قفزات نوعية يشهدها القطاع الصناعي في حلب
قفزات نوعية شهدها واقع العمل والانتاج في المعامل الصناعية بمدينة الشيخ نجار بحلب بعد تحريرها من الإرهاب وإصرار الصناعيين فيها على الوقوف من جديد وإعادة تأهيل وترميم منشاتهم وتركيب آلات وخطوط إنتاج جديدة اسهمت في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الانتاج في الأسواق المحلية وتصدير الفائض حيث بلغ حجم الاستثمارات فيها منذ بداية العام الحالي وحتى اليوم 15 ملياراً و500 مليون ليرة فيما بلغ حجم الاستثمار التراكمي منذ إنشاء المدينة الصناعية ولتاريخه 284 ملياراً و500 مليون ليرة.
وأوضح المهندس حازم عجان مدير المدينة الصناعية بالشيخ نجار أن مجموعة الأرقام ومؤشرات التنمية في المدينة الصناعية إيجابية ومبشرة وهي في تزايد وإطراد رغم الظروف الصعبة حيث يتم البحث لتأمين المزيد من الخدمات للمستثمرين والمنشآت المرشحة للدخول في الانتاج إضافة لخطوات استراتيجية تجلت في البدء بتنفيذ مدينة المعارض التي تم اعتمادها كمدينة مركزية للمعارض بحلب بهدف تسويق الإنتاج المحلي والاطلاع على إنتاج منشآت المدينة الصناعية.
ولفت إلى استمرار العمل لتأمين مقاسم حرفية بالمدينة الصناعية حيث تم إنهاء الدراسة لإقامة 500 مقسم حرفي والعمل على تخصيصها من قبل اتحاد الحرفيين كما تتواصل مشاريع السكن العمالي حيث تم تخصيص المؤسسة العامة للإسكان بمساحة 258 هكتاراً.
وأضاف أن عدد المنشآت المنتجة في المدينة الصناعية وصل إلى 705 منشآت أهمها الصناعات النسيجية التي تشكل ما نسبته 40 بالمئة تليها الهندسية والكيميائية والغذائية حيث هناك إقبال كبير للاستثمار فيها وبمعدل 200 مستثمر سنوياً إضافة لدخول 100 منشاة للإنتاج كل عام فيما بلغ عدد رخص البناء الممنوحة خلال العام الماضي 250 رخصة بناء والعمل مستمر فيها حتى اليوم وكل ذلك يشكل مجموعة مقومات جاذبة للاستثمار.
كاميرا سانا جالت على عدد من المنشآت الصناعية المتميزة في الإنتاج والتي تشكل عماداً للصناعة السورية في المجالات الهندسية والنسيجية والغذائية وخاصة في مرحلة إعادة الإعمار ومنها شركة القاطرجي للصناعات الهندسية والميكانيكية حيث بين المهندس أحمد الملا مستشار الشركة امتلاك الشركة لمجموعة من الصناعات التحويلية الميكانيكية والهندسية عبر 13 خط إنتاج تم تصنيع جزء منها محليا ضمن الشركة إضافة لمجموعة من الخبراء والكوادر المحلية الهندسية المدربة المرتبطة بجامعة حلب بهدف الوصول إلى منتج بجودة عالية وبمواصفات قياسية عالمية.
وأضاف أن الصالة الأساسية للإنتاج مخصصة لصناعة معدات البناء وتحتوي كل مستلزمات البناء بدءاً من المقلع وآلاته من كسارات وغرابيل وسيور ناقلة ثم خطوط تصنيع المجابل وبأحجام مختلفة الثابتة والمتنقلة وكذلك آلات تصنيع مكابس البلوك الآلية ونصف الآلية.
وفي صالة الصناعات الميكانيكية أوضح الصناعي مؤيد حلواني انه يتم تصنيع وتشكيل المعادن وضواغط الهواء وأجهزة حفر الآبار لعمق 400 متر وفي صالة السحب لإنتاج الكابلات الكهربائية تحدث محمد مضر قاطرجي عن مراحل تصنيع الكابلات وسحب الأسلاك النحاسية بدءاً من إقطار 3 مم وتحويلها لأسلاك شعرية وفي مرحلة أخرى يتم جدل الأسلاك وفق الأقطار المطلوبة للتوتر المنخفض بقطر 500 مم والانتهاء بمرحلة العزل حيث تصل الطاقة الانتاجية شهريا إلى 100 طن من الكابلات.
وفي صالة صناعة الخزانات والمعدات النفطية أوضح المهندس محمود العلي أنه يتم إنتاج الخزانات الأسطوانية الأفقية والعمودية المستخدمة لمياه الشرب والاستخدامات النفطية المخصصة لمصافي النفط وبسعة 20 ألف متر مكعب وفي مراحل الإنتاج الأخيرة بين رامي قاطرجي أنه يتم العمل على بخ وطلاء المعادن لحمايتها بشكل يدوي وأتوماتيكي وحراري.
وفي شركة الفيصل للغزل والنسيج تحدث محمد بسام دواليبي المدير الإداري للشركة عن اختصاص الشركة بصناعة الخيوط النسيجية لدعم قطاع النسيج وتامين المنتج المحلي للشركات النسيجية من خلال تقديم وتصنيع الخيط المغزول الذي يعد المادة الأولية لصناعة الأقمشة والأنسجة والستائر والمساهمة في دعم الاقتصاد الوطني.
وأضاف أنه تمت العودة للمنشاة بعد تحرير المدينة الصناعية على أيدي رجال الجيش العربي السوري من الإرهاب وتم البدء بإعادة التأهيل وتركيب خطوط إنتاج جديدة والاقلاع بالعمل وانتاج كمية 10 أطنان يوميا من الغزول القطنية وطرحها في السوق المحلي.
وفي قطاع الصناعات الغذائية تحدث الصناعي عثمان السيد صاحب منشاة لصناعة المواد الغذائية والحلويات عن عودته للعمل والانتاج بعد توقف منشاته لمدة عامين جراء الأضرار والخراب التي طالتها بسبب الإرهاب حيث قام بترميم الأجزاء الانشائية للبناء وتركيب آلات حديثة للإنتاج والاقلاع بالعمل داعياً جميع الصناعيين الذين غادروا المدينة الصناعية للعودة إليها والبدء بالإنتاج من جديد.