المفوضية السامية لشؤون اللاجئين: اكثر من 117 مليون لاجئ في العالم أجبروا على ترك أوطانهم..
موقع لأجلك سورية الإخباري_ هيام طعمة..
في أحدث تقرير صدر عن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، بمناسبة يوم اللاجئ العالمي الذي يصادف في الـ 20 من شهر حزيران من كل عام، كشف التقرير انه وبحلول نهاية عام 2023 كان اكثر من 117 مليون شخص في جميع انحاء العالم قد اجبروا على ترك منازلهم بسبب الصراع او الاضطهاد او الحروب او غير ذلك من التهديدات الجسيمة على حياتهم وبقائهم..
وأشار التقرير الذي صدر خلال الشهر الحالي ان عدد المهجرين في ازدياد كبير ففي عام 2014، تم تهجير ثمانية من كل 1000 شخص على مستوى العالم قسراً، وفي عام 2023 كان العدد 14 لكل 1000، وهذا يعني أن نحو 58 مليون شخص إضافي على مستوى العالم قد نزحوا من ديارهم بسبب الأزمات الإنسانية مقارنة بما كان عليه الحال في عام 2014.. ولفت التقرير الى ان النسبة الأكبر من النازحين هم من فئة النازحين داخلياً، فمن بين نحو 117.3 مليون نازح مسجل لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بلغ عدد النازحين داخلياً نحو 68.3 مليون إنسان، 48% منهم في الدول الإفريقية ونحو 21% في الشرق الأوسط اي بنسبة زيادة عن العام الماضي بنحو 8% بمعنى ان 15% من سكان العالم اصبحوا نازحين قسرا، اي بمعدل 1 من كل 69 شخصا حول العالم ، مما يعني أنهم أُجبروا على ترك منازلهم ومجتمعاتهم ولكنهم ظلوا داخل حدود بلدانهم الأصلية…
وفيما شملت احصائية المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فقط النازحين بسبب العنف والحرب، قدر “المركز الدولي لرصد النزوح” أن حوالي 7.7 مليون شخص قد نزحوا بسبب الكوارث الطبيعية وتغير المناخ.
ولفت تقرير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الى ان نحو 90% من اللاجئين من 10 دول فقط، حيث يعيش نحو 43.4 مليون شخص في جميع أنحاء العالم خارج بلدانهم الأصلية كلاجئين أو في إطار برامج الحماية الدولية الأخرى، مثل الإقامات الإنسانية المؤقتة، وعلى الصعيد العالمي، ينحدر تسعة من كل 10 لاجئين من أفغانستان وسوريا وفنزويلا وأوكرانيا والأراضي الفلسطينية وجنوب السودان والسودان وميانمار وجمهورية الكونغو الديمقراطية والصومال.
يشار الى ان البلدان التي تستقبل أكبر عدد من اللاجئين غالباً ما تتشارك الحدود مع الدول المصدرة للاجئين، ووفقاً لتقرير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن 69% من اللاجئين في عام 2023 كانوا يعيشون في دولة مجاورة لبلدهم الأصلي، وتستضيف إيران وتركيا وكولومبيا والأردن ولبنان أكبر عدد من اللاجئين، معظمهم فارون من أفغانستان وسوريا وفنزويلا والأراضي الفلسطينية، والاستثناء الأكبر هو ألمانيا، التي تستقبل مئات الآلاف من المهاجرين من دول غير مجاورة لها مثل أوكرانيا وسوريا وأفغانستان والعراق وإريتريا…
وعلى الرغم من أن ألمانيا تستضيف أكبر عدد من اللاجئين مقارنة بأي دولة في الاتحاد الأوروبي، حيث يصل عددهم إلى أكثر من 2.5 مليون، فهي تستضيف القليل مقارنة بإيران وتركيا والأردن وكولومبيا، في حين يستضيف الأردن، الذي يبلغ عدد سكانه 11 مليون نسمة، أكبر عدد من اللاجئين مقارنة بعدد سكانه، ويعيش في هذا البلد أكثر من 3 ملايين لاجئ.
