أخبار سوريةمحلياتملف ساخن

لهيب الأسعار يكوي جيوب المواطنين و يعمّق معاناتهم

ياسمين شعبان
تتسابق المحلات التجارية في رفع أسعارها لمختلف المواد ، و يجاهد المواطنون و خاصة أصحاب الدخل المحدود في سبيل سدّ رمق أسرهم ، و العثور على المحال التي تعرض أسعاراً تناسب مدخراتهم ، فالخضار والفواكه حلّقت بأسعارها ، واللحومات أصبحت حلماً صعب المنال، و حتى الحليب و مشتقاته و مع كل خلطات الغش التي تدخل تصنيعها لم يعدّ ملك أيديهم.
هذا واقع الحال الذي رصدّناه في استطلاع أجريناه لعدة أحياء ضمن مدينة اللاذقية، والذي بدأناه من سوق الخضار في حيّ قنينص، حيث استوقفتنا ظاهرة جديدة في التسوق وهي أن معظم المستهلكين يشترون احتياجاتهم (بالحبات ) من خضار و فواكه ، ففي هذا السوق لم نرى منظر الأكياس المملؤة ، و أغلب المستهلكين يحملون كيساً واحداً لبضع غرامات من أصناف الخضار والفواكه . عن هذه الظاهرة سألنا أبو أحمد أحد روّاد هذا السوق فقال : كل يوم أحمل قائمة الاحتياجات الضرورية جداً لأسرتي ، و مبلغاً أظنه سيكفيني بحسب تسعيرة اليوم السابق ، و لكن الأسعار ترتفع يومياً ، فأجد نفسي أفرغ ما قد ملأته في الأكياس، و أكتفي بكيس واحد أضع فيه بضع حبات من عدة أصناف تغطي احتياجنا اليومي فقط ، و فاتورتها تناسب محفظة نقودي المتواضعة .
أما أم كريم التي أنهكها البحث عن تاجر رحيم على حدّ قولها و أسعاره أقل من غيره قالت : كل بائع يضع تسعيرة على هواه حتى ضمن السوق الواحد ، و هو يفضّل أن تتلف بضاعته من خضار وفواكه على أن يبيعها بسعر يشّجع الناس على الشراء ، وأضافت: اعتدت على تدبير احتياجاتي بشراء بضع غرامات من الأصناف التي أريدها أما الزمن الذي كنت أشتري فيه بأوزان الكيلوغرامات قد ولّى .
و تشاركها أم خالد الرأي مضيفة : كيف يمكن لراتب زوجي التقاعدي أن يلبّي احتياجاتنا لجهة الطعام وحده في ظلّ هذه الأسعار المجنحّة التي لاتعرف سقفاً .
و في حيّ الزقزقانية التقينا بعض الأهالي الذين تسائلوا عن دور الرّقيب التمويني؟ و لماذا لا تبادر حماية المستهلك لحمايتهم من جنون الأسعار الذي ينغصّ عيشهم ؟ و البداية كانت مع أحلام سعيد التي حدثتنا عن واقع الأسعار وقالت : الأسعار حدث و لاحرج ، وأغلب المحال امتنعت عن الدين ، ورفعت العتب ، و أضافت: رغم براعتي في تدبير احتياجات منزلي أجد نفسي مهزومة أمام هذه الأسعار، فأي طبق مهما كان متواضعاً سيكلف مايزيد عن ٢٠ ألف ، و حتى” صحن السلطة” أصبح مكلفاً ، وختمت قائلة: اشتهر في محيط عائلتي بأطباق الطعام التي أعدها ، ولكني اليوم لا أملك أن أقدم طبقاً أشهى من (مفركة البطاطا) .
و بدوره أشار أبو زين إلى الإحراج الذي يتعرض له حين يضطر لإرجاع معظم المواد التي اشتراها ، بعد أن يقدم له البائع الفاتورة ، و يضيف : أعمل ليلاً و نهاراً لأتمكن من تأمين احتياجات أسرتي الملّحة ، ولكن الأولوية اليوم لتأمين الطعام الذي نسدّ به رمقنا.
أما ابتسام محمود لم تكن أحسن حالاً و قالت : كانت المجدرة والبطاطا والفلافل و مأكولات عديدة تسمى( أطباق الفقير ) ، و اليوم لم تعدّ متاحة للفقير إلا بشق الأنفس ، وأضافت: منذ أشهر لم أقدم اي طبق لأولادي يحوي على اللحم ، ومعظم أطباقي تعتمد على الخضروات البرية من هندباء و خبيزة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى