بعض الجهات المعنية في  المحافظة، والبداية كانت مع المهندس معتز قطان محافظ دير الزور (سابقا) وزير الموارد المائية في الحكومة الجديدة الذي أكد أن الوضع الخدمي كان كارثياً عند التحرير، دمار هائل في البنى التحتية، والأبنية والممتلكات والمرافق الخدمية والمقرات الحكومية، شبكات المياه، الكهرباء، الصرف الصحي، مشافي، أفران، حتى مشاريع الري الحكومية تعرضت للتخريب، مضيفاً أنه بعد التحرير قامت كل وزارة من الوزارات المعنية بالتحرك عبر مديرياتها الفرعية الموجودة في المحافظة إلى المناطق المحررة ووضع خطة إسعافية تتضمن إزالة الركام، وفتح الشوارع، ومسح الأضرار، ووضع خطة أولية للتعافي في المحافظة.

وأشار المهندس قطان إلى زيارة الوفد الحكومي إلى دير الزور في عام 2018 للمحافظة والتي نتج عنها اعتماد مصفوفة عمل ومجموعة من المشاريع والبدء بتنفيذها، وكانت الأولوية للقطاع الزراعي حيث كانت هناك مساحات كبيرة من الأراضي المستصلحة التي ترويها الحكومة موزعة على 3 قطاعات: القطاع الثالث مساحته 15 ألف هكتاراً، القطاع الخامس مساحته 5 آلاف هكتاراً، القطاع السابع 10 آلاف هكتاراً، إضافةً لقطاع الوفاء الذي وضع منذ 3 أشهر في الخدمة ومساحته 1320 هكتاراً، لافتاً إلى أنه تم العمل على تشغيل محطات الضخ وأقنية الري والصرف الصحي وشبكة الطرق لتخديم هذه القطاعات وإيصال المياه إليها، كما أمنت الحكومة كافة مستلزمات الإنتاج الزراعي وتم زراعة وحصاد وتسويق 50475 طناً من القمح انتهى استلامهم الأسبوع الماضي، منوهاً بوضع 12 مركز اتصالات بالخدمة وأصبحت 90% من أراضي المحافظة مغطاة بخدمات الاتصالات.

“م.الفهد: إعادة التغذية الكهربائية للعديد من أحياء وقرى دير الزور ومشاريع جديدة تلوح في الأُفق”

وفي مجال الكهرباء أكد مدير عام شركة كهرباء دير الزور المهندس خالد الفهد لموقع لأجلك سورية الإخباري أن عدد مراكز التحويل التي دخلت الخدمة منذ أيار عام 2018 وحتى اليوم (939) مركز باستطاعات مختلفة، كما بلغ طول خطوط التوتر المتوسطة (385.6) كم، فيما بلغ طول خطوط التوتر المنخفض (357.3) كم، إضافةً إلى تشغيل خمس محطات توليد 66/20 ك ف هي: (التيم، الطلائع، الإذاعة، الميادين، الميادين، الجلاء)، وافتتحت الشركة أقسام الكهرباء في الميادين والعشارة والبوكمال، كما افتتح عدة مراكز خدمة وطوارئ في الخط العربي (التبني، معدان، الشميطية)، وفي الخط الشرقي (موحسن، البوليل) ومركز حطلة والحسينية (عبر النهر)، إضافةً إلى إحداث مركز خدمة وطوارئ وتنسيق رئيسي في مقر الشركة يعمل على خدمة المواطنين على مدار 24 ساعة.

وأشار المهندس الفهد إلى إنشاء خطوط توتر متوسط جديدة في حي الموظفين2،  وأنارة الشركة قرى الخط الشرقي (صبيخان، ذبلان، تشرين، الغربية، الدوير) بمعدل 10 محولات مع خطوطها، وأنارة قرى الخط الغربي (معنان عتيق، مسطاحة التبني، القصبي، أبو شهري)، واستكملت إنارة حي حطلة (دوار الحلبية- المركز)، ويتم حالياً العمل على تغذية حويجة كاطع، إلى ذلك أوصلت شركة كهرباء دير الزور التغذية الكهربائية إلى كل من حويجة صكر، الحويجة الشرقية، حي المطار، حي الحميدية، شارع سينما فؤاد، الجبيلة، المنطقة الصناعية، مكاتب الدور، حي الحويقة (الشرقية- الغربية)، وإعادة تأهيل مبنى الشركة الكائن في حي الجبيلة وعودة العاملين إليه.

