بعد أن تدرّبوا .. ذوي الاحتياجات الخاصة يحظّون بفرصة عمل بمقهى “ورق عتيق”
لأجلك سورية – ياسمين شعبان
حَوّل مقهى “ورق عتيق” الحلم إلى حقيقة ، فهذا المشروع النوعيّ يجسد بشكل حضاري ومدورس دمج ذوي الاحتياجات الخاصة بالمجتمع وسوق العمل ، من خلال تشغيلهم بمقهى ذي طابع ثقافي وأدبي ، ليشكّل فسحة تفيض حباً ، بدءاً من فنجان القهوة الذي تحضرّه مارسيل و عليا وهما من ذوي الاحتياجات الخاصة وتقدماه بمنتهى الفرح ، مروراً بركن المؤونة المنزلية و الأعمال اليدوية من مطرزات و اكسسوارات وجميعها من صنع أولاد من ذوي الاحتياجات الخاصة ،و مشاركة بعض السيدات ، و المكتبة التي تحتضن بين رفوفها كتباً منتقاة بعناية ، وصولاً إلى رسومات الأطفال واليافعين في جمعية أرسم حلمي .
شكلّت التفاصيل التي اجتمعت بهذا المكان الهادئ طابعه المميز ،هذا ما أكدته السيدة لينا ضاهر “صاحبة المقهى ، في حديثها لموقع “لأجلك سورية الإخباري” ، حيث أشارت ضاهر إلى طموحها بأن تعمم هذه التجربة على كل المحافظات السورية، مبينة أن ذوي الاحتياجات الخاصة قادرون أن يكونوا فاعلين ، فهم مختلفون وليسوا متخلّفين ، فمن خلال تدريبهم على أي عمل ، سيقدموه بأفضل صورة ، و تابعت: فازت فكرتي بمشروع المقهى بمسابقة تحدي الفكرة الأفضل الذي ينظمه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، وأشارت ضاهر إلى أن تجربتها الطويلة في مجال العمل التطوعي مع الجمعيات الأهلية التي تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة ، دفعتها لتنفيذ مشروعها لقناعتها بإمكانياتهم وقدراتهم ، وضرورة توظيفها لكسرّ الحاجز بينهم وبين الناس ، من خلال مزاولتهم للعمل الذي يؤمن دخلاً لهم ويبعث الأمل فيهم ، وتابعت ضاهر : كنت مصرّة على إظهار جوانب الإبداع لدى ذوي الاحتياجات الخاصة، فإضافة لعملهم بالمقهى، قمت بتخصيص ركن يضمّ أعمالاً يدوية و مؤونة منزلية من صنع أيديهم وأنا أتحدى بهذه الأعمال سيدات محترفات، فقد تلقوا تدريباً مدّعماً في مركز (scc) الاستشاري التخصصي ، و هدفي من هذا العمل كسر الصورة النمطية لدى معظم الناس عن ذوي الاحتياجات الخاصة بأنهم عبء على المجتمع، فهم قيمة إضافية للمكان ، وأشارت ضاهر إلى أن المقهى ينظّم أمسيات ثقافية أدبية و موسيقية أسبوعية يشارك فيها أدباء ،شعراء ، موسيقيون وعازفون.
و بدورها عبرت مارسيل سكيف (إحدى العاملات من ذوي الاحتياجات الخاصة) عن سعادتها بالعمل في المقهى و تقديم الخدمات للزبائن ، وعرض أعمالها فيه ، متمنية أن تستمر بهذا العمل ،و مشيرة إلى انها ولدرجة حماسها لعملها الجديد تكون أول الواصليّن للمقهى يومياً ، وتتباهى مارسيل بارتدائها اكسسوارات من صنعها ، مؤكدة أنها تواظب على هذه الهواية في أوقات الفراغ بمنزلها.