ووراء هذه الأرقام وتلك الاحصائيات عدد لا يحصى من المآسي الإنسانية التي تدفعنا للتحرك بشكل عاجل وفوري لإيجاد الحلول الجذرية لمعاناة اللاجئين ووقف الحروب والنزاعات ونشر السلام وتأمين حقوق اللاجئين قسرا، وفي هذا الإطار لابد من التنويه إلى أن هناك العديد من الحقوق التي اشتملت عليها اتفاقية عام 1951 الخاصة بوضع اللاجئين ابرزها حظر الطرد إلا تطبيقا لقرار متخذ وفقا للأصول الإجرائية التي ينص عليها القانون، -على أن يُتاح للاجئين حق الاعتراض- ؛ وكذلك ألا تفرض الدول على اللاجئين عقوبات جزائية بسبب دخولهم إقليمها أو وجودهم فيه دون إذن؛ وايضا تنص الحقوق التي اشتملت عليها اتفاقية عام 1951 على الحق في العمل، والحق في السكن؛ والحق في التعليم؛ والحق في الحصول ما يُمنح في مجال الإغاثة والمساعدة العامة؛ وكذلك الحق في ممارسة الطقوس الدينية؛ وايضا حق التقاضي الحر أمام المحاكم؛ والحق في حرية التنقل ضمن أراضيها؛ وكذلك الحق في الحصول على بطاقات الهوية ووثائق السفر، كما يحق للاجئين الحصول على حقوق أخرى كلما طال مقامهم في الدولة المضيفة، على أساس الاعتراف بأنه كلما طالت مدة لجوئهم، زادت الحقوق التي يحتاجونها.
وحول عودة اللاجئين الى بلدانهم الاصلية اشار التقرير الى انه في عام 2023، عاد حوالي 1.1 مليون لاجئ سابق إلى بلدانهم الأصلية.
وبالنسبة لسورية وبعد مرور ١٣ عاما على اندلاع الحرب فيها، باتت أزمة النازحين واللاجئين السوريين تصنف كواحدة من أكبر الأزمات اللجوء في العالم، وبحسب إحصائيات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) لعام 2020 بلغ عدد اللاجئين السوريين 5,556,417 لاجئا ، ويتمركز العدد الأكبر منهم في تركيا بإجمالي 3,576,344 لاجئا. في حين بلغ العدد في لبنان حوالي 915 ألف لاجئ وحوالي 655 ألفا في الأردن.
وفي اليوم العالمي للاجئين نذكر بان الحكومة السورية جهدت وخلال سنوات الازمة على تقديم كافة التسهيلات امام المهجرين السوريين للعودة الى وطنهم سورية، حيث سمحت بدخولهم بموجب جوازات سفر سورية حتى وإن كانت منتهية أو أي وثيقة تثبت أنهم مواطنون سوريون ومعالجة أوضاعهم في المراكز الحدودية بشكل فوري دون تكليفهم المراجعة، كما سمحت بدخول الأطفال المولودين خارج القطر برفقة ذويهم بموجب شهادة ميلاد مصدقة وتكليف ذويهم مراجعة مراكز الشؤون المدنية لاستكمال إجراءات تسجيلهم وإعفائهم من الغرامات المترتبة عليهم، وإضافة إلى ذلك تم وصل جميع المراكز الحدودية مع قاعدة البيانات المركزية للشؤون المدنية بهدف حصول العائدين على وثائق الأحوال المدنية من المراكز مباشرةً، هذا ولاتزال الجهات المعنية مستمرة في تقديم كل التسهيلات من أجل عودة السوريين إلى وطنهم، وعيش حياةٍ كريمةٍ في سورية.
يشار الى ان اليوم العالمي للاجئين هو يوم عالمي خصصته الأمم المتحدة لتكريم اللاجئين في جميع أنحاء العالم، وهو يوافق يوم 20 حزيران من كل عام ويحتفل بقوة وشجاعة الأشخاص الذين أجبروا على الفرار من وطنهم هربًا من الصراع أو الاضطهاد، ويعد اليوم العالمي للاجئين مناسبة لبناء التعاطف والتفهم لمحنتهم والاعتراف بقدرتهم على الصمود في إعادة بناء حياتهم.