صوموا (قد تصحّوا)… بأي حال عدتَ يا رمضان؟
لأجلك سورية – غانم محمد
أن نصوم، فهذا يعني أن نؤمن لأنفسنا وجبتين في اليوم، وهذا يعني أيضاً أننا سنكسر عاداتنا الغذائية المتمثلة بـ (شبه وجبة) هذه الأيام!
تخلّينا عن كلّ مقولات الإيمان (مكرهين)، وربما عن الإيمان نفسه، لأنه لم يعد بمقدورنا أن نحبّ لغيرنا ما نحبّه لأنفسنا، ولم يعد بين أيدينا ما نقتسمه مع جيراننا، أو مع أقربائنا..
لسنا بصدد (خطبة عصماء) تعزف على وتر العاطفة، وتذكّر الإنسان بإنسانيته، وإنما أمام مشهد لم يسبق أن استقبل به السوريون شهر رمضان المبارك من قبل!
لن ننتظر من (حكومتنا) أن تنفجر خيراً علينا دفعة واحدة، ولن ننتظر أن يقبل الله توبتنا فجأة، هذا إن تبنا، ولن تفيض الأنهر سمناً أو زيتاً أو عسلاً..
باختصار، نحن أمام وضع معيشي نبكي فيه على الأمس باستمرار، مهما كان الأمس بشعاً، لأن اليوم أسوأ، وغداً أكثر سوءاً!
الزيت لم نشمّ رائحته في صالات السورية للتجارة كما وُعدنا، والسلع تلتهب أمام نواظرنا، والجيوب فارغة إلا من خيبتها..
وعلى الرغم من كلّ ما تقدّم، فإنّ السوق ستشهد فوضى إضافية كما هي العادة في كلّ رمضان، وعلى دوريات حماية المستهلك أن تستنفر ضمائرها، وأن تتقي الله فينا، وتقوم بواجبها على أكمل وجه، فما نطلبه هو (الكفاف) في مأكلنا ومشربنا، لعلنا نصوم، و(نصحّ) وليتقبّل الله منّا ومنكم.