الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة: المرحلة القادمة ستكون حافلة بالبذل والعطاء لتحقيق المكاسب للكرة الآسيوية
حقق الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي، نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم نقلات نوعية للكرة الآسيوية ,وجعلها تقف شامخة منافسة لنظيراتها في القارات الأخرى, إلى جانب تحويل قارة آسيا وجهة مفضلة لاستضافة كبرى البطولات والأحداث الكروية العالمية,كما أنّ السمعة العطرة التي اكتسبها الشيخ سلمان من خلال مساهمته الواضحة وبصماته الباهرة في تطوير كرة القدم على المستوى الآسيوي والعربي خلال الفترة الزمنية التي يترأس فيها الاتحاد الآسيوي ستجعله ليس من أفضل 50 شخصية, وإنما من الشخصيات الخمس الأوائل للدور البارز الذي يقوم به في تطوير العمل الإداري في المنظومة الكروية وإسهاماته الواضحة في تطوير الكرة الآسيوية, ومشاركته المتميزة في الارتقاء بالكرة الخليجية والعربية، مما جعل منه قيادة استثنائية ونموذجاً يحتذى به للإداري والقيادي الرياضي الناجح..فكيف استطاع الشيخ سلمان تحقيق ذلك؟ وماهو تقييمه لواقع الكرة الآسيوية حالياً؟ ومارأيه بالطفرة التي تشهدها السعودية من ناحية الإنفاق الكبير على نجوم الكرة في العالم؟ وما الذي تحتاجه الأندية البحرينية للمنافسة آسيوياً؟ كل هذه التساؤلات وغيرها طرحناها على الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة وهانحن نفردها لكم..
*- كيف استطعتم خلال توليكم رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم تحويل قارة آسيا قبلة لبطولات الاتحاد الدولي لكرة القدم ؟
نحن نؤمن تماما بأن القارة الآسيوية تمتلك من الإمكانيات ما يؤهلها للعب دور طليعي على الساحة الكروية الدولية، وأن تتحول إلى وجهة مفضلة لاحتضان الأحداث العالمية الكبرى، لذا فقد عملنا في الاتحاد الآسيوي بالشراكة مع الاتحادات الوطنية على تعزيز ذلك التوجه، من خلال دعم وتشجيع ملفات استضافة العديد من البطولات المنضوية تحت مظلة الفيفا، ولعل النجاح المتنامي في تلك الاستضافات ساهم في تحفيز المزيد من الدول الأسيوية للدخول في سباق تنظيم بطولات الفيفا،ليأتي الحصاد وفيراً في السنوات القليلة الماضية التي تحولت فيها آسيا إلى بيئة جاذبة للفعاليات الرياضية الدولية.
*- كيف تقرؤون فوز مدينة جدّة السعودية باستضافة كأس العالم للأندية في ديسمبر 2023؟
المملكة العربية السعودية نجحت خلال السنوات القليلة الماضية في بلوغ مكانة متميزة على على الساحة الكروية الدولية؛ انسجاما مع رؤية السعودية ٢٠٣٠ التي وضعت الرياضة ضمن أولويات الدولة، حيث استطاعت المملكة نيل ثقة العديد من المنظمات الرياضية الدولية واستقطبت عددا كبيرا من الأحداث العالمية.
وبالتأكيد فإن إقامة كأس العالم للاندية في السعودية سيكون له آثارا إيجابية على مسيرة الكرة السعودية، ونحن واثقون بأن المملكة ستكون قادرة على تنظيم نسخة مميزة من كأس العالم للأندية لما تمتلكه من بنية تحتية عالية الجودة وخبرات تنظيمية وشغف جماهيري سيضفي رونقا جميلا على المنافسة.
*- قارة آسيا استضافت المونديال مرتين في تاريخها عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان و2022 في قطر.. فمن ترشح الدولة الثالثة إضافة إلى السعودية؟
بالتأكيد فإن أكثر من دولة آسيوية قادرة على تنظيم نهائيات كأس العالم؛ إلى جانب المملكة العربية السعودية، وبعيداً عن أسماء الدول؛ فإنّ ما يهمنا هو مدى قدرة الدولة المنظمة على إنتاج نسخة نوعية من البطولة تضاف إلى الإرث الكروي العالمي كما فعلت كوريا واليابان في ٢٠٠٢ وقطر في ٢٠٢٢.
