استئصال ورم ليفي نازف عند اليفعان نادر الحدوث بمستشفى دمشق
حينما تكلل العملية الجراحية لأي شخص بالنجاح، وبأيدي وخبرات وطنية، فإننا نقف بكل فخر واعتزاز بقاماتنا لكل من يقوم بعمله على أتم وجه، ففي الرعاية الطبية الحديثة، ليس من السهل دائماً التمييزُ بين الإجراء الجِراحيّ والإجراء الطبي، ولكنَّ هذا التمييزَ ليس مهماً ما دام أنَّ الطبيبَ الذي يقوم بهذا الإجراء مدرَّب تدريباً جيداً وذا خبرة.
وفي سياق ذلك أكد مدير عام الهيئة العامة لمستشفى دمشق “المجتهد” الدكتور أحمد عباس لـ “الثورة” أنه نجح فريق طبي متكامل في شعبة أمراض الأذن والأنف والحنجرة وجراحتها في المستشفى باستئصال ورم ليفي كبير ممتد للصفائح الجناحية للعظم الوتدي لـ طفل بعمر 10 سنوات دون بقاء آثار أو أذيات، وتحسن ملحوظ بالتنفس الأنفي وزوال الشخير واختفاء خنة الصوت، مبيناً أن هذا الورم يشكل 0.5% من الأورام النادرة بالرأس والعنق، وبحسب تصنيف Fisch يعد الورم (Stage 3 b).
وبين أن الجِراحَة هي مجال واسع للرعاية، وتشتمل على العديد من التقنيات المختلفة في بعض العمليات الجِراحيّة، يَجرِي إزالة الأنسجة، مثل الخُراج أو الورم.ولكن، في إجراءات أخرى، يَجرِي فتح الانسدادات وفي إجراءاتٍ أخرى، يجري وصلُ الشَّرايين والأوردة إلى أماكن جديدة لتوفير تدفق الدَّم الإضافي إلى المناطق التي لا تتلقَّى ما يكفي منه، وفي إجراء جِراحيّ آخر يُسمَّى الزَّرع، يمكن إزالة أعضاء مثل الجلد والكلى والكبد من الجسم، ثم نقلها مَرَّةً أخرى إلى نفس الجسم (على سبيل المثال، الجلد) أو إلى جسم مختلف، ويمكن زرعُ الطعوم، التي تكون مصنوعة من مواد اصطناعية أحيانًا، لتحل محلّ الأوعية الدموية أو النسيج الضام، ويمكن إدخالُ قضبان معدنية في العظام لتثبيت الأجزاء المكسورة أو استبدالها.
وفي تفاصيل العمل الجراحي النوعي بين الدكتور عباس أنه راجع الطفل ب. ع تولد ٢٠١٣ شعبة جراحة الأذن والأنف والحنجرة في المستشفى بشكوى رعاف غزير متكرر أحادي الجانب من الجهة اليسرى منذ ٨ أشهر بشكوى مترافقة مع صعوبة تنفس أنفي مع شخير و خنة في الصوت، ومن خلال الفحص السريري: وبتنظير الأنف بالعدسة أظهر كتلة موعاة تملأ جوف الأنف الأيسر وتمتد لتملأ كامل البلعوم الأنفي و تتدلى خلف شراع الحنك، وباقي الفحص من ناحية الـ ENT ضمن الطبيعي والأعصاب القحفية طبيعية بالجهتين.
رئيس شعبة الأذن والأنف والحنجرة وجراحتها الدكتور كريم شاهين أوضح أنه من خلال الاستقصاءات الشعاعية، الطبقي (المحوري والمرنان) مع الحقن، أظهر وجود كتلة موعاة بشدة تملأ البلعوم الأنفي، وجوف الأنف الأيسر، والحفرة الجناحية الحنكية اليسرى، وتمتد إلى الحفرة تحت الصدغية اليسرى دون امتداد إلى جوف القحف، وتملأ الجيب الفكي الأيسر مسببة تخريب كامل الجدار الخلفي وضياع مادي صغير بالجدار الأمامي، تلامس الكتلة الشق الحجاجي السفلي دون امتداد لجوف الحجاج، والموجودات تتماشى مع ورم وعائي ليفي عند اليفعان.
وأشار إلى أنه من خلال ذلك تقرر إجراء تصوير أوعية ظليل بإشراف الدكتور طرفة البغدادي، رئيس شعبة الجراحة العصبية في مستشفى دمشق، تبين الورم موعى بشدة من الشريان الفكي الباطن الأيسر، وقد أجري تصميم ناجح للشريان الفكي الباطن الأيسر، وقبول المريض في العناية العصبية للمراقبة حتى المساء.وفي اليوم الثاني تم التداخل الجراحي في شعبة جراحة الأذن والأنف والحنجرة بمدخل جراحي مفتوح متشارك مع مدخل تنظيري.
وأضاف أنه وبالتعاون مع الفريق الطبي تم إجراء شق Lateral Rhinotomy أيسر حتى كشف الجدار الأمامي للجدار الفكي الأيسر، واستئصال الجزء المصاب منه وإجراء Medial Maxillectomy لكشف كامل الجيب الفكي، واستئصال كامل الكتلة الموجودة فيه، وفي جوف الأنف حتى مستوى الحفرة الجناحية الحنكية، ثم الدخول عبر الجوف الفكي إلى الحفرة الجناحية الحنكية اليسرى بالتنظير، وتحرير الكتلة عن النسج السليمة المحيطة بها، ثم سحب الجزء الممتد من الكتلة إلى الحفرة تحت الصدغية من الحفرة الجناحية الحنكية.
ولفت إلى أنه وبعد تنفيذ الإجراءات والتدابير السابقة، تم استئصال كامل الورم دون أي بقايا أو أذيات ليوضع الطفل في شعبة الأذن و الأنف و الحنجرة وجراحتها للمراقبة وهو بحالة عامة جيدة. مع تحسن ملحوظ تدريجياً، موجهاً الشكر الكبير لفريق العمل الجراحي: الدكتورة مريانا النصير اختصاصية أمراض الأذن والأنف والحنجرة وجراحتها، الدكتورة بشرى الشيخ علي اختصاصية التخدير، والأطباء المقيمين: د. حازم دعدوش (مساعد جراح أول)، د. عبد الله الحميدي، د. عامر قطان، د. روزيف زيدان، د. رهف أبو كرشة، د. محمد الزايد، د. يارا يونس، د. مريانا شرف الدين، د. سوزدار حمو، د. ليال منعم، والتخدير: فنية التخدير هزار حسن، والممرضتان رويدة الوادي وكوثر سليمان.