السوريون.. فرح ومعاناة بما حضر!
لأجلك سورية – غانم محمد
من الصعب جداً على أي شخص منّا أن يصف نفسه بالشخص السعيد، فالحياة بمشاكلها وهمومها تفرض علينا حالة من الاكتئاب والقلق الذي لا نعرف كيف نتخلص منه..
تخلّينا مجبرين عن العديد من احتياجاتنا الأساسية، ونطارد ما يسدّ رمقنا، وبالكاد نلحق به..
ندرك تماماً ماهية الظروف التي تحيط بنا، والأسباب التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه، ونعرف أيضاً من أين يجب أن تأتي الحلول، لكننا لا نعرف لماذا لا تأتي!
بات المواطن السوري مستعداً لدفع اي فاتورة، وقد دفع الكثير خلال السنوات الفائتة بكل صبر وصمود، لكن الأمور تزداد صعوبة عليه، ومع هذا فإنه يحاول إيقاد شمعة تفاؤل، ويحدد لنفسه المواعيد وإن كانت من وهم، فينتظر أن يصحو يوماً ما على خبر مفرح ولو بـ (سلّة غذائية) تريحه من مصروف بضعة أيام..
وسط هذا القلق، يبحث هذا الإنسان المكافح عن فرحة يغسل بها عمره ولو بتفتّح أزهار الليمون والزيتون، فيعيش على أمل أن يكون الموسم مباركاً، ويوفر له بعض مقومات العيش الكريم..
العودة إلى (المؤونة) هو شعار يرفعه بعض من يجد نفسه قادراً على التحدّي، لأن الارتفاع المستمر في أسعار السلع الرئيسية وضعَ الناس أمام خيارات صعبة، وتوفير المؤونة للأوقات الصعبة يخفف بعض هذه الأعباء..
تجفيف الخضار بدل تجميدها هو حلّ آخر وعلاج للأيام الصعبة..
ترشيد استهلاك المتوفّر هو خيار إلزامي، فالقدرة الشرائية لمعظمنا في تراجع مستمر..
بما حضر، يحاول المواطن السوري أن يتغلب على كل المتاعب وأن يوفّر لأسرته الحياة الكريمة.