*- نشاهد اليوم طفرة بالسعودية من ناحية الإنفاق الكبير وقبلها الصين على نجوم الكرة في العالم..هل تخدم هذه السياسات الكرة الآسيوية أم أنها توسع الهوة بين الدول؟
أعتقد أن الحراك الواسع الذي تشهده الكرة السعودية على صعيد استقطاب كوكبة متميزة من نجوم الكرة العالمية سيكون له أبعادا إيجابية على مسيرة اللعبة في المملكة بشكل خاص وكرة القدم الآسيوية بشكل عام ، خصوصا وأن وجود هؤلاء اللاعبين سيثري المستوى الفني للبطولات المحلية السعودية، بجانب بطولات الأندية الآسيوية، كما سيسهم في رفع القيمة التسويقية لتلك المسابقات وزيادة المتابعة الجماهيرية لها.
*- ماتقييمكم لمستوى تقدم الكرة الآسيوية مقارنة بأوروبا وأفريقيا؟
لا يمكننا إغفال التطور المتنامي في مستوى كرة القدم الآسيوية؛ وما الظهور الطيب للمنتخبات الأسيوية في مونديال قطر إلا تأكيد على تلك الحقيقة، لكن باعتقادي أنه ما زال لدينا المزيد من التحديات التي يجب تجاوزها من أجل بلوغ مراتب أعلى على الساحة الدولية؛ ونحن نعمل باتجاه المزيد من الاستثمار في قطاع الواعدين وتطوير المسابقات،وترسيخ الاحترافية في الإدارة الكروية للوصول إلى تحقيق التطلعات والأهداف المنشودة.
*- هل يعطي الاتحاد الدولي لكرة القدم آسيا حقها من المقاعد في كأس العالم للمنتخبات ؟
نجحنا في زيادة مقاعد آسيا في كأس العالم إلى ٨ مقاعد مباشرة ونصف مقعد في الملحق العالمي، ما يضاعف الحصة السابقة من عدد المقاعد الآسيوية ، وهو الأمر الذي يترجم التطور المستمر في مستوى الكرة الآسيوية ويؤكد أحقية قارتنا بنيل التمثيل العادل في المونديال.
*- ما هي أبرز خططكم الحالية والمستقبلية للكرة الآسيوية؟
نعتقد أنّ المرحلة القادمة ستكون حافلة بالبذل والعطاء من أجل تحقيق مكاسب جمة لكرة القدم الآسيوية, سنعمل في أكثر من اتجاء للتطوير سواء على صعيد تطوير مسابقات الأندية من خلال نظامها الجديد الذي يشمل٣ بطولات بهوية جديدة ، بجوائز مالية مضاعفة، وبدون وجود سقف لعدد اللاعبين الأجانب, كما سنعمل على تعزيز الانفتاح على الاتحادات الوطنية وزيادة أشكال الدعم المالي والفني والإداري ودعم البنى التحتية في الاتحادات , سنعمل أيضاً على تعزيز مكانة آسيا على الساحة الدولية ، والسعي لاجتذاب المزيد من البطولات العالمية وإقامتها في آسيا.
لدينا أيضاً العديد من الملفات الهامة والاستحقاق الأبرز سيكون التحضير لإقامة كأس آسيا ٢٠٢٣ التي سنعمل بكل جد من أجل توفير كافة الظروف المثالية لإخراجها بأبهى صورة ممكنة وتعزيز مكانة البطولة كواجهة مشرفة لكرة القدم الآسيوية.
*- أعلنت بأنك شعرت بالأمان عندما زرت سورية مؤخراً.. فمتى ستكون عودة المباريات الدولية إليها ورفع الحظر عن ملاعبها؟
التنسيق مستمر بيننا وبين الإتحاد الدولي لكرة القدم لمتابعة مجريات الأمور، من أجل تعزيز مكانة سورية على الخارطة الكروية الآسيوية والدولية، ونأمل خلال فترة وجيزة في التوصل إلى إجراءات عملية تعود بالخير والفائدة على مسيرة الكرة السورية.
*-استراليا انضمت إلى الاتحاد الآسيوي عام 2005.. فهل ستتم الموافقة على انضمام روسيا في حال تقدمت بخطاب رسمي تطلب ذلك؟
حتى الآن لم نتلقى أي طلب رسمي بهذا الشأن؛ وفي حال تم ذلك الأمر؛ فإن الموافقة من عدمها مرتبطة بقرار الجمعية العمومية صاحبة الصلاحية بمناقشة وإقرار مثل هذا النوع من القرارات الهامة.
