كيف تؤثر الطبيعة على طاقة الإنسان؟
لأجلك سورية – خاص
تعتبر الطبيعة واحدة من أهم العناصر التي تؤثر في طاقة المكان، وتلعب دوراً محورياً في تعزيز الصحة النفسية والجسدية للإنسان، فالتفاعل مع البيئة الطبيعية لا يقتصر فقط على تأمل المناظر الجميلة والاستمتاع بها، بل يمتد ليشمل تأثيرات عميقة على الحالة النفسية والطاقة المحيطة.
لمعرفة كيف تؤثر الطبيعة على طاقة الإنسان التقى موقع لأجلك سورية الإخباري مع المدرب الدولي بعلم الطاقة الدكتور سمير هادي الذي أكد أن العناصر الطبيعية تؤثر بشكل ايجابي على طاقة الإنسان، والدليل عندما نكون محاطين بالأشجار والأنهار والجبال، فإننا نشعر بالطاقة الإيجابية في المكان، وذلك لأن الألوان الطبيعية مثل الأخضر الناتج عن الأشجار، والأزرق الناتج عن السماء والماء، تعمل كعوامل مهدئة وتقلل من التوتر، وبالتالي فإن البيئات الطبيعية تجعل الأشخاص يشعرون بالراحة والاسترخاء، مما ينشط حواسهم ويحفزهم على الإبداع والإنتاجية.
وحول تأثير الطبيعة على الصحة النفسية أوضح الدكتور هادي إلى أن الأبحاث تشير إلى أن التواجد في الطبيعة يمكن أن يقلل من مستويات القلق والاكتئاب، فعندما نقضي بعض الوقت في أماكن طبيعية للتخفيف من الضغوط اليومية، نلاحظ تحسن مزاجنا وحالتنا الصحية العامة، لافتاً إلى انه إذا ترافق ذلك مع بعض النشاطات مثل المشي في الغابات أو الجلوس على شاطئ البحر، سوف تساهم في شحن الطاقة الإيجابية في النفس وتخفيف الطاقة السلبية التي قد نكتسبها من ممارسات الحياة اليومية؛ لذلك تعتبر المساحات الخضراء (مثل الحدائق والمنتزهات) أدوات فعالة لتعزيز طاقة المكان، ولهذا السبب أصبح وجود المساحات الخضراء جزءاً أساسياً من التخطيط الحضاري للعمران، فهي تعمل على تنقية الهواء وتبعث على الراحة الاسترخاء مما يدعم صحة المجتمع بشكل عام.
وعن العلاقة ما بين الفينغ شوي وبين الطبيعة أشار المدرب الدولي بعلم الطاقة لموقع لأجلك سورية الإخباري إلى أن فلسفة الفينغ شوي تشير إلى أهمية توزيع العناصر الطبيعية في المكان وكيفية تأثيرها على الطاقة، فالتأكيد على استخدام الألوان الطبيعية والتوزيع الجيد للمساحات الخضراء يمكن أن يسهم في خلق توازن وتناغم بالطاقة المحيطة، لذلك يعد إدخال النباتات الطبيعية في المنازل والمكاتب من الممارسات الشائعة لتعزيز الطاقة الإيجابية، كما يعتبر التصميم المعماري البيئي أحد الاتجاهات الحديثة التي تهدف إلى دمج الطبيعة في الفضاءات المبنية من خلال استخدام مواد مستدامة وتصميم مباني تجعل من الطبيعة جزءاً لا يتجزأ من التفاعل اليومي، لتصبح هذه المساحات أكثر جاذبية وصحة، ما يسهم في رفع مستويات الراحة والإنتاجية لدى الأفراد.
وأنهى الدكتور هادي حديثه بالقول انه لا يمكننا أن نغفل تجارب الناس الشخصية مع الطبيعة، فالعديد من الأشخاص يميلون للذهاب في رحلات إلى الطبيعة للابتعاد عن صخب الحياة اليومية وتجديد طاقتهم، وفي هذه اللحظات، يشعرون بالاتصال بالأرض وبتجديد طاقاتهم الداخلية، سواء كان ذلك من خلال زيارة الجبال أو الجلوس بجوار نهر أو زراعة حديقة، فإن كل تعبير عن هذا الاتصال يساعد في تنشيط الطاقة.
عموما فإن الطبيعة تؤثر على طاقة المكان بشكل كبير، وذلك من خلال تعزيز الصحة النفسية، وتحسين العلاقات الاجتماعية، ودعم الفلسفات المعمارية المستدامة، كما تساهم الطبيعة في خلق بيئات تسمح لنا بالتواصل مع أنفسنا ومع الآخرين بشكل أعمق، لذا، يجب علينا السعي للبحث عن هذه الطاقات الطبيعية في حياتنا اليومية والتفاعل معها لتحقيق حالة من الراحة والتوازن وتجديد النشاط..