أما بالنسبة للمشاريع التي تعمل شركة كهرباء دير الزور على تحقيقها في المدى المنظور، أكد مدير عام شركة كهرباء دير الزور أنه سيتم العمل على إعادة تأهيل المحطة المغلقة (66/20) ك ف الكائنة في مقر الشركة بمحولة ذات استطاعة (20) م ف أ، وإعادة تأهيل محطة تحويل البوكمال (66/20) ك ف باستطاعة (20) م ف أ، فيما سيتم العمل على استكمال إنارة أحياء (الشيخ ياسين، الحويقة، الرشدية، المطار القديم) في مركز المدينة.

“م.الحسين: إعادة جميع محطات المياه للخدمة والعمل جار على تأهيل شبكات الصرف الصحي”

وفيما يتعلق بالمياه، أكد مدير عام مؤسسة مياه دير الزور المهندس لورانس الحسين لموقع لأجلك سورية الإخباري أن 72 محطة ضخ تعرضت للتخريب من أصل 73، والوحيدة التي بقيت تعمل كانت مركزية في قلب دير الزور لأنها لم تخرج عن السيطرة، وبلغت نسبة التخريب 90% ما بين شبكات مياه ومحطات، مشيراً إلى أن المحطات الـ 72 عادت جميعها للخدمة، وإصلاح 80% من شبكات المياه، وما زال هناك بعض المشاكل في بعض القرى فيما يتعلق بالتعديات وعدم وصول المياه وتعمل المؤسسة على معالجتها.

وأكد المهندس الحسين أن منتصف عام 2023 وحتى  منتصف 2024 كان عام الطاقة الشمسية، حيث أصبحت 18 محطة تعمل بالطاقة الشمسية، و5 محطات قيد التأهيل، و6 محطات قيد الدراسة، لافتاً إلى أن ملف الصرف الصحي تعمل عليه المؤسسة منذ عام 2023 وكانت تعاني الشبكات من انسدادات وفواقد في مناطق كثيرة، وتكاد تكون نسبة تعطل هذه الشبكات تفوق 70%، وتم القيام بخطوات هامة لمعالجتها، وسيكون العام القادم عام الصرف الصحي، كما سيتم العمل على تأهيل محطة باسل الأسد.

“الحيجي: عدد الطلاب هذا العام 166 ألف طالب بعد أن كانوا 32 ألف بعد تحرير دير الزور”

الواقع التربوي في محافظة دير الزور تعرض أيضا لأضرار جسيمة بسبب  الإرهاب، فقد أكد مدير تربية دير الزور سهيل الحيجي لموقع لأجلك سورية الإخباري تعرض المدارس لدمار هائل بفعل المجموعات المسلحة، فقبل الحرب كان عدد المدارس في المحافظة 1471، وبعد التحرير وفك الحصار افتتح منها 254 مدرسة، 47 مدرسة ضمن المدينة، و207 ضمن المجمعات التربوية، لافتاً إلى أن عدد المدارس التي تم تأهيلها منذ تحرير دير الزور وحتى اليوم 296 مدرسة من أصل 630 مدرسة ضمن المناطق المحررة، وعدد المدارس التي تم ترميمها 236 مدرسة، فيما بقيت 841 مدرسة خارج السيطرة. وهذا العام افتتحت 5 مدارس لتخفيف الضغط على المدارس الأخرى.

