تدخلات مقبولة تفتقد عدالة الحضور!
غانم محمد
قسم كبيرٌ منّا لا يناله مما أسموه (تدخلاً إيجابياً) إلا قراءة الإعلانات عنه، بسبب غياب عدالة التوزيع جغرافياً لأسباب كثيرة..
عن السورية للتجارة نتحدث، فالقسم الأكبر من صالاتها لا يستطيع أن يوفّر التشكيلة السلعية المرجوة، والتي تتباهى فروع السورية للتجارة بأنها تقدمها، فكل صالات السورية في الأرياف لا توجد بها برادات، وبالتالي لا تقدّم اللحوم ولا مشتقات الألبان، ومعظمها لا تمتلك عدداً كافياً من الموظفين، لتتمكن من استقدام الخضار والفواكه، ويمكننا القول، ونحن مرتاحو الضمير إن أكثر من 90% من صالات السورية للتجارة تكتفي بتوزيع المواد المقننة وقليل السلع الأخرى، وبفارق سعريّ بسيط لا يرتقي إلى تسميته (تدخلاً إيجابياً)..
شيء أفضل من لا شيء، لكن وحتى لا يعتقد أحبتنا في موقع القرار التمويني أنّهم أنجزوا المطلوب منهم، وحققوا الحلول المنتظرة علينا أن نضعهم أمام حقائق يجب أن يتصالحوا معها:
- البرغل بـ 4000 ليرة لا يحصل عليه أكثر من 10% من محتاجيه، وأعتقد أني أبالغ بتفاؤلي، وبالتالي فالمشكلة مستمرة، وحتى يتحقق العدل يجب توزيع البرغل بنظام الرسائل وبكميات كافية وعلى فترات منتظمة.
- الزيت بالسعر المدعوم، لم يتوفر حتى الآن رغم فتح باب التسجيل عليه، ورغم كثرة التصريحات بشأنه، وبالتالي يجب الإسراع بتأمينه وبمعدل لا يقل عن (1) ليتر لكل فرد شهرياً.
زيادة عدد الصالات وفقاً للكثافة السكانية في كل منطقة لتسريع الدور وتخفيف الازدحام، وتسهيل حصول المواطنين على مخصصاتهم.
ان ندخل بالتفاصيل، فالقواسم المشتركة كافية للإشارة إلى المشكلة، وفتح المجال أمام حلّها إن كان هناك من يبحث عن الحلول، وآنَ لنا أن نكرّس واقعاً مستقراً ولو بالحدود الدنيا من المتطلبات.