*- كيف ترى مستوى الكرة البحرينية وماهي نصائحكم لتطورها؟
تمكنت مملكة البحرين من تحقيق نجاحات كروية طيبة على امتداد السنوات الأخيرة ،سواء على مستوى المنتخب الأول بفوزه ببطولة كأس الخليج وبطولة غرب آسيا؛ أو على صعيد الأندية من خلال فوز المحرق بلقب كأس الإتحاد الآسيوي، وأعتقد أن تلك النجاحات تشكل أرضية خصبة للتطوير والسعي لتحقيق المزيد من النجاحات في المستقبل القريب.
الاستقرار مهم لتطوير أي منظومة كروية، والتخطيط السليم ضرورة لا غنى عنها للإرتقاء بالبنية الكروية في أي بلد، والكرة البحرينية تسير بخطوات إيجابية في ذلك المسار.
*- ما الذي تحتاجه الأندية البحرينية للمنافسة آسيوياً؟
الأندية البحرينية تمتلك من الإرادة والطموح ما يؤهلها للمنافسة بقوة في البطولات الآسيوية، ومن تابع فوز المحرق بلقب كأس الإتحاد الآسيوي لعام ٢٠٢١ يدرك تلك الحقيقة تماماً؛ وباعتقادي فإن فريقي الرفاع والخالدية قادران على المنافسة بقوة إلى جانب بقية الأندية المشاركة وذلك بالنظر إلى امتلاكهما للعديد من النجوم الدوليين ، وبصفة عامة أعتقد أن أي فريق يرغب في المنافسة القوية يحتاج للتحضير المبكر والاستقرار الفني،والاستثمار الأمثل للإمكانيات المتاحة لبلوغ الطموحات.
*-هل أنت راض عما تحقق خلال مسيرة قيادتكم للكرة الآسيوية ووصلتم إليه حتى الآن؟
نشعر بالارتياح لما تم إنجازه في السنوات الأخيرة، حيث كان التحدي الأكبر أمامنا عند بداية تسلمنا أمانة المسؤولیة هو العمل على توحيد أسرة كرة القدم الآسيوية خصوصا بعد فترة عدم الاستقرار التي عاشتها بالفترة من ٢٠١١ إلى ٢٠١٣، ونجحنا في لمّ الشمل وتوحيد الصف من خلال التعاون اللا محدود فيما بيننا وبين الاتحادات الوطنية، وعبر الإحساس العالي بالمسؤولية من الجميع ، وكانت تلك الخطوة ضرورية لبناء الأرضية الصلبة للعمل والإنجاز الذي لا يتحقق بمعزل عن استقرار وتماسك البيت الآسيوي.
*-البطولات الإقليمية في القارة هل تشكل إرباكا لرزونامة الاتحاد الآسيوي؟
ننظر بإيجابية تامة للجهود المميزة التي تبذلها الاتحادات الإقليمية في مختلف أنحاء القارة الآسيوية؛ ونعتقد أن مسابقاتها تشكل إثراء لمخرجات كرة القدم الآسيوية .
وهناك شراكة قوية بيننا وبين الاتحادات الإقليمية العلاقة طيبة للغاية في إطار المصلحة العليا لكرة القدم الآسيوية ، حيث عملنا كاتحاد آسيوي عملنا على زيادة الدعم المقدم للاتحادات الإقليمية،إضافة إلى منحها مقاعد في المكتب التنفيذي للإتحاد الآسيوي ،بما يسهم في إشراك مختلف مكونات المنظومة الكروية في دائرة صنع القرار.
*-يلاحظ توقف الإعلان عن اختيار اللاعبين الأبرز على مستوى القارة.. الأسباب في ذلك؟
دأب الإتحاد الآسيوي لكرة القدم على تنظيم حفل الجوائز السنوية لاختيار النجوم الأبرز؛ لكن وبسبب ظروف جائحة كورونا وما ترتب عليها من إرباكات في الرزنامة الكروية فقد تم تأجيل الحفل لمدة عامين؛ والآن نحن نستعد لاستئناف حفل الحوائز السنوية، حيث سيقام الحفل في نهاية شهر أكتوبر المقبل في العاصمة القطرية الدوحة.
حوار- مريم مسيوب
صحيفة البلاد البحرينية