هيام طعمة – موقع لأجلك سورية الإخباري.
يعتبر قرار بناء الأسرة والحصول على الاستقرار العائلي أحد أهم أهداف الزواج في كل المجتمعات، لذلك يعرَّف الزواج بأنه رباط مقدس وشراكة طويلة الامد بين الرجل والمرأة، وهو ضرورة إنسانية واجتماعية يحصل الفرد من خلالها على السكينة والتوازن النفسي، لذلك يطمح الأزواج عبر هذا الرابط المقدس إلى تحقيق السعادة في بيت الزوجية، وللوصول الى هذه السعادة لابد للزوجين من معرفة أسس ومقومات الزواج الناجح والعمل بها.. فماهي هذه المقومات؟.. وهل معرفتها ستؤدي الى نجاح الزواج؟..
المدربة الدولية المختصة بالتنمية البشرية الدكتورة ولاء لحلح أكدت لموقع لأجلك سورية الإخباري أن من أهم مقومات الزواج الناجح وجود توازن وتكافؤ بين الشريكين من الناحية الاجتماعية والثقافية والفكرية والعلمية وحتى من الناحية المادية إن أمكن ذلك، وهذا التوازن سوف ينعكس إيجابا على الأسرة وسيؤثر حتماً على تربية الأبناء التربية الصحيحة والسليمة.
ورأت الدكتورة لحلح أن الصدق والصراحة والاحترام والثقة المتبادلة بين الزوجين تعتبر من أهم اساسيات الزواج الناجح، طبعا بالإضافة إلى الحب والود، فاذا وجد الحب والتوافق بين الرجل والمرأة ستولد القدرة على التعامل مع الامور مهما كانت متعثرة، وسيتم تجاوز صعوبات الحياة والتعامل مع المشكلات بحكمة وعقلانية..
وحتى يكون الزواج ناجح نصحت الدكتورة لحلح بأن تكون فترة الخطوبة طويلة لا تقل عن السنة حتى يتعرف الخطيبان على بعضهما البعض، ويدرك كل طرف طبيعة الطرف الآخر وصفاته الشخصية وأفكاره وطريقة تعامله مع روتين الحياة اليومي، فالزواج – بحسب خبيرة التنمية البشرية- قرار مصيري سيغير حياة الطرفين بشكل كامل ومن كل النواحي وهما الشخصين الوحيدين المسؤولين عن تبعات هذا القرار .. فاحسنوا الاختيار لتنعموا بحياة سعيدة تملئها السعادة والمحبة والطاقة الايجابية..
المحامية والناشطة بقضايا الأسرة الأستاذة ساهير ممدوح آقبيق أكدت لموقع لأجلك سورية الإخباري أن الزواج رباط مقدس ومنظومة تحتاج إلى زوجين متفاهمين، فإذا أدرك الزوجان أسس الزواج الناجح وحرصا عليها، فسينعمان بحياة هانئة رغيدة، وسينعكس أثرها على تربية أبنائهم فينشأ جيل سوي يكون لبنة صالحة للمجتمع ككل، وهناك العديد من الازواج- تقول المحامية آقبيق- الذين يفترضون أن عبء إنجاح الزواج يقع على عاتق الطرف المقصر، في حين أن الزواج الناجح يبدأ عندما يتحمل الزوجان المسؤولية الكاملة لإنجاحه، فيعلمان مالهما وما عليهما ويعملان به، ويتقبل كل منهما الآخر بدلاً من أن يتحمله..
ورأت المحامية آقبيق ان التواصل المنفتح والاحترام والثقة هي مفاتيح لكل علاقة زوجية سعيدة فيفهم الرجل كينونته ووظيفته كرجل، وتدرك المرأة حكمها وتركيبها كأنثى، لذلك يجب أن يحظى الزوجان بثقافة التقدير والامتنان لما يقوم به الشريك، ولعل كلمة السر في إنجاح العلاقات الزوجية تتجلى بكلمة “شكرا”.
واعتبرت الناشطة بقضايا الاسرة أن الزواج الناجح تصنعه قلوب تعتنق الرحمة كمنهج حياة، ونفوس طيبة تألف وتؤلف، وعقول راقية قادرة على التواصل والحوار، فمن قصَّر في الحب يجب أن لا يقصِّر في الاحترام، ومن قصَّر في الاحترام عليه أن لا يقصِّر في التسامح، ولو اعتمدنا هذا النهج لقل الطلاق وطاب العيش وندر الفراق…
الدكتورة نيرمين غريب الاختصاصية بالإرشاد الأسري بقسم الإرشاد النفسي بكلية التربية بجامعة دمشق أوضحت لموقع لأجلك سورية الإخباري أن أهم شروط الزواج الناجح التوافق النفسي والفكري بين الزوجين، وخصوصا أنه توجد ضمن مجتمعنا المحلي فكرة مغلوطة تقول بانه أثناء الارتباط يجب أن يكون الطرفان مختلفان حتى يكمل أحدهما الآخر، وهذا الأمر مرفوض جملةً وتفصيلاً لأن الاختلاف بين الشريكين بكل مناحي الحياة حتما سيؤدي إلى وقوع شجار دائم بينهما، وسوف يؤدي ذلك إلى خلافات كبيرة داخل الاسرة، لذلك يجب أن يكون بين الطرفين توافق نفسي وفكري كالحاجات والرغبات والمتطلبات والهوايات وحتى طريقة التفكير يجب أن تكون متشابهة وليست متنافرة، ويجب أن يكون هناك توافق بين الشريكين وأرض مشتركة بينهما حتى لا تصبح العلاقة بينهما شخص يقدم والآخر يأخذ .
الأمر الآخر المهم للزواج الناجح – وفقا للدكتورة غريب- هو الحب المتبادل بين الطرفين والتقبل فكما الانسان يتقبل ذاته كما هي، يجب أن يتقبل الآخر كما هو بدون أن يسعى الى تغيير أي شيء فيه، ولابد أيضا من وجود الاحترام المتبادل بين الزوجين وخصوصا احترام الأفكار والآراء والشخصية، مع الأخذ بعين الاعتبار الاختلاف بالشخصيات، ويجب الانتباه أيضاً إلى النظام التمثيلي لكلا الطرفين، فالشخص البصري يختلف عن السمعي وعن الحسي..
وأخيراً رأت الاختصاصية بالإرشاد الأسري بأنه يجب الانتباه إلى فكرة هامة أثناء الإقدام على الزواج والتفكير بتأسيس أسرة وهي أن الرجل يفكر بطريقة مختلفة تماما عن المرأة، فالرجل يفكر بطريقة متتابعة أما المرأة فتفكر بطريقة دائرية أو حلزونية، بمعنى أن المرأة يمكن أن تقوم بعمل عدة أمور في وقت واحد، أما الرجل لا يستطيع أن يقوم إلا بعمل واحد وعند الانتهاء منه ينتقل إلى عمل آخر ..
خلاصة القول، إن الزواج الناجح والمبني على أسس وروابط متينة وصحيحة حتما سيؤدي إلى حياة سعيدة، ومن يريد أن يختار شريك العمر عليه أن يتأنى قبل اتخاذ القرار، لأنه أهم قرار قد يتخذه في حياته، ويُبنى عليه مسار حياته كلها.