وكشف الحيجي أن عدد الطلاب عشية التحرير بلغ 32 ألف طالب، فيما التحق هذا العام أكثر من 166 ألف طالب بالمدارس، مشيراً إلى أن عدد العاملين في القطاع التربوي قبل الحرب كان 34 ألف، عند التحرير كانوا 6000، واليوم 10 آلاف عامل، وهذا يعني نقص كبير في الكادر التدريسي.

وحول منهاج الفئة ب أكد مدير تربية دير الزور  أنه بعد التحرير أطلقت وزارة التربية حملات توعية للأهالي لإرسال أبنائهم إلى المدارس حملت شعار “قوتي بتعليمي” بالتعاون مع المنظمات الدولي، وأطلقت منهاج الفئة ب لتعويض الفاقد التعليمي للمنقطعين عن المدرسة خلال الحرب، حيث تضمن المنهاج 4 مستويات كل مستوى يغطي صفين، يخضع الطالب في البداية لاختبار تحديد مستوى، ثم يلتحق بالمستوى المناسب، وعندما ينجح ينتقل إلى المستوى التالي في الفئة ب، لافتاً إلى ان عدد طلاب الفئة ب بعد التحرير كان 37 ألف بدأ ينخفض كل عام نتيجة انتقال الطلاب لمنهاج الفئة أ (الطلاب العاديين)، كما قامت الوزارة بالتعاون مع المنظمات الدولية بتوفير بيئة آمنة للعودة للمدارس، وقسائم الكترونية بالتنسيق مع منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، إضافةً لتوزيع قرطاسية وحقائب للطلاب، وقامت وزارة التربية بتنظيم ورشات تدريبية لمعلمي الفئة ب وتعليمهم طرائق التدريس الحديثة.

 “د.حيزة: العمل على إدخال مشفى التوليد والأطفال ومبنى العيادات الشاملة الخدمة قبل نهاية العام”

آخر محطات موقع لأجلك سورية الإخباري للإحاطة بواقع مدينة دير الزور منذ التحرير وحتى اليوم كان الجانب الصحي، حيث أكد مدير صحة دير الزور الدكتور مأمون حيزة تعرض 80% من المؤسسات الصحية للتخريب والدمار جزئياً أو كلياً، قبل الحرب كان في دير الزور 7 مشافي حكومية، وبعد التحرير كان هناك مشفى واحد في الخدمة هو مشفى الأسد، والباقي تعرض للتخريب، وأصبح الضغط كله على هذا المشفى، الأمر ذاته في الميادين، حيث تعرض المشفى الوطني للتخريب بشكلٍ شبه كامل، وكذلك مشفى الباسل في البوكمال، أما بالنسبة للمراكز الصحية كان عددها قبل الحرب 115 قبل الحرب، تعرض أكثر من 70 مركز صحي للتخريب.

وحول عمليات التأهيل، أوضح مدير صحة دير الزور  أن المديرية بدأت بالأهم ألا وهو المشافي، حيث أنجزت ثلاثة أبنية في مشفى التوليد والأطفال بالرشدية وتجهيزه بكل المستلزمات الطبية على أن يدخل الخدمة قبل نهاية العام، كما تم تأهيل مركز العيادات الشاملة في مركز الحميدية كمشفى للداخلية والقلبية وتم تجهيزه بكافة المستلزمات على أن يدخل الخدمة قبل نهاية العام أيضاً، بهدف تخفيف الضغط على مشفى الأسد، مشيراً إلى النواقص التي يعاني منها القطاع الصحي، فبعد التحرير بلغ عدد الأطباء 10، ارتفع العدد اليوم نتيجة الدعم الحكومي إلى 50 طبيباً أخصائياً و125 طبيباً مقيماً بكل الاختصاصات. 

في الختام.. جهود كبيرة بذلتها الجهات المعنية لإعادة الحياة إلى محافظة دير الزور بعد تحريرها من رجس الإرهاب، ولا تزال الجهود متواصلة للقيام بالمزيد من المشاريع للارتقاء بالواقع الخدمي ليكون عند طموحات الأهالي الذين هم شركاء في النصر وشركاء في الإنجاز.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى