الراتب القاصر… والحلول الشاقة!
لأجلك سورية – غانم محمد
لن يكون هناك أي جديد في كلامنا التالي طالما نتحدث عن عجز الراتب وعن قصوره في سدّ حاجة صاحبه وليس أسرته، ولكننا نحاول أن نفتّش في أذهان المهتمين و(التعبانين) عن حلول، عن تجارب، يستفيد منها الجميع..
قسمٌ منّا وجد ضالته بعمل آخر على الرغم من مشقّته، والبعض لديه قطعة أرض أعادها إلى طور الإنتاج، والأقلّ مازالت لديه بعض المدخرات التي يقتات عليها، أو له من يرسل له من بلاد الاغتراب ما يعينه على استمرار الحياة، لكن ماذا عن الذين خارج هذه الدوائر؟
التخلّي عن أشياء كثيرة!
اضطر السوريون للتخلّي عن أشياء كثيرة، لا عن وسائل الرفاهية وحسب (رفاهيتنا كانت بتوفّر الأساسيات)، وإنما وصل التقنين إلى بديهيات كلّ بيت، فالزعتر أصبح عالة على موائدنا بسبب ندرة الزيت وجنون أسعاره، والزيتون المكبوس لحق به، والحبّة منه بالشيء الفلاني، والمكدوس أصبح حلماً، واضطر معظمنا إلى إلغاء وجبتين، والاكتفاء بواحدة وبالحدّ الأدنى من مكوناتها كمّاً ومضموناً.
مشّي حالك
ماذا سنفطر.. الجواب دائماً هو: مشّي حالك، وكأنه نام على عشاء فاخر حتى (يمشّي حاله)؟
إن حظي هذا السائل بـ (فنجان قهوة) يدخّن معه عدة سجائر حتى تُسدّ شهيته للأكل، فيكون فعلاً قد مشى حاله..
التقشّف بأقسى حالاته
بالعادة، بين الوجبة والوجبة هناك أكثر من زيارة إلى براد المطبخ، تفاحة من هنا، خيارة من هناك وهكذا..
كثيرون أكدوا أنّ البراد لم يعد وجوده مهماً في المطبخ، أولاً بسبب قلة الكهرباء، وثانياً بسبب ندرة وجوده، وتحوّل إلى ما يشبه (النملية) في ظلّ إجراءات تقشّف قسرية وشاقة..
كلّ ما يمكن الاستغناء عنه تمّ الاستغناء عنه، والقائمة كل يوم تشهد إضافة جديدة، وكان الله في العون.
في الحلول
- السوق بحاجة إلى ضبط ومراقبة صارمة، ومن يدّعي عزه عن ضبط السوق عليه أن يغلق على نفسه باب بيته.. مديريات حماية المستهلك هذا هو دورها، وإن لم تنجزه فهي مقصّرة ويجب محاسبتها..
- الإنتاج.. العودة إلى الإنتاج في كلّ فسحة أمل، من المواطن ومن الدولة، والطرفان مقصّران بهذا الأمر، والطرفان ينتظران أن تُفرج الأمور تلقائياً، وهذا مستحيل..
- الدولة التاجر.. دور لم يُنجز بشكل صحيح، ولن تحضر الثقة بأي طرف آخر، وهو خيار إلزامي فيما يتعلّق بالمواد والسلع الأساسية.
- المواطن الرقيب.. وهذا دور لا يُنجز أيضاً.. يكتفي المواطن بتلقّي الصفعة دون أن يردّ بالوسائل القانونية على من يوجهها له!
- القاضي العادل… غيابه أثّر على البند السابق، وحضوره من جديد سيعطينا الثقة بصوتنا وباحتجاجنا.
باختصار، نفذت كل وسائلنا، والنتيجة كفاف يوم بالحدّ الأدنى، ولو حضرت خمس جبهات عمل في الأسرة الواحدة.