في عيد الأم .. صور حياتية للأم الحلبية الشاعرة والفنانة والعاملة ..
أسماء خيرو .
لابد لنا في هذا اليوم من الحديث عن الأم ، الإنسانة الرقيقة السمحة المحبة العريقة في إخلاصها، الأصيلة في إيثارها التي مجلسها لايمل ، وحديثها لايسأم وصحبتها تطرد جميع العلل، الأيام في وجودها ذات إشراق ، أشبه بزهر الياسمين الأبيض ، وبشعاع هاديء يملأ الحياة بالدفء ويغذي الأرواح والقلوب بحب لاحدود له ، ولأنها كذلك وأكثر كان لابد لموقع لأجلك أن تضيء على عدد من الصور الحياتية للأم الحلبية الشاعرة والفنانة والعاملة في المنزل ..
وبداية اللقاء كان مع الأم الشاعرة ابتهال معراوي التي أوضحت للجماهير بأن عملت على تربية أبنائها بما يرضي الله تعالى لإيصالهم إلى بر الأمان بالرغم من جميع المصاعب التي واجهتها في حياتها إذ عملت على تنظيم حياتها مابين العمل الأدبي وأعمال المنزل مبينة بأن الأم الشاعرة قد تتميز بحساسية الشعور تجاه مواضيع عائلتها قد تتناولها بحس أرهف ونظرة تميل لشاعرية أكثر تتماشى وجبلتها ، قد تبتعد عن التعقل أحيانا مأخوذة بشيء في داخلها ،مضيفة ربما أنا أتكلم عن نفسي وأولادي لاأدري قد تخالفني بعضهن ممن يكتبن الشعر، بكل الأحوال الأم حضن دافئ في قرّ الظروف ، وقلب كبير إن ضاقت السبيل ، وكل عام والأمهات بألف خير، والأمُ أمٌ شاعرة كانت أم لم تكن فهي مَن قلت فيها: /وتلوذُ مِن غَلَسِ المصاعب بالرّضا / فينوءُ حِملٌ بالعناءِ مُقرّضا/ في القرّ دفء والأمان وجودها/ إنْ جنّ كُلٌ حِلمُها مَن بَعّضا/ العدلُ في خَلْقِ الإلهِ /وإنّهُ مِن عدلهِ في خَلقهنَّ مع الرضا .
فيما السيدة فضيلة ناشف ربة منزل وخياطة بينت بأن الحياة دولاب يدور ويهدر نجاح يتلوه إخفاق ويأس يعقبه رجاء، وأمل يخالطة ألم ، وأيام مشرقة تتلوها الغيوم مشيرة إلى أنها تزوجت في سن صغيره جدا بعمر السادسه عشر، ومن وقتها وهي تتحدى الصعاب فحياتها كانت صعبة جداً خلالها رزقها الله بولدين وفتاة إذ كانت بالإضافة لعملها في الخياطة والقيام بجميع أعمال المنزل تدرس أولادها وتخدم أقارب زوجها الذين كانوا في تواجد دائم في بيتها ومع ذلك لم تستسلم وتسلحت بالقوه والصبر إلى أن كبر أولادها وأنهوا دراستهم العلمية إذ تخرج الأكبر من كلية الهندسة والثاني أصبح طبيب أسنان أما البنت فقد تخرجت من معهد الحاسوب مضيفة بأنها عندما تراهم تنسى كل تعبها ومعاناتها في الحياة ،وتشعر كأنها ترى صباها وحياتها تجدد من جديد .
وللأم الفنانة التشكيلية فاتن الحلو حكاية أخرى ربما هي الأشد والأصعب كونها رزقت بفتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة تقول عن تجربتها : عندما يكون لديك طفل معاق على الأم أن تقسم جسدها إلى نصفين عليها أن تكون بمثابة الحواس الخمسة لهذا الطفل الصغير الذي لايستطيع الكلام والحركة أو حتى التعبير عن مايشعر به ، مشيرة إلى أنها عندما رزقت بصغيرتها أحست بالغضب وبأن الله يعاقبها على ذنب لم تقترفه ولكن مع الأيام وبعد أن رأت جمال وشفافية الطفلة الصغيرة وصفاء روحها ، وبالرغم من جميع الصعوبات التي واجهتها في تربية طفلتها إلا أنها اليوم تشكر الله على هذه النعمة ، فبسمة من شفتيها تنسيها كل الآلام والشقاء والتعب آملة بأن يكون المجتمع أكثر تصالحا مع أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والاهتمام بهم وتقديم الدعم لعائلاتهم من أجل الاستمرار في الحياة .
تلك كانت بعضا من الصور المشرفة لأمهات مثاليات من حلب تحدين الصعاب وقهرن المشكلات بالصبر والروح الرياضية ضاربات أروع الأمثلة في التضحية والعطاء، نماذج نقول لهن ولكل أم سورية كل عام وأنتن بألف خير ..