حمزة بن جدو: طريقي لم يكن أبداً مفروشاً بالورود ولهذا السبب احترفت الإعلام الرياضي
إعلامي جزائري ، شعلة من النشاط والحيوية , يعتبر من الأسماء الهامة واللامعة في ميدان الإعلام الرياضي العربي، يعمل بمهنية بعيداً عن الأضواء ولا المسميات والألقاب.. يختزن في داخله طاقة كبيرة يفجرها على الشاشة الصغيرة في برنامج “صدى الملاعب”.
الزميل حمزة بن جدو المحرر والمعد والمذيع في قناة أم بي سي ، يختلف أسلوب وطريقة طرحه للقضايا عن باقي أبناء جيله وبجيد فن استخدام الصوت.. لاقى النجاح منذ خطواته الإعلامية الأولى فنال استحسان ورضا الجمهور, يرى حمزة بأن الإعلام الرياضي يعاني من مشاكل جمة في الوقت الراهن وأنه بات ضرورياً بناء منظومة إعلامية شبابية رياضية فاعلة تقارع نظيراتها في أوروبا وآسيا ، وحينما نخصص الحديث لنقصره على الإعلام الرياضي العربي نجد أنفسنا أمام مجموعة كبيرة من الأسئلة والاستفسارات والقضايا التي قد لا تكفي في مقابلة واحدة للإجابة عنها والإحاطة بها جميعاً، بعض هذه الأسئلة يتعلق بالإعلام الرياضي، وهل نجح في تحقيق هذه الأهداف ؟ وهل يؤدي دوراً إيجابياً فاعلاً ومتفاعلاً؟ ولماذا يحارب الإنسان الناجح عربياً؟ وماهي أسباب فشل منتخب الجزائر في تخطي الدور الأول في أمم أفريقيا؟ كل هذه التساؤلات وغيرها طرحناها على الزميل حمزة وهانحن نفردها لكم..
*- رغم كل الإمكانيات التي يمتلكها المنتخب الجزائري بطل كأس العرب إلا أنه فشل في تخطي الدور الأول في كأس أمم أفريقيا في حين أنّ هناك منتخبات مغمورة تأهلت؟
بالفعل كان إقصاء المنتخب الجزائري من الدور الأول من أمم أفريقية, أكبر مفاجآت البطولة, خصوصاً أنه كان حامل اللقب والمرشح الأكبر للفوز بها ,وقبل الحديث عن أسباب الخروج المبكر وجب التطرق لنقطة لعنة البطل ,التي لازمت العديد من منتخبات العالم بالأخص منها افريقيا ,حيث ومن أصل 32 نسخة للكان الإفريقي أقصي حامل اللقب في 13 مرة في الدورة التي تلتها, وبالعودة لأسباب إقصاء المنتخب الجزائري من الدورة فلا يمكن بتاتا تحميل أرضية الميدان سبب الإقصاء,فلا جدال بأن ملاعب الكاميرون كانت سيئة لحد بعيد, لكن وضعها في خانة السبب الرئيسي لإقصاء أشبال بلماضي أمر غير واقعي, فالواقع أنّ العديد من المنتخبات كالكوديفوار ونيجيريا ومصر تألقت فوق هذه الملاعب وأغلب لاعبيها ينشطون في أوروبا وهم متعودون على أرضيات جيدة,لكن اذا أمعنا النظر فالأسباب فرضتها ضغوطات الجماهير والاعلام على اللاعبين وعلى المدرب بضرورة الحفاظ على اللقب وعلى سلسلة اللا هزيمة ,كما رفع تتويج المنتخب الجزائري بكأس العرب فيفا قطر 2022 سقف التوقعات لأشبال جمال بلماضي في إفريقيا، وأصبح أي شيء غير اللقب يعتبر فشلاً ذريعا للمنتخب, دون أن ننسى الضغوطات التي مارستها الأندية الاوروبية على لاعبيها المشاركين في الكان بتجنت الإلتحامات القوية المسببة للإصابات الخطيرة, فضلا عن أسباب أخرى ستكشفها الايام القادمة, كما يبقى الأهم المحك الفاصل الذي ينتظر زملاء سليماني بالتأهل ان شاء الله لكأس العالم القادمة بقطر.
*- كيف تقرأ المستوى الفني العام للبطولة وهل استحق منتخب السنغال اللقب بجدارة؟
لا أعتقد أن المستوى الفني العام للبطولة ارتقى للمستوى المأمول والذي كنا ننتظره وعهدناه من بعض المنتخبات أو في بعض المواجهات القوية,المستوى كان فوق المتوسط للعديد من العوامل والظروف التي أحطيت بتنظيم هذه البطولة ,وعن الشطر الثاني من سؤالك فمنتخب السنغال استحق عن جدارة التتويج بهذا اللقب بالنظر للمستوى الكبير الذي قدمه طيلة البطولإ الى غاية المباراة النهائية التي كان فيها الأفضل على جميع المستويات بامتلاكه لجيل ذهبي ربما هو الافضل في تاريخ كرة القدم السنغالية كما سيكون نداً قوياً للمنتخب المصري في المباراة الفاصلة المؤهلة لكأس العالم القادمة لكني على ثقة بقدرة زملاء محمد صلاح بتعويض الإخفاق القاري والصعود للمحفل العالمي ان شاء الله
*- كيف ترى حظوظ الجزائر في التأهل لمونديال ٢٠٢٢؟
تبقى الحظوظ متساوية رغم أن الكفة تميل للمنتخب الكاميروني فيما يتعلق بتاريخ المواجهات السابقة لكنني أعتقد أن المنتخب الجزائري استخلص العديد من الدروس بعد إقصائه من الكان الأخير وسوف نرى وجها آخر لأشبال بلماضي في المباراة الفاصلة التي سيستفيد منها بلعب مواجهة العودة في الجزائر رغم أن المهمة لن تكون سهلة إطلاقاً امام الأسود الكاميرونية بعد المستوى والتطور الكبير الذي شاهدناه في الكان الأخير
*- الإعلام مجال مهني صعب جداً لكن لماذا احترف حمزة بن جدو الإعلام الرياضي بالذات ؟
حقاً الإعلام كما ذكرت مهنة المشاق والمتاعب واحترافي للإعلام الرياضي مما لا شك فيه يعود لشغفي وهوسي اللا محدود منذ الصغر بالرياضة ممارسة ومتابعة ,فتولد عن ذلك دراسة ثم احتراف في كبريات القنوات الرياضية العربية حتى استقر بي الأمر بالقناة العالمية أم بي سي
*- هل من المفترض أن يكون الإعلامي في المجال الرياضي رياضياً؟
طبعا …الرياضة بحر من المعلومات ومجال واسع ومتجزيء ويصعب على الاعلامي غير الرياضي مثلاً إدارة حوار رياضي أو مناقشة قضايا رياضية أو الدخول في جدال فكري رياضي مع مجموعة من الرياضيين لأنه ببساطة سيدخل المعركة خاسراً.
*- مامدى إرضاء برنامج “صدى الملاعب” لطموحاتك الإعلامية؟
في الحقيقة أنني لطالما تمنيت الإلتحاق بهذا البرنامج، الذي كنت أشعر دائماً بأنه يتماشى وفق طموحاتي العملية ووفق برنامج يمنحك الفرصة لتبدع أكثر ومن خلاله تمكنت من تغطية أضخم الفعاليات الرياضية في دولة الإمارات العربية المتحدة كما يهبك البرنامج الفرصة للإلتقاء بنجوم كرة القدم في العالم ومحاورتهم وأبرز من حاورت :
مارادونا , لويس فيغو , كارلوس بويول ، ميراليم بيانيتش ، اشرف حكيمي ، باتريك كلويفيرت والتر زينغا ، ميشيل سالغادو ، كلارنس سيدورف ،ايريك أبيدال ، ابراهيم با ،ادين فان ديرسار ،الكسندر لاغازيت ، ميكاييل سلفستر ، فابيو كابيلو ، ديدي ديشامب ، اوناي إيمري ونجمات كرة القدم للسيدات في العالم ونجوم أخرى… أفخر بهذا الإنجاز وبأني الصحفي الجزائري الوحيد وربما من الصحفيين العرب القلائل من تمكنوا من محاورة هؤلاء النجوم
*- ماهي الصعوبات التي واجهتكِ في بداية مشوارك مع قناة أم بي سي؟
الطريق لم يكن أبداً مفروشاً بالورود, مهنة المتاعب تتطلب كفاحاً ومثابرة وصبراً، تحديت الكثير من الصعاب في البداية لكني بفضل الله ودعاء الوالدين وتشجيع الأصحاب أثبت إمكانياتي وتوفقت وتفوقت في عملي ولله الحمد والمنة وسعيد لكوني جزءا لا يتجزأ من هذا الكيان ككيان صدى الملاعب البرنامج الرياضي الأفضل عربياً بدون منازعبر طاقم عمل محترف ومن خيرة وأفضل الصحافيين الرياضيين العرب.
*- ألا ترى معي ضرورة بناء منظومة إعلامية شبابية رياضية فاعلة تقارع أوروبا وآسيا ؟
أصبح بالفعل أمراً ضرورياً بناء مثل هذه المنظمات الهادفة في كل الدول العربية ، رغم أن بعض الدول الخليجية كانت السباقة في تبني هذه الفكرة من خلال إنشاء مركز الشباب العربي والتي دارت أحد دوراته بدبي عن كيفية تكوين قيادات إعلامية شابة (رياضية، ثقافية، سياسية، اقتصادية …) تواكب المستجدات وتصنع الفرص وتساهم في تعزيز حضور الإعلام العربي الموضوعي والمتوازن والبنّاء على الساحة الدولية وتبقى الاستمرارية في دعم هذا المركز ودعم الطاقات الإعلامية الشابة أساس نجاحه ليستطيع المنافسة على الصعيد الدولي .
*- لماذا يحارب الإنسان الناجح في العالم العربي؟
للأسف هذا ما وصلنا اليه …فقد أصبح النجاح خطيئة يرتكبها المرء بحسن نية ومع ذلك لا يغفرها له الآخرون فمن لا يستطع اللحاق بك لا يملك سوى طعنك من الخلف فلعل سيكولوجية المواطن العربي المقهور والمهدور وتنشئته الاجتماعية الغير سوية أبرز أسباب هذا الخلل الأخلاقي وما على الناجح الا تجاهلهم وعدم الالتفات لدسائسهم ومواصلة العمل بتميز .
*- بحكم الخبرة.. ما هي أبرز أوجه معاناة أو نقاط ضعف الإعلام الرياضي العربي أو مشاكله الآن؟
مشاكل جمة يعاني منها الإعلام الرياضي العريي في الوقت الراهن فقد أصبح الخطاب الإعلامي الرياضي خطاباً ينطلق في كثير من الأحيان من الشك ونظرية المؤامرة والحديث عن الإعلام الرياضي يقودنا إلى طرح عدة تساؤلات تتعلق بالصحفي الرياضي في المقام الأول من حيث تخصصه واحترافيته، وتكوينه وعن علاقة أقسام الإعلام والاتصال بالمؤسسات الإعلامية بتكوين وتجهيز الصحفيين المتمرسين, وهنا نلاحظ ثغرات وفجوات كبيرة في عملية التكوين ضف الى ذلك مشكلة غياب المهنية والموضوعية والالتزام فضلاً عن المبالغة والتضخيم والتهويل والانحياز لطرف على حساب طرف آخر وظهور ظاهر الابتزاز والاستغلال ومحاباة أو ولاء لطرف على حساب طرف آخر ومشاكل أخرى معقدة , ويبقى الإعلام مساراً صحيحاً لنشر الثقافة الرياضية ونبذ العنف والتعصب وإرساء الروح الرياضية وتثبيت القيم والمبادئ والاتجاهات الرياضية والمحافظة عليها.
صفوان الهندي