الواقع أقسى من مفردات شرحه.. ماذا عن الزراعة الإلزامية؟
غانم محمد
خلال أقلّ من أسبوعين تضاعف سعر علف الفروج والأعلاف بشكل عام، مما انعكس بشكل مباشر على أسعار السلع المرتبطة بالعلف من فروج وبيض وحليب ومشتقاته وغير ذلك..
النتيجة ستكون حتمية وفي نفس الاتجاه لأي منتج يعتمد على الاستيراد، فالأسواق العالمية تحكمها المتغيرات، وتتراقص على التناقضات والمستجدات السياسية والأمنية، وعلى تصريحات ومواقف الدول المتحكمّة بمقدرات الشعوب..
لن نغرق في تحليلات ليست من اختصاصنا، ولكن ننظر حولنا، فيحاصرنا العجب، ففي الوقت الذي علينا أن نستثمر فيه أي شبر من الأرض، نجد من هم ليسوا بحاجة للأرض، وقد تملّكوها، يتفرجون عليها!
من المضحك أن نتحدّث عن (مقننٍ علفيّ)، وأن تكون نسبة كبيرة من الأعلاف المتوافرة مستوردة، بينما قسم كبير من أراضينا تبقى (بوراً).
كلّ حبّة ذرة صفراء على سبيل المثال تنتج على الأقلّ (100) حبّة، إذاً هي زراعة رابحة، ومع هذا لا ننتهجها على الرغم من حاجتنا الماسة لها..
الذرة الصفراء ليست بحاجة للسماد، وكميات قليلة منه تكفيها، وهي ليست بحاجة للمبيدات الزراعية، ولن تتعرّض للصقيع لأنها تُزرع في الربيع، وريّة واحدة تكفيها، وقد لا تحتاجها، فلماذا لا نلزم بزراعتها، إضافة للشعير، فنرتاح من نقّ مربي المواشي والدجاج؟